08 يوليو 2019
العلاقات التاريخية المغربية النيجرية
ماء العينين بوية (المغرب)
يظلّ التاريخ المغربي وتاريخ انتشار الإسلام في جنوب إفريقيا وغربها عامراً بالشواهد على عمق العلاقات المغربية الإفريقية السودانية، منذ دولة المرابطين وحركات الدعوية الجهادية في ممالك غانة وبلاد التكرور، مروراً بالهجرات الأندلسية إلى الحملات السعدية، علاوة على مواكب الحج وحجيج العلماء إلى فاس العالمة، وأيضاً الامتداد المجالي لطرق صوفية مثل القادرية والتجانية، التي تعتبر فاس عاصمة روحية لها.
في هذا الباب، أبدع خطيب صلاة الجمعة في مسجد أبوجا الأعظم، وبحضور الملك محمد السادس والرئيس النيجيري، حين تحدّث عن العلاقات النيجيرية المغربية وامتدادها التاريخي والروحي، وسماتها المشتركة، من حيث البعد الإفريقي ووحدة المذهب، وتأثيرات المدارس الفقهية المغربية في نشر الإسلام وتوطيده في بلدان غرب وجنوب إفريقيا، خصوصاً حين تحدّث عن الشيخ عثمان دان فودو مؤسّس مملكة أو خلافة صكتو وأخيه الشيخ عبد الله بن فودي وأمير المؤمنين السلطان محمد بلو، فالأوّل من مشاهير علماء المنطقة ومشايخها، وممّن ساهموا في نشر المذهب المالكي الأشعري، تأثروا بعلماء مغاربة، ذكر منهم الخطيب الشيخ محمد بن عبد الكريم المغيلي، ولعلّ الخطيب وهو يورد معلوماته التاريخية، ويتحدّث عن تأثير القادمين من الشمال، وبصمتهم في العمران والحضارة الإفريقية السودانية، وسن القوانين والأنظمة كالحسبة والوزارة... قد درسها بعناية، ليقدّم ما يحلو للجانب المغربي سماعه، وليقترب من قلب الدبلوماسية المغربية، حين اعتمدت سبيل الإقتصاد والدين وريادة التجربة المغربية مقارنة بجاراتها في ميادين عدّة كالأمن والإدارة والتنمية البشرية.
الزيارة الملكية لدول تعتبر خارج الحيز الفرنكفوني، وقريبة من الجزائر كما يرى الإعلام المغربي، أحدثت رجّة إعلامية، وكانت سبقاً لأهميتها من جهة، ولطابعها الإقتصادي البحث، ولتوقيتها المتزامن مع طلب المغرب العودة إلى الإتحاد الإفريقي.
تحدث الإعلام المحلي بإسهاب عن الزيارة، وعن مدى انعكاسها الإيجابي على القضية الوطنية، وهو شيء لا تشكيك فيه، فالزيارة كسرت ذلك الجمود الحاصل بين المغرب ودول بعينها، لم تكن إلى أجل قريب في أجندة الدبلوماسية المغربية، وطالما حسبت كأعداء للمغرب، وبالتالي، فالذهاب إلى دول، كنيجيريا وإثيوبيا، يعتبر مبادرة مهمة، خصوصاً إن كان أساسها الملف الإقتصادي والأمني، وهو الرائج والمثمر لوقعه ومنفعته. لكن، هل يمكن لنا الحسم في تغيّر اتجاهات هذه الدول في الملف الأول للمغرب؟ وهل يكون هذا التحوّل سريعاً كما تفاءل بعضهم؟ وكيف سيكون الاستثمار السياسي لهذه الحركة بسكون الراء، من خلال تموقع المغرب داخل الإتحاد ودوره في مرحلة ما بعد الإنضمام؟ وما حقيقة الانزعاج المصري من الزيارات الملكية، خصوصاً في التقارب الإثيوبي المغربي، أم هي فقط زوبعات إعلامية يتفنّن الإعلام المصري في تأجيجها؟
في هذا الباب، أبدع خطيب صلاة الجمعة في مسجد أبوجا الأعظم، وبحضور الملك محمد السادس والرئيس النيجيري، حين تحدّث عن العلاقات النيجيرية المغربية وامتدادها التاريخي والروحي، وسماتها المشتركة، من حيث البعد الإفريقي ووحدة المذهب، وتأثيرات المدارس الفقهية المغربية في نشر الإسلام وتوطيده في بلدان غرب وجنوب إفريقيا، خصوصاً حين تحدّث عن الشيخ عثمان دان فودو مؤسّس مملكة أو خلافة صكتو وأخيه الشيخ عبد الله بن فودي وأمير المؤمنين السلطان محمد بلو، فالأوّل من مشاهير علماء المنطقة ومشايخها، وممّن ساهموا في نشر المذهب المالكي الأشعري، تأثروا بعلماء مغاربة، ذكر منهم الخطيب الشيخ محمد بن عبد الكريم المغيلي، ولعلّ الخطيب وهو يورد معلوماته التاريخية، ويتحدّث عن تأثير القادمين من الشمال، وبصمتهم في العمران والحضارة الإفريقية السودانية، وسن القوانين والأنظمة كالحسبة والوزارة... قد درسها بعناية، ليقدّم ما يحلو للجانب المغربي سماعه، وليقترب من قلب الدبلوماسية المغربية، حين اعتمدت سبيل الإقتصاد والدين وريادة التجربة المغربية مقارنة بجاراتها في ميادين عدّة كالأمن والإدارة والتنمية البشرية.
الزيارة الملكية لدول تعتبر خارج الحيز الفرنكفوني، وقريبة من الجزائر كما يرى الإعلام المغربي، أحدثت رجّة إعلامية، وكانت سبقاً لأهميتها من جهة، ولطابعها الإقتصادي البحث، ولتوقيتها المتزامن مع طلب المغرب العودة إلى الإتحاد الإفريقي.
تحدث الإعلام المحلي بإسهاب عن الزيارة، وعن مدى انعكاسها الإيجابي على القضية الوطنية، وهو شيء لا تشكيك فيه، فالزيارة كسرت ذلك الجمود الحاصل بين المغرب ودول بعينها، لم تكن إلى أجل قريب في أجندة الدبلوماسية المغربية، وطالما حسبت كأعداء للمغرب، وبالتالي، فالذهاب إلى دول، كنيجيريا وإثيوبيا، يعتبر مبادرة مهمة، خصوصاً إن كان أساسها الملف الإقتصادي والأمني، وهو الرائج والمثمر لوقعه ومنفعته. لكن، هل يمكن لنا الحسم في تغيّر اتجاهات هذه الدول في الملف الأول للمغرب؟ وهل يكون هذا التحوّل سريعاً كما تفاءل بعضهم؟ وكيف سيكون الاستثمار السياسي لهذه الحركة بسكون الراء، من خلال تموقع المغرب داخل الإتحاد ودوره في مرحلة ما بعد الإنضمام؟ وما حقيقة الانزعاج المصري من الزيارات الملكية، خصوصاً في التقارب الإثيوبي المغربي، أم هي فقط زوبعات إعلامية يتفنّن الإعلام المصري في تأجيجها؟