غيلان الصفدي وفادي الشمعة وسمعان خوام: ثلاثة أسابيع من الرسم

16 مايو 2019
(من المعرض)
+ الخط -

"النوم مع العدو" فكرة معرض تبادرت إلى ذهن ثلاثة فنانين هم فادي الشمعة وسمعان خوام من لبنان، وغيلان الصفدي من سورية. إنهم يعرفون بعضهم جيداً، لكن تجاربهم مختلفة الاتجاهات، وعلاقتهم محكومة في الغالب بالمنافسة، مثلهم مثل غيرهم من الفنانين.

يقول الشمعة، في حديث إلى "العربي الجديد"، إن "النوم مع العدو هو القول بأنه، حتى وإن كنت لا أتفق معك وأنتمي إلى عالم مختلف عنك، فإن ذلك لا يمنع من أن نعمل معاً، ويمكن أن يكون لاجتماعنا نتيجة جميلة". ويضيف: "لدى جميع الفنانين تقريباً شعور بالمنافسة، وهو شعور يتضمن نوعاً من العداء، فكل فنان لديه عالم خاص ويدافع عن أفكاره، ولديه تطلعات ورؤى وزاوية نظر مختلفة، وربما يكون من أصعب الالتئامات اجتماع الفنانين بهدف المشاركة في تجربة ما".

بدأت التجربة بجلوس الفنانين في "غاليري كاف" ببيروت، حيث يختتم المعرض اليوم، والاشتغال أمام الجمهور مباشرة في تفاعل قائم على الشفافية مع المتلقّي، يوضح الفنان: "كانت تجربة جديدة بالنسبة إلى ثلاثتنا، فعادةً ما يعمل كل واحد منا في مشغله ولا يخرج منه إلا في حالات قليلة، وغالباً ما يكون كئيباً، أمّا هذه التجربة فكانت مختلفة على صعيد العمل نفسه؛ إذ كنا نرسم بين الناس ونشعر بهم ويشعرون بنا، وهذا التفاعل جعلنا نحن أيضاً نشتغل في مناطق جديدة. بالتأكيد ما زال من الممكن التمييز أن هذا عملي وهذا عمل سمعان وذلك لغيلان، لكن الأعمال أصبحت في منطقة أخرى، وهي في نظري أجمل".

ظلّ الفنانون يرسمون لثلاثة أسابيع بين الناس يومياً، يبدؤون عند الحادية عشرة صباحاً ويواصلون الرسم حتى السابعة، كما لو كانوا يذهبون إلى عمل يتطلّب التزاماً بساعات محدّدة وليس لديهم خيار آخر، وكانت نتيجة هذا الالتزام 350 لوحة ورسما.

أما المواضيع فكانت عفوية، قد يبدأ أحدهم ببورتريه فينجرف الآخر خلف التجربة، ويبدأ في بورتريه هو الآخر، وكذلك الأمر بالنسبة إلى رسم الحياة الصامتة، إذ قد يرسم أحدهم مزهرية فيشرع الثاني في فعل الأمر نفسه، كأن الثلاثة يتيحون للجمهور لمس الفرق بين الأساليب وزوايا النظر والألوان بينهم من خلال رسمهم موضوعاً واحداً.

يغلب البورتريه على المعرض، فهو جزء أساسي من تجربة الثلاثة. عن ذلك يشرح الشمعة: "دائماً يحضر البورتريه في أعمالنا الثلاثة. بالنسبة إليَّ، هو يعبر عن حالة نفسية قد تخصني وقد تخص سواي، بعكس خوام الذي أعتقد أن البورتريه بالنسبة إليه هو حالته هو فقط ودائماً يضيف العصفور، أما غيلان فيرسم الجميع، ويجسّد شخصيات ونفسيات مختلفة، ثمة حشد من الوجوه في أعماله وهذا يميز لوحته، فهو يرسم "عجقة عالم"، أمّا أنا فأضيف الفواكه الغريبة والثمار".

اتفق الفنانون على أن تكون أسعار اللوحات واحدة، وأن يقتسموا المبيعات بالتساوي أياً كان صاحب العمل المباع، وأن الأعمال كلها بغض النظر عمّن رسمها، ملكية الثلاثة. نقول للفنان إن ذلك شكل من "الاشتراكية الفنية"، فيعلّق: "الفنان متضامن مع الفنان"، تبدو هذه العبارة نقيض العنوان العام للمعرض، ولكن الفكرة بحد ذاتها جديدة، فهنا معرض جماعي مختلف عن المعارض التقليدية التي اعتدنا عليها.

المساهمون