العقلانيّة والإيجابيّة لحلّ المشاكل

26 نوفمبر 2014
"تردّدت بتذكيرها كم هي محظوظة بنجاح الجراحة"(Getty)
+ الخط -

العقلانية في العلاقات الإنسانية العامة مهمة جداً، ولو أنّ للعامل العاطفي غالباً الدور الأكبر. كما يسجّل للعقلانية ترجيحها للإيجابية في التعامل مع المشاكل التي تواجه الشخص، مهما كان الوضع سيئاً. فمن طبيعتها أن تضع الحقائق في إطارها الصحيح، لا في إطار التوقعات والمراهنات، وبالتالي الكثير من الأوهام.

وفي هذا الإطار، تعرض الكاتبة تيني بودا، في تقرير لها في موقع "تروث إز سكيري"، قصتها الشخصية مع شقيقتها الكبرى.

تقول الكاتبة إنّها لم تكن الشخص نفسه عندما كانت طفلة. وتضيف: "أنا شقيقة صغرى. ومع أنّ عمري اليوم يبلغ 56 عاماً، فسأبقى في عائلتي الشقيقة الصغرى. الفارق في العمر الذي يصل إلى 7 سنوات، بيني وبين شقيقتي باربرا يشير إلى تناقضنا كذلك. وبينما توصف شقيقتي بأنّها ذكية وتنافسية وناجحة، أوصف بأنّي مجتهدة ومجرّدة ومبدعة. وبينما يراني آخرون طيبة القلب ومرحة، فقد اعتدت على الشعور أنّي لن أتمكن من مجاراة شقيقتي الكبرى، في ما تتميّز به".

تتابع الكاتبة: "لقد أزعجتني المقارنات طويلاً. تمنيت لو أنّها لم تفعل، لكنني سعيت إلى نوع من الاحترام بعيد المنال طوال حياتي، وهو النوع الذي يبدو مهماً لشقيقة صغرى".
وتقول: "في أبريل/ نيسان الماضي، شخّصت إصابة شقيقتي بسرطان الرئة، وتبيّن أنّها حالة قابلة للجراحة. ومع بحثها عن خيارات العلاج والجراحين، قامت بجهد كبير في فترة قصيرة من أجل تسهيل الأمر عبر اتخاذ قرارات طبية فعالة".

وتضيف الكاتبة: "أذكر الجلوس في غرفة انتظار الجراحة مع زوجها وصديقة للعائلة. حاولنا أن نكون إيجابيين وندفع بعضنا البعض إلى التعاطي بإيجابية خلال انتظارنا انتهاء العملية. وكانت العملية ناجحة، فقد أزيلت درنتان من رئتها اليمنى، من دون إجراء أشعة أو علاج كيميائي عليها. واستفاقت في غضون ساعات قليلة. لكنّها، وبعد وقت قليل من استعادتها وعيها، عبّرت عن قلقها بخصوص زوجها الذي يعيش معها منذ 40 عاماً، وخبرته المنعدمة في تحمّل أعمال منزلية بسيطة، كإعداد فطوره مثلاً، أو غسل ملابسه، أو جلب الأغراض المناسبة من السوق. كما شعرت بالقلق الشخصي حيال الوقت الذي ستتطلبه مراقبة رئتيها للتأكد من أنّ السرطان لن يعاود الظهور".

وتختم الكاتبة: "في تلك اللحظة، كنت مترددة في تذكيرها كم هي محظوظة في نجاح الجراحة. وعند مستوى معيّن أدركت بنفسها، لكنها لم تكن معتادة على السماح لعقلها بالانتباه إلى الأمور الجيدة الموجودة في الحاضر، بدلاً من التفكير باحتمالات الأمور السيئة التي ستأتي".
المساهمون