الصحف المصرية تتجاهل غزة

تعاملت الصحافة المصريّة مع توقيع اتفاق الهدنة في غزة، الذي يُراعي شروط المقاومة، تعاملاً لا يليق بأهمية صراع يمثل البعد الأكبر للأمن القومي العربي والمصري. قد يعكس ذلك تغيراً في وجهة نظر النظام الحالي في الدولة العربية الأهم.

تجاهلت جريدة "الأهرام" الحكوميّة الاتفاق تماماً في صفحتها الأولى، واكتفت بنشر خبر تهديد إسرائيل باجتياح غزة برياً بالكامل. جريدة "روز اليوسف" الحكوميّة أيضاً، ذهبت مذهب "الأهرام" نفسه ولم تنشر أي خبر عن الاتفاق أو عن العدوان أصلاً. أما صحيفة "الجمهورية" فخالفت شقيقتيها، ونشرت إشارة متواضعة إلى الاتفاق في خبر لا يخُصّ غزة بالأصل ولكنه عن القضيّة الليبيّة.

وجاء في الخبر: "مصر العربية عادت... مساندة ليبيا في بناء جيش قوي... هدنة دائمة في غزة". لكن حجم الخبر لا يُعبّر عن اهتمام حقيقي بالاتفاق الغزاوي.

أما صحيفة "الأخبار" الحكوميّة، فنشرت خبراً في صفحتها الأولى، يقول: "مصر تعلن وقف إطلاق النار بين فلسطين وإسرائيل في غزة". وتحاشت الصحيفة ذكر فصائل المقاومة في العنوان.

أما بالنسبة إلى الصحف الخاصة فلم يختلف الأمر كثيراً. فجريدة "التحرير" لم تُشر إلى الخبر في طبعتها الأولى، أما "اليوم السابع"، فوجدت مكاناً في صفحتها الأولى لقبلة الممثل المصري عمرو واكد والممثلة العالميّة سكارلت جوهانسون ضمن فيلم "لوسي"، ولم تجد مكاناً لاتفاق غزة.

أما صحيفة "المصري اليوم"، فأشارت إلى الاتفاق في خبر في يمين صفحتها الأولى قالت فيه: "اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار في غزة"، ثم نقلت عن السلطة أنّه يتضمّن رفع الحصار وعن حماس أنه انتصار للمقاومة. لكنّ صحيفة "الدستور" أشارت إلى الملف في خبر بمربع صغير على صفحتها الأولى قالت فيه: "مصر تعلن التوصل لهدنة في غزة خلال ساعات".

وكانت الصحيفة الحزبية الأهم في مصر، "الوفد"، الأكثر اهتماماً بين الصحف المصرية من حيث حجم الخبر وتفاصيله، وجاء عنوان الخبر: "وقف إطلاق نار ثابت وطويل الأمد في غزة... الاتفاق يتزامن مع رفع الحصار عن القطاع وتوفير احتياجات المعيشة".