حرب التجسس بين بكين وواشنطن تمتد إلى سيول

سلطت صحيفة ساوث تشاينا مورنيغ بوست، اليوم الخميس، الضوء على اعتقال كوريا الجنوبية ثلاثة طلاب صينيين بتهمة التقاط فيديو غير قانوني لحاملة طائرات أميركية تزور البلاد. وذكرت وسائل إعلام كورية، أمس الأربعاء، أن الشرطة الكورية الجنوبية تحقق مع ثلاثة طلاب صينيين بتهمة تصوير حاملة طائرات أميركية بشكل غير قانوني.

ولفتت الصحيفة إلى أنه جرى القبض على المتهمين وهم يحلقون بطائرة بدون طيار باتجاه قيادة العمليات البحرية في مدينة بوسان، جنوب شرق البلاد، في الخامس والعشرين من يونيو/ حزيران الماضي، ويُزعم أنهم التقطوا صوراً غير قانونية لحاملة الطائرات يو إس إس ثيودور روزفلت، التي كانت راسية في القاعدة العسكرية، وقالت إنهم سيواجهون عقوبة بالسجن لمدة ثلاث سنوات أو غرامة قدرها 21 ألف دولار أميركي.

وكانت حاملة الطائرات الأميركية التي تعمل بالطاقة النووية قد وصلت إلى قاعدة بوسان الحربية في 22 يونيو/ حزيران الماضي، وانضمت إليها في وقت لاحق المدمرتان يو إس إس هالسي، ويو إس إس دانييل إينوي، للمشاركة في مناورة بحرية ثلاثية تشمل كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان. وكانت هذه هي المرة الأولى التي تتوقف فيها حاملة الطائرات يو إس إس ثيودور روزفلت في ميناء في كوريا الجنوبية، وهي أول حاملة طائرات أميركية تصل إلى البلاد منذ سبعة أشهر.

وحسب بيان لشرطة بوسان، صدر أمس الأربعاء، فإن المشتبه بهم متهمون بانتهاك مرسوم إنفاذ قانون حماية القواعد والمنشآت العسكرية الذي ينص على أن الأفراد الذين يتم ضبطهم وهم يصورون القواعد أو المنشآت العسكرية دون تصريح قد يواجهون عقوبة بالسجن لمدة ثلاث سنوات أو غرامة قدرها 30 مليون وون، أي ما يعادل 21700 دولار أميركي.

أخبار

التحديثات الحية

الصين تحقق مع مواطن متهم بالتجسس لصالح المخابرات الأميركية

وقال البيان إن المتهمين طلاب تراوح أعمارهم بين 30 و49 عاماً، وأن تصرفهم كان بدافع الفضول. وذكر البيان أن الطائرة بدون طيار التقطت لقطات تزيد عن خمس دقائق لحاملة الطائرات يو إس إس ثيودور روزفلت، وقاعدة العمليات الوطنية. وقالت وسائل إعلام كورية إنه جرى التقاط الصور غير المصرح بها في اليوم نفسه الذي زار فيه الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول حاملة الطائرات الأميركية.

التجسس بين بكين وواشنطن

وتأتي التحقيقات الكورية في ظل انعدام الثقة بين سيول وبكين التي لطالما حذرت من تعميق العلاقات الأمنية بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان من خلال زيادة التدريبات العسكرية المشتركة في المنطقة. كما أنها تأتي في وقت تخوض فيه بكين حرب تجسس مع واشنطن. وكانت سلطات الأمن الصينية قد أفادت بوقوع حادثة، العام الماضي، تتعلق بمواطن أجنبي يصور بشكل غير قانوني قاعدة بحرية، وحذرت المتحمسين العسكريين (الصينيين) من التصوير غير المصرح به، بما في ذلك الكشف عن معلومات حساسة تتعلق ببناء حاملات الطائرات الصينية.

ولعل الحادث الأبرز بين البلدين ما يعرف بأزمة منطاد التجسس الصيني، حيث دخل في مطلع عام 2023 منطاد صيني على ارتفاعات عالية إلى المجال الجوي لأميركا الشمالية، ما تسبب في توترات دبلوماسية بين الجانبين، حيث قال الجيش الأميركي آنذاك إن المنطاد كان جهاز مراقبة وجرى إسقاطه بالقوة المفرطة، بينما ذكرت السلطات الصينية أنه منطاد أبحاث مدني للأرصاد الجوية خرج عن مساره بفعل الرياح.

وكان الأستاذ في معهد تسيونغ كوان للدراسات والأبحاث (مقره هونغ كونغ)، لي يانغ، قد تحدث لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق، عن أزمة التجسس بين بكين وواشنطن، قائلا إن إخفاق الجانبين في التعامل مع هذه الأزمة يؤكد مدى الحاجة إلى تفعيل قنوات خلفية لخفض التوتر وإدارة التنافس بعيداً عن خطوط المواجهة، ولفت إلى أنه في حال لم يتم توخي الحذر وتفعيل هذه القنوات، فستكون لأي صدام محتمل بين الصين والولايات المتحدة تداعيات كارثية، ليس فقط على البلدين، بل على جميع دول العالم.