طيران الاحتلال الإسرائيلي لم يعد يستهدف المدنيين، ويقتل النساء والأطفال، ويلاحق الهاربين من الموت إلى مدارس يفترض أنها آمنة وفي رعاية المجتمع الدولي، فقط؛ بل قرّر أن يوسّع اعتداءاته ضدّ المساجد، بالإضافة إلى استهدافه المدنيين في الشوارع، مع دخول العدوان شهره الثاني، وسط تعثر جهود التوصل الى وقف دائم لإطلاق النار في القاهرة.
وقصف الطيران الحربي مسجد الشهيد "عز الدين القسام"، وسط مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، ما أدى الى تدميره. وتمكّنت طواقم الدفاع المدني والإسعاف من انتشال ثلاثة جثامين شهداء من تحت أنقاضه، ولا تزال عمليات البحث جارية.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة: إنه تم انتشال جثمان المواطن، معاذ أبو زيد (37 عاماً)، ونضال بدران (34 عاماً)، وطارق زياد جاد الله (25 عاماً)، من تحت أنقاض مسجد "القسام" وسط النصيرات.
فيما أفادت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في غزة، أن الاحتلال دمّر 64 مسجداً بشكل كلّي، إلى جانب 150 تضررت بشكل جزئي منذ بدء العدوان الحالي على القطاع.
واستشهد فلسطينيان في قصف من طائرة حربية استهدف دراجة نارية كانا يستقلانها في مخيم المغازي وسط القطاع، وهما، وفق مصدر طبي، عبد الحكيم المصدر (56 عاماً)، ومؤمن أكرم المصدر (19 عاماً).
وفي سياق العدوان، أغار الطيران الحربي على عدد من المنازل في مناطق متفرقة من القطاع، إلى جانب قصف أراض زراعية، كذلك تدخلت المدفعية الإسرائيلية بشكل محدود في بعض المناطق حيث قصفتها بشكل متقطع.
وفي ردودها على الاحتلال، أطلقت المقاومة الفلسطينية عدداً من الصواريخ على مناطق "غلاف غزة"، فيما أقرّ الاحتلال بسقوط عشرة صواريخ منذ الصباح.
ولم تدخل كتائب القسام، الذراع العسكرية لـ"حماس" على خط المواجهة المتجددة مع الاحتلال، بيد أن مراقبين يعتقدون أن ذلك ضمن تكتيك فلسطيني داخلي، وأن "القسام" كما يبدو، تنتظر دخولها خط المعركة المتجددة بإنجاز جديد وكبير.
سياسياً، طلبت حركة "حماس" موقفاً مصرياً من تصريحات وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني، التي قالت: إن هناك توافقاً مع مصر على خنق "حماس". وقال المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري: إن تصريحات ليفني "قذرة" وتحتاج إلى رد مصري.
وفي القاهرة، تبدو المفاوضات متعثرة، في انتظار ردّ إسرائيل على المطالب الفلسطينية، ويتوقع أن يكون الردّ يوم غد الأحد، بحسب قيادي في حركة "حماس"، تحدث لـ"العربي الجديد".
بدوره، أعلن رئيس الوفد الفلسطيني الموحد عزام الأحمد، أن الوفد لن يغادر القاهرة، إلا باتفاق ينهي معاناة الشعب الفلسطيني، ويحقق شروط ومطالب الشعب.