وأوضحت المفوضية، في بيان لها بثته وسائل إعلام عراقية أن "حركة عصائب أهل الحق استوفت الشروط القانونية المتعلقة بتسجيل الأحزاب السياسية في المفوضية وأن مجلس المفوضين قرر منحها إجازة تأسيس حزب استناداً إلى صلاحياته المخولة له".
وتعد مليشيا "عصائب أهل الحق" أول فصيل مسلح تابع لإيران ضمن فصائل "الحشد الشعبي" يتحول إلى حزب سياسي.
وفي هذا السياق، قالت مصادر مطلعة من داخل المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد، إن مليشيا "عصائب أهل الحق" تسعى للتحالف مع رئيس الوزراء السابق ونائب رئيس الجمهورية الحالي نوري المالكي للمشاركة في الانتخابات المقبلة.
وكان زعيم مليشيا "عصاب أهل الحق"، قيس الخزعلي، قال في تصريح سابق، إنه يسعى لدخول الانتخابات المقبلة بهدف الحصول على منصب رئيس الوزراء في البلاد.
يأتي ذلك في وقت تواجه فيه مفوضية الانتخابات انتقادات لاذعة ودعوات لحلها وإقالة مجلس المفوضين المتهمين بقضايا تزوير وفساد وهدر للمال العام.
ويتهم سياسيون وأعضاء في البرلمان العراقي وكتل سياسية مفوضية الانتخابات بالانحياز إلى الفاسدين وتزوير الانتخابات وإعادة تدوير السياسيين الفاسدين في العملية السياسية في البلاد عبر التزوير والفساد الإداري.
وتعتبر مليشيات "العصائب" واحدة من عشرات المليشيات المسلحة المشكلة لما يعرف بـ"الحشد الشعبي"، الذي تشكل بفتوى من المرجعية الدينية في النجف منتصف عام 2014.
ويتخوف مراقبون من دخول المليشيات المسلحة في الانتخابات المقبلة، معتبرين أنها ستدخل البلاد في حرب أهلية تحرق الجميع في ظل دخول مليشيات مسلحة ارتكبت مجازر إبادة جماعية وجرائم حرب في العملية السياسية.
وقال المحلل السياسي جاسم الكرخي إن "تأسيس حزب مليشياوي يظهر علناً تبعيته لإيران ومنحه إجازة المشاركة في الانتخابات يعتبر انتكاسة للعملية السياسية في العراق".
واعتبر الكرخي لـ"العربي الجديد" أن "العراق سيقف على مشارف الهاوية بعد مرحلة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بسبب دخول المليشيات المسلحة في العملية السياسية، وستستمر دوامة الموت والعنف دون توقف خاصة أن مليشيات الحشد ومنها العصائب ارتكبت مجازر بشعة بحق المدنيين في المناطق الساخنة فكيف يسمح لهم بدخول الانتخابات".
ويأتي استعداد مليشيا "عصائب أهل الحق" لدخول الانتخابات المقبلة إلى جانب مليشيا منظمة "بدر" التي أصبحت جزءاً من العملية السياسية منذ سنوات. ولكن فتح الباب أمام مليشيا "العصائب" يعني منح مليشيات "الحشد" غطاء قانونياً جديداً يسمح لها بحرية التصرف والسيطرة على مقاليد الحكم، بحسب مراقبين.
ويعتبر زعيم مليشيا "العصائب" أحد أبرز المتورطين بجرائم تطهير طائفية وعرقية وإخفاء قسري لآلاف العراقيين بالسنوات الماضية. ويواجه الخزعلي تهماً بتصفية الآلاف من المدنيين بين عامي 2014 -2017 في الأنبار وصلاح الدين وديالى والموصل وجرف الصخر.
ويحظر الدستور العراقي على الجماعات والمليشيات المسلحة والعسكريين الدخول في العملية السياسية التي بنيت عام 2003 على أساس التداول السلمي للسلطة.
وأكد الخبير القانوني منتصر الجبوري، أن "تأسيس حزب مليشياوي ومنحه إجازة للسماح له بدخول الانتخابات المقبلة مخالفة صارخة للدستور العراقي الذي يحظر تماماً على العسكريين والمليشيات المسلحة الدخول في العملية السياسية".
وتابع الجبوري "من المعلوم للجميع أن مليشيا عصائب أهل الحق مدعومة من إيران تماماً ومن المرشد الإيراني علي خامنئي مباشرة ولذلك لا أحد يستطيع الاعتراض على دخولها في الانتخابات رغم مخالفة ذلك للدستور بشكل صارخ وغير مسبوق".