خرج فيروس كورونا عن سيطرة العلماء، والحكومات، ومنظمة الصحة العالمية، التي أعلنته أخيراً جائحة عالميةً (وباء). لم يوفّر انتشار الفيروس أي دولة في العالم تقريباً، ولا أي قطاع ترفيهي أو اقتصادي أو رياضي، ليصل أيضاً إلى عالم السياسة.
وترتفع يومياً أعداد السياسيين والحكّام الذي يعلنون عن إصابتهم بالفيروس أو عن دخولهم الحجر بسبب اختلاطهم مع مصابين آخرين.
آخر هؤلاء كان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الذي أعلن أنه أخضع نفسه للحجر المنزليّ وذلك بعدما تبيّن أن زوجته صوفي غريغوار ترودو أصيبت بالفيروس بعد زيارتها لبريطانيا.
وصباح اليوم، أعلن وزير الداخلية الأسترالي بيتر داتون إصابته بالفيروس. واصدر بياناً جاء فيه: "استيقظت هذا الصباح على حمى وألم في الحلق. على الفور تواصلت مع وزارة الصحة في كوينزلاند، وبعد ذلك أجريت اختبار كوفيد 19". ليؤكد أن نتائج الاختبار جاءت إيجابية. وينما تتوجّه الأنظار نحو البيت الأبيض، لمعرفة ما إذا كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيخضع لفحص كورونا، إثر لقائه فابيو واجنغارتن، مدير اتصالات الرئيس البرازيلي، الذي تبيّن قبل أيام قليلة أنه مصاب بالفيروس.
أما الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا، فأعلن، الأحد، فرض حجر صحي على نفسه كتدبير وقائي، معلقاً أي نشاط عام له في البرتغال والخارج لأسبوعين. أما السبب فهو احتكاكه بتلاميذ مدرسة في شمال البرتغال، أغلقت لاحقاً بعدما ظهرت فيها إصابة بفيروس كورونا المستجد.
وفي تصريح زاد من حالة الهلع في المملكة المتحدة، أعلنت وزيرة الصحة البريطانية نادين دوريس، مساء الثلاثاء الماضي، أن فحوصات أجرتها أظهرت إصابتها بفيروس كورونا، لافتة في بيان، إلى أنه بمجرد إبلاغها بإصابتها بالفيروس "اتخذت جميع الاحتياطات الموصى بها وقامت بعزل نفسها في المنزل".
وقبل إعلان الوزيرة البريطانية بيوم واحد، كشف وزير الثقافة الفرنسيّ فرانك رييستر، عن إصابته بفيروس كورونا إثر تردده عدة مرات على الجمعية الوطنية (البرلمان)، التي سُجلت فيها عدة إصابات بالفيروس.
أما في إيران وإيطاليا، فلم يوفّر الفيروس الطبقة السياسية. ففي إيران توفي عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام محمد ميرمحمدي إثر إصابته بالعدوى، كما أصيب كل من رئيس خدمات الطوارئ الوطنية بيرحسين كوليفاند، ونائب وزير الصحة إيراج حريرجي ومساعدة الرئيس معصومة ابتكار. كما طاولت العدوى عشرات النواب، فيما لم يتوضّح بعد مَن خرج من الحجر منهم، ومن توفي.
في إيطاليا، التي تعتبر ثاني أكثر الدول تضرراً بعد الصين، فإن أبرز المصابين بالفيروس كان رئيس الحزب الديمقراطي نيكولا زينغاريتي.