الغلاء يسلب الأطفال الفرح بملابس العيد بمصر
ووصلت أسعار الملابس خلال العام الجاري إلى الضعف مقارنة بالأعوام السابقة، الأمر الذي أجبر أبناء الطبقة المتوسطة والفقيرة على اللجوء للأسواق الشعبية، مثل وكالة البلح، بمنطقة بولاق أبو العلا، وسوق العتبة بوسط القاهرة، وسوق غزة بمنطقة الزاوية، ولكن تحظى "وكالة البلح" بالنصيب الأكبر في بيع الملابس، لوجود جميع الأصناف والأذواق فيها، ومحلات الملابس تعج بها هذه المنطقة، إضافة إلى الباعة الجائلين المنتشرين في كل مكان، ولا تستطيع أن تضع قدمك فيها من كثرة المترددين على محلاتها.
ولجأ المواطنون في مصر إلى "وكالة البلح" وغيرها من المناطق الشعبية، نتيجة ارتفاع أسعار الملابس الجاهزة في المحلات التجارية المشهورة بأحياء القاهرة إلى 300%.
وهو ما أدى إلى وجود حالة من الركود في تلك المحلات بسبب أسعارها، حيث تبدأ أسعار فساتين الأطفال من 300 جنيه وتصل إلى 700 جنيه، وطقم الولادي لا يقل سعره عن 500 جنيه، إضافة إلى العبايات الحريمي التي تجاوزت الـ1200 جنيه، إضافة إلى ارتفاع أسعار الأحذية و"الشن".
وفي المقابل، تقل تلك الأسعار في "وكالة البلح" أو ما يسمى بـ"مول الغلابة" إلى أقل من 30% مقارنة بأسعار محلات وسط القاهرة، إضافة أن "الاستاندات" التي انتشرت في شوارع الوكالة، عليها لافتات بـ35 جنيهاً لملابس أطفال وبناتي وبلوزات حريمي، وهناك ملابس أخرى ما بين 65 إلى 100 جنيه، حسب خامة وجودة القطعة وكونها ماركة أم قطعة عادية، ما جعل الإقبال شديد على الشراء، خاصة على ملابس الأطفال.
وقال رئيس الشعبة العامة للملابس بالاتحاد العام للغرف التجارية يحيى الزنانيري، إن أسعار الملابس خلال موسم عيد الفطر شهدت ارتفاعاً في الأسعار بنسبة بلغت ما بين 100 و150%، نتيجة زيادة أسعار المواد الخام المستوردة، وارتفاع أسعار الأجور والكهرباء والضرائب، والغاز والماء والمواصلات، ومستلزمات الإنتاج التي تدخل في الصناعة، مثل الشماعات وأكياس التغليف.
وقال إن كل هذه العوامل حركت أسعار ملابس العيد، موضحاً أن ارتفاع الأسعار ساهم في حدوث حالة من الضعف في عمليات البيع، وهو ما دفع محدودي الدخل إلى اللجوء إلى الأسواق منخفضة الأسعار، والتي تناسب ظروفهم المادية.
من جانبه، قال أحمد علي، صاحب أحد محال الملابس الجاهزة بمنطقة وسط القاهرة، إن أسعار الملابس مرتفعة منذ بداية الموسم الحالي، موضحاً أن أصحاب المحال ليس لهم أي ذنب في ارتفاع أسعار الملابس، وإنما السبب في المصانع التي ترفع الأسعار على المستهلك حسب رؤيتهم الشخصية.
وأشار إلى أن كل هذا يصب فوق المواطن البسيط الذي يعاني بسبب ارتفاع الأسعار بشكل كبير، مشيراً إلى أن إرتفاع أسعار الملابس جعل نسبة الإقبال ضعيفة للغاية خلال تلك الفترة، وأن عدداً كبيراً من المواطنين يتوقفون فقط لمشاهدة الأسعار دون الاقتراب من شرائها.
مشدداً على أن جميع أنواع الملابس شهدت ارتفاعات بنسب كبيرة، مطالباً بدور قوي وفعال للحكومة للحد من ارتفاع الاسعار، خاصةً في ظل بقاء المرتبات كما هي ولا توجد أي زيادة عليها.
في المقابل، أشار عدد من تجار الأسواق الشعبية إلى أن هناك رواجا إلى حد ما في عمليات بيع الملابس، مؤكدين أن "عيد الفطر" هو موسم شراء الملابس، على عكس عيد الأضحى، حيث أكد فتحي حسين (صاحب محل بوكالة البلح)، أن أسعار الوكالة متفاوتة وجودة المنتج أقل، حيث يغلب على الملابس "البلاستر" عن القطن، مشيراً إلى أن "ملابس البالة" عليها إقبال كبير من الأهالي، لكونها تتميز بجودة خامتها، وأضاف أن بعض المحال تقوم ببيع الملابس المستعملة تحت اسم "بواقي تصدير"، وهي لا تختلف عن الملابس المستعملة سوى في ارتفاع أسعارها وجودتها.
ويتزايد إقبال المواطنين، خاصة ممن لا يملكون القُدرة المالية، على شراء ملابس أولادهم من الأسواق الشعبية، التي تشهد ازدحاماً خلال تلك الأيام مع اقترب عيد الفطر المبارك.
وفي هذا الصدد، أكد جمال محمود (موظف وأب لأربعة أولاد)، أن هناك ارتفاعاً كبيراً في أسعار ملابس العيد لهذا العام، لكن ذلك لن يمنعه من شراء ملابس لأطفاله بمناسبة عيد الفطر المبارك، موضحاً أن "وكالة البلح" هي الأنسب لشراء ملابس العيد لرخص أسعارها مقارنة بمحلات وسط القاهرة.
وقالت سلمى محمود (ربة منزل)، إن أسعار الملابس تشهد ارتفاعاً بصورة وصفتها بـ"التعجيزية". وأضافت السيدة التي تخطت العقد الخامس من عمرها ساخرة "علشان أشتري لبس العيد لخمس عيال أكبرهم في الجامعة وأصغرهم في ابتدائي، لازم نشتغل أنا وأبوهم تجار مخدرات".
وبنبرة ساخطة قال أحمد البدري (عامل): نحن نعيش في ظروف غاية في الخطورة، وأسعار لم تشهدها مصر من قبل حتى في أيام الحروب والاستعمار.
مضيفاً: هناك جشع من قبل تجار الملابس حتى في الأسواق الشعبية، الذين يستغلون مناسبة العيد لمضاعفة الأسعار، فرغم أن غالبية الملابس خامتها سيئة، إلا أن أسعارها مرتفعة.
من جانبه، وصف عامر السيد (موظف)، انتشار الأسواق الشعبية للملابس بأنه "الأمر المنقذ" للكثير من الأسر والعائلات ومحدودي الدخل، وأضاف قائلاً: "اعتدت على شراء ملابس العيد لأبنائي من وكالة البلح من باعة الأرصفة، لانخفاض أسعارها نسبة لأسعار الملابس المعروضة في المحال"، مشيراً إلى أنه لا تستطيع الاقتراب من محال الملابس بسبب ارتفاع أسعارها.