السجن يدفع الأحداث إلى ارتكاب جرائم جنسيّة

09 مارس 2015
الشرطة البريطانية تحقّق في جريمة قتل (فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت منظمة "هوارد للإصلاح الجنائي"، المتخصصة في إصلاح السجون، في تقرير صدر أخيراً، أن حبس الفتيان يزيد من احتمال ارتكابهم جرائم جنسية. هذه النتيجة أثارت موجة من الانتقادات حول مسألة بناء مزيد من مراكز الاعتقال للأحداث، وخصوصاً في وقت تخطّط فيه بريطانيا لتشييد أكبر سجن في أوروبا.

وكشفت الدراسة أن مراكز الاعتقال تساهم في تعريض مئات الفتيان لخطر التورط بجرائم جنسية، كونهم يحرمون من حقهم في إقامة علاقة صحية وسليمة مع الجنس الآخر خلال الفترة التي يمضونها في مراكز الاعتقال. وبعد الإفراج عنهم، وبسبب عدم قدرتهم على التصرف بطريقة سليمة، يلجأ بعضهم إلى انتهاك القانون من خلال القيام باعتداء جنسي أو جريمة جنسية، فيعودون إلى السجن.

ويشير التقرير إلى أن التعرّض للعنف والقسوة، وخصوصاً من قبل الحراس، والبقاء في غرف مغلقة، يجعل إقامة علاقة جنسية أمراً صعباً بالنسبة للمعتقلين. تجدر الإشارة إلى أنه في سجون انكلترا وويلز، يقبع نحو ألف سجين (من الأحداث)، 95 في المئة منهم ذكور، وتراوح أعمار غالبيتهم ما بين 16 و17 عاماً. وتُقدّر الجهات المتخصصة أن فتاة من بين ثلاث وفتى من بين عشرين عانوا بسبب التحرّش أو الاستغلال الجنسي خلال حياتهم.

وتوصلت اللجان التي عملت على التقرير، إلى بيانات أثبتت أن الفتيان في السجون يتعلمون كتمان سلوكهم الجنسي، لافتة إلى أن معاقبة الفتيان على سلوكهم الجنسي الطبيعي قد يعزز لديهم الإحساس بالذنب والإحراج، ما يزيد من خطورة القيام باعتداء جنسي لاحقاً. كما أن سجن الأحداث في مرحلة نموّهم واكتمال تكوينهم، يؤثّر سلباً على نمط حياتهم الجنسية في المستقبل، كونه يمنعهم من اكتشاف وتطوير علاقات حميمة مع الآخرين، لتنعدم بذلك فرص التواصل مع عائلاتهم والجنس الآخر. بالتالي، يتكوّن لديهم سلوك جنسي شبه مرضي.

أيضاً، قال التقرير إن العودة إلى الاندماج بالمجتمع أمر معقد وصعب، لأن الافراج غالباً ما يحدث في مرحلة الانتقال من المراهقة إلى البلوغ. ويبقى وضع المثليين جنسياً الأسوأ في السجون، كونهم يتعرّضون للأذية ويشعرون بالانعزال. وأشار التقرير إلى تعرّض الفتيان لاعتداءات جسدية وجنسية في مراكز الاعتقال الكبيرة، التي يزيد عدد المعتقلين فيها عن المئة.

من جهتها، أشارت تقارير التفتيش في انكلترا وويلز إلى أن ثلث الفتيان في السجون يفتقدون الإحساس بالأمان. فيما لفت مفتشون في سجن منطقة فلتهام للأحداث في مدينة لندن، إلى وقوع اعتدائين أو شجارين يومياً بين الأحداث.
دلالات
المساهمون