الضم لن يشمل الأغوار... وواشنطن لن تعرقل مخطط الاحتلال

25 يونيو 2020
واشنطن لا تنوي منع الاحتلال من الضم (غابين بوتسفورد/Getty)
+ الخط -
 

في ظل تقدير إسرائيلي، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سيعلن حتى نهاية الأسبوع موقفه من مخطط الاحتلال لضمّ أجزاء من الضفة الغربية، ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية "كان" أن وزير الخارجية غابي أشكنازي، قال في جلسات مغلقة إن مخطط الضمّ لن يشمل منطقة غور الأردن.

ونقلت "كان" عن أشكنازي قوله: "مساحة الضم ستكون أقل مما ذكر في البداية، كلهم يدركون تماماً أن منطقة غور الأردن لن تكون جزءاً من المناطق التي سيشملها الضم". ورأت القناة أن تصريحات أشكنازي تحديداً تكتسب أهمية كبيرة، على اعتبار أنه يتولى إجراء اتصالات مباشرة مع الإدارة الأميركية حول مخطط الضم.

من جهتها، أعلنت كيليان كونواي، مستشارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الليلة الماضية، أن الرئيس الأميركي سيصدر "تصريحاً مهماً" بشأن مخطط الضم الإسرائيلي. 

ونقلت قناة "13" الإسرائيلية عن كونواي قولها، في أثناء حديثها إلى صحافيين في البيت الأبيض: "يشعر الإسرائيليون بأن مجرد الحديث عن الضم لم يكن ليتم لولا وجود ترامب في البيت الأبيض منذ ثلاث سنوات، فهو أفضل صديق لإسرائيل ولنتنياهو (رئيس حكومة الاحتلال) كان في يوم من الأيام في البيت الأبيض".

وأشارت إلى أن ترامب هو الذي نفّذ تعهدات ثمانية رؤساء أميركيين، جمهوريين وديمقراطيين، بنقل السفارة الأميركية إلى القدس والاعتراف بالمدينة عاصمةً لإسرائيل، إلى جانب الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان السورية، فضلاً عن "سعيه إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط بوسائل كثيرة".

واستبعدت كونواي أن يُفضي قرار ضمّ مناطق من الضفة إلى إسرائيل، إلى تداعيات خطيرة، مشيرة إلى أن هناك من يستخدم تكتيك التخويف كما عكست ذلك التحذيرات المسبقة من تداعيات قرار نقل السفارة والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مشيرة إلى أن هذه التداعيات لم تتحقق في النهاية.

وفي السياق، رجحت صحيفة "يسرائيل هيوم"، أن الولايات المتحدة ستمنح إسرائيل إذناً بضمّ مناطق في الضفة الغربية، مشيرة إلى أن ترامب سيحدد موقفه النهائي حتى نهاية الأسبوع الحالي. وأشارت الصحيفة إلى أن فريق مساعدي ترامب، الذي عقد أمس الأول اجتماعاً بشأن تحديد الموقف الأميركي من الضمّ، سيعقد اجتماعاً آخر في الأيام المقبلة، مشيرة إلى أن هذا الاجتماع سيحسم الموقف من حجم مساحة الضفة الغربية التي ستسمح إدارة ترامب بضمها لإسرائيل.

وأضافت الصحيفة أن المؤشرات تدل على أن "طاقم السلام" في البيت الأبيض لا ينوي منع إسرائيل من القيام بضمّ مناطق الضفة، مشيرة إلى أنه ليس من الواضح حتى الآن حجم مساحة الأرض التي سيمنح ترامب إسرائيل إذناً بضمها، وما إذا كان مخطط الضم سيترافق بمنح الفلسطينيين "بوادر حسن نيّة" أو إجراءات أخرى تهدف إلى تقليص حجم وحدّة انتقادات الدول العربية، ولا سيما الأردن.

وأعطت الصحيفة انطباعاً بأن الموافقة الأميركية المتوقعة على الضم جاءت في إطار توافق مع دول عربية، ونقلت عمّا زعمت أنها "مصادر دبلوماسية عربية" قولها إن مخطط الضم سيُطبَّق بشكل مقلَّص، وأشارت إلى أن رسائل بهذا الشأن نُقلت من دول عربية إلى مسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية.

وأشارت الصحيفة إلى أن أوساطاً في الحزب الجمهوري والجناح المحافظ في الولايات المتحدة تمارس حالياً ضغوطاً كبيرة على البيت الأبيض للموافقة على مخطط ضمّ مناطق في الضفة إلى إسرائيل. وأضافت أن شخصيات سياسية ونخباً إعلامية معروفة بتأييدها لترامب دعت الإدارة إلى الموافقة على مخطط الضم فوراً.

ولفتت الصحيفة إلى تغريدة المندوبة الأميركية السابقة في الأمم المتحدة نيكي هايلي، التي كتبت: "خطة ترامب للسلام تسمح لإسرائيل بفرض السيادة الإسرائيلية على مناطق حيوية، إلى جانب أنها تمنح الفلسطينيين الحق في دولة فلسطينية".

يشار إلى أن قناة "كان" كشفت، قبل يومين، أن نتنياهو معنيّ بتضمين المرحلة الأولى من مخطط الضمّ مستوطنة أو أكثر من المستوطنات النائية التي تقع في أطراف الضفة الغربية. وحسب القناة، فإن ضمّ المستوطنات النائية يكتسب أهمية كبيرة بالنسبة إلى نتنياهو واليمين الإسرائيلي، على اعتبار أن هذه السابقة تكرس حقيقة أنّ من حق إسرائيل عدم الاكتفاء بضمّ التجمعات الاستيطانية الكبرى، بل من حقها ضمّ المستوطنات النائية.