الغموض يلف مصير مفاوضات التجارة الأوروبية الأميركية

30 اغسطس 2016
ميناء لوهافر في فرنسا (Getty)
+ الخط -
قال مايكل فرومان، المتحدث باسم الممثل التجاري الأميركي، لمجلة دير "شبيغل" الألمانية، إن محادثات اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تحرز تقدماً، بينما قال وزير الاقتصاد الألماني، زيغمار غابرييل، إن المفاوضات فشلت.

وتتفاوض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن اتفاق الشراكة في التجارة والاستثمار عبر الأطلسي منذ ثلاثة أعوام، وكان الجانبان يسعيان إلى الانتهاء منها العام الجاري، لكن الخلافات لا تزال قائمة.

غير أن المتحدث الأميركي قال، لـ"دير شبيغل"، إن "المفاوضات في حقيقة الأمر تحرز تقدما مطردا".

من جهتها، قالت فرنسا، اليوم الثلاثاء، إنها تريد وقف المفاوضات حول اتفاقية التبادل الحر بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لأنها تميل لمصلحة الأميركيين، داعية إلى إعادة إطلاقها "على أسس جيدة".

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن وزير الدولة الفرنسي للتجارة الخارجية، ماتياس فيكل، تصريحات صحافية قال فيها إنه "لم يعد هناك دعم سياسي من قبل فرنسا لهذه المفاوضات"، مؤكدا أن "فرنسا تطالب بوقف هذه المفاوضات".

وأضاف: "الأميركيون لا يعطون شيئا أو يعطون الفتات فقط (...) التفاوض بين الحلفاء لا يجري بهذا الشكل.. العلاقات ليست بالمستوى المطلوب بين أوروبا والولايات المتحدة. يجب أن نستأنف ذلك في وقت لاحق على أسس صحيحة".

وتابع: "نحتاج إلى وقف واضح ونهائي لهذه المفاوضات للانطلاق مجددا على أسس جيدة".

وأكد أن فرنسا ستعبر عن هذا الموقف خلال اجتماع للوزراء المكلفين بالتجارة الخارجية في براتيسلافا، عاصمة سلوفاكيا، خلال الشهر المقبل.

وكان المرشحان للرئاسة الأميركية، الجمهوري دونالد ترامب، والديموقراطية هيلاري كلينتون، قد انتقدا، بشدة، هذه المفاوضات.

وتجري مفاوضات منذ منتصف 2013 في سرية كبيرة بين الحكومة الأميركية والمفوضية الأوروبية حول اتفاقية "الشراكة التجارية الاستثمارية عبر الأطلسي" (يختصر اسمها بالإنكليزية إلى "تافتا").

وتهدف هذه الاتفاقية إلى إلغاء الحواجز التجارية والتنظيمية على جانبي المحيط الأطلسي لإقامة منطقة واسعة للتبادل الحر، يفترض أن تسمح بإنعاش الاقتصادين الأوروبي والأميركي.

لكنها تواجه صعوبات منذ أشهر، خصوصا بعد تحذير منظمات دولية غير حكومية من أن تؤدي الاتفاقية إلى خلل في القواعد لمصلحة الشركات الكبرى.

كما تواجه هذه انتقادات متزايدة من قبل عدد من الحكومات الأوروبية.

وبالإضافة إلى فرنسا، تشهد ألمانيا معارضة شديدة للاتفاقية، بما في ذلك داخل الائتلاف الحكومي. وبينما يزداد عدد معارضي النص في صفوف الاشتراكيين الديموقراطيين مثل وزير الاقتصاد غابريال، ما زالت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، تدافع عن المشروع.

كما يدافع عنه أيضا الناطق باسم المفوضية الأوروبية، مارغاريتيس شيناس، حيث قال، أمس الإثنين، إن "المفوضية الأوروبية تحقق تقدما ثابتا في المفاوضات حول اتفاقية التبادل الحر".

المساهمون