#الغضب_لحلب في "ملحمتها الكبرى"

02 اغسطس 2016
يستمر وسم "الغضب لحلب" بالتداول (ابراهيم ابو ليث/الأناضول)
+ الخط -
أشعل الهجوم الواسع الذي يشنه الآلاف من مقاتلي المعارضة السورية على قوات النظام في مدينة حلب، مواقع التواصل الاجتماعي المؤيدة للثورة السورية، بعد أن عاشت خلال الأيام الماضية فترات صعبة نتيجة تمكن قوات النظام من محاصرة حلب الشرقية، وتوغلها في بعض أحياء المدينة. فتداول المستخدمون وسوم "#ملحمة_حلب_الكبرى"، "#الغضب_لحلب"، "#aleppo_battle" و"#معركة_حلب_الكبرى"، بالإضافة إلى "#AleppoUnderSiege"، و"#AngerForAleppo" على موقعي "تويتر" و"فيسبوك"، حيث انتشرت التعليقات والصور ومقاطع الفيديو.

وأعاد هذا الهجوم، والنجاحات التي حققها في ساعاته الأولى، التفاؤل إلى أنصار الثورة، ورفع معنوياتهم بدرجة كبيرة، وهو ما انعكس في وسائل التواصل الاجتماعي التي ضجت بالتعليقات والتحليلات حول "ملحمة حلب الكبرى" كما وصفت بلسان المعارضين.

في تعليق ساخر، تساءل الصحافي السوري حكم البابا باللهجة الحلبية في حسابه على "فيسبوك" عن مصير الممرات الآمنة التي أعلنها النظام قبل يومين لخروج المدنيين والمقاتلين من شرقي المدينة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بعد النجاحات الأخيرة التي حققتها قوات النظام في المنطقة. وفي تعليق آخر، تساءل البابا عن سر غياب أصوات "جماعة المجلس الوطني والائتلاف والحكومة المؤقتة وهيئة التفاوض"، في هذه اللحظات التي تشتعل فيها حلب، مجيباً بسخرية أنهم "ربما يكونوا على الجبهات يقاتلون مع الثوار".



ورأى المعارض السياسي رضوان زيادة أنّ "حلب باتت اليوم عاصمة السوريين وقبلة قلوبهم وأفئدتهم، وتحمل معها النصر والأمل والثقة بأن مستقبل سورية يصنعه أبناؤها فقط". أما الكاتب السوري فادي عزام فرأى، في تعليق يستحضر فيه الجدل الذي أثير بعد إعلان أبو محمد الجولاني زعيم تنظيم فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) فكّ ارتباطه بالقاعدة، أنه "في لحظة التصدي لمغول العصر وهمج بوتين الأسد والخميني فإن أسوأ متطرف بالعالم يدافع بدمه عن حلب، أشرف من كل مدعي الشرف ومبرري الدمار والساكتين والمسوّقين للمجرم".
ورأى بدر الدين دغمش، أنّ معركة حلب، بغض النظر عن نتائجها ستكون أيقونة الحرية والكرامة للعالم كله. لكن الناشطة نادية خلوف، كانت حذرة في تفاعلها، وكتبت أنّها تفاءلت لحظة لبعض الوقت بما يجري، لكن بعد أن فكرت أكثر بدا لها أن كل شيء هو صناعة خارجية، ولذلك فهي لا تثق بشيء، وتتمنى فقط نجاة المدنيين.

ولعل من أبرز الذين يُعتبر أنّ لهم دوراً في تجييش المقاتلين قبل وخلال معركة حلب، هو الدكتور عبد المنعم زين الدين، الذي ألقى الكثير من الخطب الحماسية في تجمعات المقاتلين المتجهين للقتال على جبهات حلب. ورأى في تغريداته أن المعركة اليوم ستكون فاصلة في تاريخ حلب وسورية كلها.

وفيما تعج مواقع التواصل الاجتماعي القريبة من الثورة السورية بالتعليقات المؤيدة لمعركة حلب والتي تدعو بالنصر والتوفيق لمقاتلي المعارضة شامتة بقوات النظام وروسيا بعد أن حسبوا أنهم قاب قوسين أو أدنى من فرض الاستسلام على حلب، تلوذ في المقابل المواقع المؤيدة للنظام بالصمت ويسودها الارتباك بانتظار توضيحات من قيادة جيش النظام لما يجري على أرض الواقع.
وكتب الصحافي السوري عمار عز ساخراً من ارتباك وسائل إعلام النظام التي توقع أنّها تبث برامج عن الحيوانات والبراري كما فعلت في مرات سابقة حين تقع أحداث كبيرة ولا توجد مواقف واضحة بشأنها من جانب قيادة النظام. وهو ما أشار إليه أيضاً الناشط ياسر سعد الدين، الذي قال إنّ وكالة "سانا" السورية الرسمية للأنباء تتجاهل تماماً ما يجري في حلب حيث "ألجمتهم الهزيمة النكراء فحاروا قولاً وقراراً!".

أما مواقف الناشطين الأكراد فكانت متذبذبة، وحاول بعضهم أن ينأى بنفسه عن اتخاذ موقف مؤيد للنظام أو المعارضة، متذرعاً بالحرص على حياة المدنيين. وساوى آخرون مثل الصحافي والناشط مسعود عكو بين الطرفين اللذين وصفهما بـ "الإرهابيين".

ولم تتوقف التعليقات والتضامن مع حلب على الناشطين السوريين، إنّما شملت العالم العربي ككلّ، حيث انتشرت بكثافة كبيرة الصور والتعليقات عن حلب، والدعوات لإنقاذها من هجمات النظام.

المساهمون