يعاني أكثر من 70 في المائة من سكان قطر من الوزن الزائد أو السمنة المفرطة، وهذه نسبة تستدعي دقّ ناقوس الخطر، ولا سيما أنّ بيانات حديثة تشير إلى أنّ نحو نصف الرجال في البلاد (48 في المائة) يعانون من السمنة المفرطة. وتحاول الحكومة القطرية بذل جهود حثيثة في هذا الإطار، وقد أنشأت بالفعل عيادات خاصة لعلاج الذين يعانون من وزن زائد وسمنة مفرطة في المستشفيات العامة، إلى جانب مراكز رعاية صحّية في كل أنحاء البلاد، في حين تشارك مراكز خاصة بالرشاقة وأندية رياضية في عملية الحدّ من مخاطر انتشار السمنة.
وتفيد البيانات الأخيرة لبرنامج "ترصد النموّ لطلاب المدارس"، الذي نفّذته وزارة الصحّة العامة القطرية، والذي شمل 164 ألفاً و963 تلميذاً وتلميذة من 296 مدرسة حكومية وخاصة في قطر، بأنّ تلاميذ كثراً يعانون من مشكلات سوء التغذية من قبيل الوزن الزائد والسمنة المفرطة، مع نسبة 45.6 في المائة للتلاميذ القطريين و40.9 في المائة للتلاميذ غير القطريين.
اقــرأ أيضاً
يقدّم قسم التغذية العلاجية في مؤسسة حمد الطبّية خدماته للأشخاص الراغبين في إنقاص وزنهم، من خلال تغيير النمط الغذائي ونمط الحياة ككل، وذلك بالاستناد إلى الدلائل الإرشادية الغذائية في دولة قطر، التي وضعتها وزارة الصحة العامة. يقول اختصاصي التغذية العلاجية في المؤسسة زهير العربي لـ"العربي الجديد"، إنّه "بحسب البحث الاستقصائي الذي أعدّته وزارة الصحة عام 2012، فإنّ نسبة السمنة المفرطة في البلاد تصل إلى نحو 35 في المائة، فيما نسبة زيادة الوزن عن الحدّ الطبيعي ككلّ تتخطى 70 في المائة". ويوضح العربي أنّ "قسم التغذية يهدف إلى التوعية وتقديم الإرشادات، من خلال محاضرات ينظّمها ومشاركته في مختلف الفعاليات بالمدارس والجامعات والمؤسسات، وكذلك في المناسبات الرسمية كاليوم الرياضي (يُنظَّم الثلاثاء الثاني من شهر فبراير/ شباط من كلّ عام)، إلى جانب إعداد دراسات حول السمنة وطرق علاجها".
تجدر الإشارة إلى أنّ عيادات التغذية في مختلف المراكز الصحّية، تلقى إقبالاً من المواطنين والمقيمين، وقد بلغ إجمالي عدد مراجعي عيادات التغذية في النصف الأول من العام الماضي نحو 20 ألف مراجع، بينما يجري قسم جراحات السمنة في مؤسسة حمد الطبّية ما بين 800 و1200 جراحة في العام الواحد.
يقول اختصاصي التغذية في مركز "بيرفكت نيوترشن" في الدوحة عاصم صالح لـ"العربي الجديد"، إنّ "حالات عديدة من التي يستقبلها المركز تكون قد بلغت مستوى عالياً على مقياس السمنة، ما أدّى إلى الإصابة بأمراض من قبيل السكّري وارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى ما يتعلّق بالشرايين والمفاصل". ويعيد صالح أسباب السمنة إلى "تناول الوجبات السريعة وارتفاع نسبة الدهون في الأطعمة المستهلكة"، لافتاً إلى أنّ "الطعام في الخليج يتألّف عموماً من عنصرَين غذائيَّين هما النشويات والبروتين، أي الخبز واللحوم، بينما تغيب الخضروات والفواكه وغيرها من الموادّ التي تحتوي على المعادن والفيتامينات وغيرها من العناصر المغذية التي يحتاج إليها الجسم". يضيف صالح أنّ "قلة الحركة والرفاهية الزائدة من الأسباب كذلك، فالمواطن القطري أو الوافد المقيم إذا أرادا شراء زجاجة ماء أو عصير فإنّهما يطلبانها من داخل السيارة، بينما يتوجّهان بالسيارة إلى العمل الذي يقتضي الجلوس وراء المكتب، وهما لا يصعدان السلالم بل يستخدمان المصعد، فلا يمارسان أيّ نشاط بدني طوال اليوم". ويتابع صالح أنّ "الطقس في قطر والخليج عموماً حارّ، وهذا أمر لا يسمح برياضة المشي ولا بممارسة أيّ نشاط بدنيّ آخر في الهواء الطلق، إلا في خلال شهرَين أو ثلاثة أشهر على أقصى تقدير".
ويتحدّث صالح كذلك عن "العامل الوراثي وتأثيره الكبير، وكذلك عن غياب الوعي لدى الأهل في هذا المجال، ما ينعكس سلباً على الأولاد. كثيرون يقلّدون آباءهم في طريقة الأكل وطبيعة الأطعمة، في حين أنّ مقاصف المدارس تبيع للتلاميذ رقائق البطاطس والحلويات والمشروبات الغازية المحلاة وغيرها. وهذا يُعَدّ من الأخطاء التي تهدّد بمخاطر صحّية كثيرة، لذا ثمّة اقتراح لإدخال مادّة التغذية كمادّة أساسية في المنهاج الدراسي".
اقــرأ أيضاً
في السياق، يشير صالح إلى "إقبال معيّن على مراكز الرشاقة وإنقاص الوزن، ويحصل ذلك غالباً عندما تتسبّب السمنة في المرض. وثمّة مشكلة كبيرة تواجه الاختصاصيين في هذه المراكز، إذ إنه من غير السهل تغيير نمط حياة شخص ما وجعله يلجأ إلى عادات غذائية سليمة". لكنّه يقدّر "نسبة نجاح العلاج بنحو 75 في المائة، إذ إنّ العدد الأكبر من المراجعين يكونون قد يئسوا من حالتهم".
وتفيد البيانات الأخيرة لبرنامج "ترصد النموّ لطلاب المدارس"، الذي نفّذته وزارة الصحّة العامة القطرية، والذي شمل 164 ألفاً و963 تلميذاً وتلميذة من 296 مدرسة حكومية وخاصة في قطر، بأنّ تلاميذ كثراً يعانون من مشكلات سوء التغذية من قبيل الوزن الزائد والسمنة المفرطة، مع نسبة 45.6 في المائة للتلاميذ القطريين و40.9 في المائة للتلاميذ غير القطريين.
يقدّم قسم التغذية العلاجية في مؤسسة حمد الطبّية خدماته للأشخاص الراغبين في إنقاص وزنهم، من خلال تغيير النمط الغذائي ونمط الحياة ككل، وذلك بالاستناد إلى الدلائل الإرشادية الغذائية في دولة قطر، التي وضعتها وزارة الصحة العامة. يقول اختصاصي التغذية العلاجية في المؤسسة زهير العربي لـ"العربي الجديد"، إنّه "بحسب البحث الاستقصائي الذي أعدّته وزارة الصحة عام 2012، فإنّ نسبة السمنة المفرطة في البلاد تصل إلى نحو 35 في المائة، فيما نسبة زيادة الوزن عن الحدّ الطبيعي ككلّ تتخطى 70 في المائة". ويوضح العربي أنّ "قسم التغذية يهدف إلى التوعية وتقديم الإرشادات، من خلال محاضرات ينظّمها ومشاركته في مختلف الفعاليات بالمدارس والجامعات والمؤسسات، وكذلك في المناسبات الرسمية كاليوم الرياضي (يُنظَّم الثلاثاء الثاني من شهر فبراير/ شباط من كلّ عام)، إلى جانب إعداد دراسات حول السمنة وطرق علاجها".
تجدر الإشارة إلى أنّ عيادات التغذية في مختلف المراكز الصحّية، تلقى إقبالاً من المواطنين والمقيمين، وقد بلغ إجمالي عدد مراجعي عيادات التغذية في النصف الأول من العام الماضي نحو 20 ألف مراجع، بينما يجري قسم جراحات السمنة في مؤسسة حمد الطبّية ما بين 800 و1200 جراحة في العام الواحد.
يقول اختصاصي التغذية في مركز "بيرفكت نيوترشن" في الدوحة عاصم صالح لـ"العربي الجديد"، إنّ "حالات عديدة من التي يستقبلها المركز تكون قد بلغت مستوى عالياً على مقياس السمنة، ما أدّى إلى الإصابة بأمراض من قبيل السكّري وارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى ما يتعلّق بالشرايين والمفاصل". ويعيد صالح أسباب السمنة إلى "تناول الوجبات السريعة وارتفاع نسبة الدهون في الأطعمة المستهلكة"، لافتاً إلى أنّ "الطعام في الخليج يتألّف عموماً من عنصرَين غذائيَّين هما النشويات والبروتين، أي الخبز واللحوم، بينما تغيب الخضروات والفواكه وغيرها من الموادّ التي تحتوي على المعادن والفيتامينات وغيرها من العناصر المغذية التي يحتاج إليها الجسم". يضيف صالح أنّ "قلة الحركة والرفاهية الزائدة من الأسباب كذلك، فالمواطن القطري أو الوافد المقيم إذا أرادا شراء زجاجة ماء أو عصير فإنّهما يطلبانها من داخل السيارة، بينما يتوجّهان بالسيارة إلى العمل الذي يقتضي الجلوس وراء المكتب، وهما لا يصعدان السلالم بل يستخدمان المصعد، فلا يمارسان أيّ نشاط بدني طوال اليوم". ويتابع صالح أنّ "الطقس في قطر والخليج عموماً حارّ، وهذا أمر لا يسمح برياضة المشي ولا بممارسة أيّ نشاط بدنيّ آخر في الهواء الطلق، إلا في خلال شهرَين أو ثلاثة أشهر على أقصى تقدير".
ويتحدّث صالح كذلك عن "العامل الوراثي وتأثيره الكبير، وكذلك عن غياب الوعي لدى الأهل في هذا المجال، ما ينعكس سلباً على الأولاد. كثيرون يقلّدون آباءهم في طريقة الأكل وطبيعة الأطعمة، في حين أنّ مقاصف المدارس تبيع للتلاميذ رقائق البطاطس والحلويات والمشروبات الغازية المحلاة وغيرها. وهذا يُعَدّ من الأخطاء التي تهدّد بمخاطر صحّية كثيرة، لذا ثمّة اقتراح لإدخال مادّة التغذية كمادّة أساسية في المنهاج الدراسي".
في السياق، يشير صالح إلى "إقبال معيّن على مراكز الرشاقة وإنقاص الوزن، ويحصل ذلك غالباً عندما تتسبّب السمنة في المرض. وثمّة مشكلة كبيرة تواجه الاختصاصيين في هذه المراكز، إذ إنه من غير السهل تغيير نمط حياة شخص ما وجعله يلجأ إلى عادات غذائية سليمة". لكنّه يقدّر "نسبة نجاح العلاج بنحو 75 في المائة، إذ إنّ العدد الأكبر من المراجعين يكونون قد يئسوا من حالتهم".