على النقيض من موقف الكثير من المصريين، الذين لا يريدون لبرد الشتاء أن يطول، يعلق تجار الملابس في هذا البلد الآمال على تراجع درجات الحرارة بشكل أكبر لتصريف مخزونهم من البضائع ورفع مستويات الشراء، التي ضربها ركود الاقتصاد.
وقال تجار ومصنعو الملابس، إن انخفاض درجة الحرارة، الأسبوع الحالي، زاد من الإقبال على شراء الملابس الشتوية بنحو 20%.
وحسب رئيس جمعية منتجي الملابس، يحيى زنانيرى، فإن انخفاض درجة الحرارة سيعمل على كسر حالة الركود التي تعاني منها تجارة الملابس الجاهزة. وأضاف زنانيرى، في تصريح لمراسل "العربي الجديد"، أن المتاجر ستطلق موسم تخفيضات الأسعار بداية الأسبوع المقبل، مستغلة حالة البرودة التي تضرب مصر، أملاً في رفع الإقبال على الشراء.
وانخفضت درجة الحرارة في مصر إلى أقل من 10 درجات مائوية خلال اليومين الماضيين، على خلفية العاصفة الثلجية التي اجتاحت دولاً عربية عدة، منها الأردن وسورية ولبنان وفلسطين.
وقال عضو شعبة الملابس الجاهزة في الاتحاد المصري للغرف التجارية، علي الشيخ، إن انخفاض درجة الحرارة حرك سوق تجارة الملابس، خلال اليومين الماضيين، بنسب متفاوتة تتراوح بين 15 إلى 30%.
وأضاف الشيخ، أن انخفاض درجة الحرارة يجعل المستهلك يرتب أولوياته من جديد ويجعل شراء الملابس الشتوية في مرتبة تلي مصروفات السكن والغذاء.
وقال محمد الشامي، تاجر ملابس في وسط القاهرة، إن الإقبال على الشراء، خلال الأسبوع الجاري، يعد كبيراً، مقارنة بالأيام السابقة.
لكن مواطنين، قالوا إن انخفاض درجات الحرارة، دفع التجار إلى رفع الأسعار بنسبة تتجاوز 40%.
في المقابل، عزا رئيس جمعية منتجي الملابس، يحيى زنانيرى، الشكوى من ارتفاع سعر الملابس إلى انخفاض دخل المصريين، خصوصاً أن نسبة كبيرة من الملابس مستوردة.
ويتراوح متوسط إنفاق الأسرة المصرية السنوي على الملابس بين 200 إلى 300 جنيه للفرد (28 و42 دولاراً) وفقا لرئيس جمعية منتجي الملابس .
واعتبر رئيس شبعة المستوردين في الاتحاد المصري للغرف التجارية، أحمد شيحة، أن ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في السوق الموازية (السوداء) أدى إلى ارتفاع كبير في سعر مختلف البضائع المستوردة، حيث يعتمد الكثير من التجار على السوق السوداء في تدبير احتياجاتهم من العملة الأميركية.
ووصل سعر صرف الدولار، نهاية الأسبوع الماضي، إلى 7.8 جنيهات في السوق الموازية، مقارنة بـ 7.15 جنيهات للشراء و7.18 جنيهات للبيع في البنوك ووفق البنك المركزي.
وقالت سناء محمود، من سكان حي فيصل جنوب القاهرة، إن هناك ارتفاعاً في الأسعار عن مستويات العام الماضي، مشيرة إلى أن غلاء أسعار السلع الغذائية يضغط بالأساس على ميزانيات الأسر، ما يجعل شراء الملابس عبئاً إضافيّاً.