08 يوليو 2019
السيسي ليس محمد علي
ماء العينين بوية (المغرب)
محمد علي باشا مؤسس الدولة المصرية الحديثة، قائد عسكري انتقل من الجندية في فرقة عسكرية ألبانية استقدمت إلى مصر، إلى حاكم توسعي خاض عدة حروب في مصر والحجاز والسودان والشام وشرق أوروبا... ، وبلغت قواته الحجاز والسودان جنوباً والشام شمالا، إلا أن القوى العظمى استشعرت تمادي قوته على حساب الدولة العثمانية المترهلة ليهزم في حملته نحو الشام.
عرف محمد علي بتصفيته معارضيه، من المماليك ومن الزعامات الشعبية التي ساندته ومكّنته من حكم مصر. وتقول الرواية التاريخية إنه، وفي احتفاله بتنصيب الأستانة ابنه طوسون قائداً على الحملة العسكرية ضد الدولة السعودية الأولى، جمع المماليك وقادتهم، بعد أن تحايل وتظاهر بالصلح، وحين انتهاء حفله البهيج، سارع إلى إغلاق أبواب القلعة، ليجهز على قرابة خمسمئة من كبار المماليك وقادتهم.
محمد علي أيضا، وبعد أن ساهم الزعيم الشعبي الشريف عمر مكرم، وهو من رجالات مصر المشهورين الذين قاوموا الحملة الفرنسية، ووقف مناصراً للشعب ضد طغيان المماليك وولاتهم...، ساهم في توليه وقبول الخلافة العثمانية به والياً على مصر، حاول التخلص منه بنفيه خارج القاهرة.
هذا جزء من سيرة الوالي محمد علي باشا الألباني الأصل، والذي قال فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن محمد علي حكم مصر منذ عام 1805 واستمر 45 عاماً يقود مصر، وأنشأ الجيش بعد 11 سنة. والإحالة هنا إلى أن على الشعب المصري أن يصبر، فالدولة وبناؤها لا يتم في سنة أو سنتين، فلربما أكثر أي عقد أو عقدين.
قدّم السيسي في افتتاحه "رؤية مصر 2030" حول التنمية المستدامة، وعوداً لا أكثر، كما كان يقدمها منذ بيانه الأول حتى الساعة، كثيرا ما استجلب التاريخ ليدغدغ مشاعر الناس، بل تجاوز، في خطابه الطويل، حدود اللياقة، ومارس نوعا من الأستاذية والتلقين، كانت تظهر مع كل جملة يمهدها بكلمتي: أقول مرة ثانية.
لم يعد الخطاب العاطفي المستهلك صالحاً بعد سنوات من التيه. مصر اليوم على حالها من الجمود السياسي، وسياسة الإقصاء والتعنيف ضد كل صوت معارض التي انتهجها قائد الإنقلاب حولت مصر إلى سجن كبير، أو مجتمع فيودالي. النبلاء فيه هم رجال الأمن ولواءات العسكر...، وما تحقق، إلى حد الساعة، من إنجازات سياسية سطرت في ما يسمى بخارطة الطريق، لا يعدو كونه مؤسسات صورية تحكم تحت ظل الرئيس، وهذا ما بدا واضحا في خطابه، حين طالب البرلمان في تجديد الثقة في حكومة شريف الحالية، والقصد هنا أن الدولة لا تتحمل مزيدا من الإنتظار حتى تقدم الأغلبية مرشحها لرئاسة الحكومة...
السيسي، الحالم بنهضة مصر على يديه في إطار رؤيته الشاملة 2030، والتي تهدف إلى وضع خارطة الطريق للتنمية المستدامة في المحاور الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، كما يقولون. وجد في محمد علي، وليس أي حاكم آخر، أو قائد آخر، الضالة ليستشهد به، فهو باني مصر الحديثة على النسق الغربي تنظيماً وإدارة، فهل السيسي محمد علي؟ قد يكونا متشابهين، مجزرة القلعة ومجزرة ميدان رابعة العدوية لربما، إقصاء المعارضين ونفيهم واضطهادهم لربما.
عرف محمد علي بتصفيته معارضيه، من المماليك ومن الزعامات الشعبية التي ساندته ومكّنته من حكم مصر. وتقول الرواية التاريخية إنه، وفي احتفاله بتنصيب الأستانة ابنه طوسون قائداً على الحملة العسكرية ضد الدولة السعودية الأولى، جمع المماليك وقادتهم، بعد أن تحايل وتظاهر بالصلح، وحين انتهاء حفله البهيج، سارع إلى إغلاق أبواب القلعة، ليجهز على قرابة خمسمئة من كبار المماليك وقادتهم.
محمد علي أيضا، وبعد أن ساهم الزعيم الشعبي الشريف عمر مكرم، وهو من رجالات مصر المشهورين الذين قاوموا الحملة الفرنسية، ووقف مناصراً للشعب ضد طغيان المماليك وولاتهم...، ساهم في توليه وقبول الخلافة العثمانية به والياً على مصر، حاول التخلص منه بنفيه خارج القاهرة.
هذا جزء من سيرة الوالي محمد علي باشا الألباني الأصل، والذي قال فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن محمد علي حكم مصر منذ عام 1805 واستمر 45 عاماً يقود مصر، وأنشأ الجيش بعد 11 سنة. والإحالة هنا إلى أن على الشعب المصري أن يصبر، فالدولة وبناؤها لا يتم في سنة أو سنتين، فلربما أكثر أي عقد أو عقدين.
قدّم السيسي في افتتاحه "رؤية مصر 2030" حول التنمية المستدامة، وعوداً لا أكثر، كما كان يقدمها منذ بيانه الأول حتى الساعة، كثيرا ما استجلب التاريخ ليدغدغ مشاعر الناس، بل تجاوز، في خطابه الطويل، حدود اللياقة، ومارس نوعا من الأستاذية والتلقين، كانت تظهر مع كل جملة يمهدها بكلمتي: أقول مرة ثانية.
لم يعد الخطاب العاطفي المستهلك صالحاً بعد سنوات من التيه. مصر اليوم على حالها من الجمود السياسي، وسياسة الإقصاء والتعنيف ضد كل صوت معارض التي انتهجها قائد الإنقلاب حولت مصر إلى سجن كبير، أو مجتمع فيودالي. النبلاء فيه هم رجال الأمن ولواءات العسكر...، وما تحقق، إلى حد الساعة، من إنجازات سياسية سطرت في ما يسمى بخارطة الطريق، لا يعدو كونه مؤسسات صورية تحكم تحت ظل الرئيس، وهذا ما بدا واضحا في خطابه، حين طالب البرلمان في تجديد الثقة في حكومة شريف الحالية، والقصد هنا أن الدولة لا تتحمل مزيدا من الإنتظار حتى تقدم الأغلبية مرشحها لرئاسة الحكومة...
السيسي، الحالم بنهضة مصر على يديه في إطار رؤيته الشاملة 2030، والتي تهدف إلى وضع خارطة الطريق للتنمية المستدامة في المحاور الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، كما يقولون. وجد في محمد علي، وليس أي حاكم آخر، أو قائد آخر، الضالة ليستشهد به، فهو باني مصر الحديثة على النسق الغربي تنظيماً وإدارة، فهل السيسي محمد علي؟ قد يكونا متشابهين، مجزرة القلعة ومجزرة ميدان رابعة العدوية لربما، إقصاء المعارضين ونفيهم واضطهادهم لربما.