العبادي إلى طهران: شكوك بالوعود الأميركية في حماية بغداد

18 أكتوبر 2014
الزيارة الأولى للعبادي إلى طهران كرئيس للحكومة (getty)
+ الخط -

يخشى كثيرون في العراق من أن تعيد زيارة رئيس الحكومة حيدر العبادي، إلى طهران، بعد غد الاثنين، توتير العلاقة بينه وبين أطراف رئيسيين في العملية السياسية، ممن توسموا خيراً بخلافته لنوري المالكي. وعلمت "العربي الجديد" من مصدر مطلع في "التحالف الوطني" الذي ينتمي العبادي إليه، أن "زيارة العبادي المرتقبة تأتي تلبية لدعوة تلقاها من قبل الحكومة الإيرانية"، مشيراً إلى أنّه "سيبحث مع المسؤولين الإيرانيين أمرين أساسيين: الدفاع عن بغداد من خطر داعش، وإمكانية مشاركة إيران في ذلك، وموضوع الحقائب الوزارية الأمنية وتحديداً حقيبة الداخلية".

وأضاف المصدر، أنّ "إيران لن تفرّط بسهولة بحقيبة الداخلية، وستسعى بكل جهدها الى تولّي زعيم مليشيا بدر هادي العامري الحقيبة، لتضمن استمرار نفوذها في الملف الأمني العراقي".

وأشار المصدر الى أنّ "العبادي لا يثق بالوعود الأميركية، وهو يخشى ألا تفي واشنطن معه بوعودها، الأمر الذي يحتم عليه تنسيق العلاقة مع إيران، وهي اللاعب الرئيس في العراق، وإرضاءها، مع الحفاظ وإن بشكل بسيط على ود الفرقاء السياسيين". من جهته، اعترف النائب عن "تحالف القوى العراقية"، محمد العبيدي، لـ"العربي الجديد"، بوجود مخاوف كبيرة من أن تؤدي الزيارة المرتقبة إلى مشكلة كبيرة مع الأطراف الممثلة للعرب السنة، لافتاً إلى أنّ "أبناء المحافظات المنتفضة أملوا خيراً بالعبادي في إصلاح ما خربه المالكي، لكن الزيارة المرتقبة لطهران تكشف سياسة العبادي والتي هي إكمال للمشروع الذي بدأه سلَفه نوري المالكي، وهو التحالف مع إيران". أما الطرف الكردي، فيرى في الزيارة "محاولة لزيادة التنسيق الأمني بين العراق وإيران للوقوف بوجه الهجمات المتصاعدة لتنظيم الدولة الإسلامية". ويقول القيادي في التحالف الكردستاني محمود عثمان لـ"العربي الجديد"، إنّ "إيران حليف استراتيجي للحكومة العراقية ونظام الرئيس السوري بشار الأسد، الأمر الذي يحتم على العبادي التنسيق معها"، مضيفاً أنّ "طهران لاعب فاعل في العراق، ودورها موجود على كل الصعد ولا تحتاج إلى الدخول في التحالف الدولي لأن لهم مطلق الحرية في ما يفعلون".

أكثر من ذلك، يجزم عثمان بأنّ "لإيران من القدرة والفاعلية أكثر من التحالف الدولي في الملف الأمني العراقي".

المساهمون