العراق: "الحشد الشعبي" يلوّح بانهيار أمني ويطالب بدعم مالي

23 نوفمبر 2015
استعدادات "داعش" توحي بهجوم واسع(فرانس برس)
+ الخط -
تثير استعدادات تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش) في مناطق محافظة صلاح الدين العراقية، المخاوف من هجمات مُحتملة قد يشنّها على بعض تلك المناطق، فيما لوّحت مليشيا "الحشد الشعبي" بانهيار أمني، مطالبة بدعمها ماليّاً.

مصدر في قيادة عمليّات صلاح الدين، أشار لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "هناك معلومات استخباريّة مؤكّدة، عن إجراء (داعش) استعدادات مُكثّفة لشنّ هجوم واسع لاستعادة بعض مناطق في المحافظة"، لافتاً إلى أنّ "التنظيم يستجمع قواه، واستعان بعناصر من قوات النخبة من الموصل لبدء تحركه".

وأضاف المصدر، أنّ "خطة التنظيم والمناطق التي ينوي مهاجمتها غير معروفة، لكنّ الاستعدادات توحي بهجوم واسع"، مُرجّحاً أنّ "يستبق التنظيم هجومه بعمليّات وهجمات استباقيّة بسيطة لمشاغلة القطعات العراقيّة وتشتيتها".

في غضون ذلك، لوّحت مليشيا الحشد الشعبي بـ"انهيار في المنظومة الأمنيّة"، وقال القيادي في الحشد، كريم النوري في تصريح صحافي، إنّ "الحشد يطالب بإعادة النظر بمخصصات قطعاته وإنصافه، بما يمكّنه من ديمومة المعركة وتطهير الأراضي"، مؤكّداً أنّ "أي تقصير بهذا الجانب سينسحب على أداء المنظومة الأمنية".

كما اعتبر أنّ "اتساع انتشار قطعات الحشد الشعبي، ومسك وتحرير الأراضي التي يحتلّها داعش، تتطلّب مزيداً من التخصيصات، لسد احتياجات الحشد اللوجستيّة والهندسيّة".

وشدّد على "أهميّة أن لا تشمل مخصصات الحشد بالتقشف، لأنّ انهيار الأمن سينسحب على انهيار منظومة الدولة بالكامل"، داعياً الحكومة والبرلمان إلى "إعادة النظر بموازنة العام المقبل وإنصاف الحشد".

من جهته، أكّد الخبير في شؤون الجماعات المسلّحة، إبراهيم الفهداوي، أنّ "الحشد يحاول استغلال الموقف وتحركات داعش في صلاح الدين، ليثير مخاوف الحكومة منها، ويحصل على دعم مادي وزيادة في تخصيصاته مقابل التصدّي للهجوم".

وقال الفهداوي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحشد يحاول تحقيق الاستفادة الماديّة في كل الأحوال، مستغلّاً الظروف لتحقيق الكسب"، مبيناً أنّ "حديثه عن انهيار أمني وشيك هو الأول من نوعه بهذا الشأن، وهو ورقة ضغط على الحكومة للحصول على المكاسب الماديّة".

كذلك، رأى أنّ "هذا النهج يشير إلى خطورة هذه التنظيمات المليشياويّة التي يتكون منها الحشد على العراق، ومن غير المستبعد أن تتآمر مع أطراف مليشياويّة وعصابات منظّمة على تحقيق خروقات معينة، ومن ثم يقايض الحشد الحكومة على التصدي لتلك الخروقات، مقابل تحقيق مكاسب شخصيّة، الأمر الذي يجر البلاد إلى ما لا تحمد عقباه".

وشدّد أيضاً على "أهميّة عدم انسياق الحكومة وراء تلك المقايضات من قبل الحشد، لأنه حصل على أموال طائلة وأسلحة تفوق أسلحة وزارة الدفاع، ومن غير الممكن أن تدفع له أموال مقابل أيّ عمل عسكريٍّ يقوم به".

وكان عضو في مجلس محافظة صلاح الدين، قد أكّد لـ"العربي الجديد"، أن تنظيم داعش يسيطر على مناطق كثيرة من المحافظة؛ منها الشرقاط وكافة القرى التابعة لها، ومناطق الجزيرة المفتوحة على سامراء، ومناطق جلّام والدور وجبال حمرين، ومخارج تكريت باتجاه بيجي ولاتجاه الفتحة وباتجاه كركوك وباتجاه الشرقاط، الأمر الذي يشكّل خطراً على المحافظة.

اقرأ أيضاً مليشيا عراقية للعبادي: السلاح الثقيل أو الشارع

المساهمون