الزلزال الانتخابي في الإعلام الفرنسي: واقع جديد

باريس

محمد المزديوي

avata
محمد المزديوي
25 ابريل 2017
99E8ACFE-E032-44F8-86F3-C557911391A1
+ الخط -
واقع جديد غير مشهود تنبّأت به استطلاعات الرأي، هكذا وصفت الصحف والمواقع الفرنسيّة نتيجة الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسيّة، معتبرةً أنّ مبارزة لوبان - ماكرون "زلزال".

كان الزلزال الانتخابي الفرنسي الذي حمل إلى الدورة الثانية للرئاسيات شخصية لم يُعرَف عنها أي نشاط سياسي وحزبي من قبل، وزعيمةً لحزبٍ يمينيّ متطرّف يرفض العولمة والناتو والاتحاد الأوروبي والأجانب، حاضرًا في وسائل الإعلام صباح الاثنين 24 إبريل/ نيسان. 

فصحيفة "لوباريزيان" كتبت عنه باعتباره "دورةً ثانية غير مسبوقة"، على اعتبار غياب كلّ الأحزاب السياسيّة الرئيسيّة الفرنسيّة (اليمين بحزب "الجمهوريون"، واليسار بحزب "الاشتراكي").



"لوفيغارو" اليمينية كانت قاسيةً في صفحتها الأولى، بمانشيت: "اليمين: الضربة القاضية"، و"ماكرون ولوبان: زلزال جديد"، إذ غاب اليمين واليسار، معاً، في الدورة الثانية. وأضافت الصحيفة "وسائل الإعلام الألمانية تحيّي إنجاز ماكرون"، كما "تنفست الأسواق المالية الآسيوية الصعداء بعد فوز ماكرون في الدورة الأولى".

ودون أي انتظار، بدأ أقطاب من حزب "الجمهوريون" في "تصفية حساباتهم" مع فرانسوا فيون، ومن بينهم إيريك فورت "ليس اليمين هو الذي خسر الانتخابات، بل هو فرانسوا فيون". وكان فيون نفسه، بعد الهزيمة، قال "المسؤول الوحيد هو أنا". واعتبرت رشيدة داتي، التي كانت شبه غائبة في الحملة الانتخابية، ما وقع: "هزيمة أخلاقية".

وكانت افتتاحية "لوفيغارو" من توقيع ألكسي بريزيت، مدير الإدارات في الصحيفة، بعنوان: "خسارة ضخمة"، كتب فيها: "هكذا إذن، ما كان عصيّاً على الخسارة خسِر. ما لم يكُن في الحسبان فرض نفسَه. المستحيل حَصل. اليمين، الذي هَزَمَ، خلال خمس سنوات، الاشتراكيين في كل الاستحقاقات الانتخابية، واليمين الذي لم تكُن أفكاره وقيَمه، من قبل، أغلبيّةً في أعماق البلد، كما هي الآن، هذا اليمين الذي ما كان الانتصار ليُفلتَ من يديه، تم إقصاؤه، أمس، فجأة"، في الوقت الذي كانت فيه "الرغبة في التناوب قوية، بعد خمس سنوات كارثية". وهكذا فإن اليمين "لن يكون، لأول مرة في تاريخه، حاضرا في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية".


صحيفة "لاكرْوا" رأت في ما جرى الأحد تقسيماً جديداً، فعنونت صفحتها الأولى بـ"ماكرون ولوبان: توزيع جديد". ورأت أن "فرنسا الغاضبة" أصبحت تمثل 40 في المائة من الناخبين. ولم يغب عنها أن "الاتحاد الأوروبي والجار الألماني مرتاحان لنتيجة التصويت".


صحيفة "ليبراسبون" اليساريّة من جهتها، كتبت "ماكرون على بعد خطوة (من الإليزيه)". ولخّصت المشهد الجديد بأنه "فرنسا الاجتماعية الليبرالية في مواجهة الفخّ القومي"، ولكنها مطمئنة من وصول ماكرون إلى السلطة، لأن "مارين لوبان ستجد صعوبة في تجسيد التجديد" في مواجهة ماكرون "الشاب والجديد". أما بالنسبة لفيون، فقد "طويت صفحته". أما بونوا هامون، فكانت نتيجته "أسوأ من المتوقع"، في حين أن جان - لوك ميلانشون: "كان قاب قوسين أو أدنى من الهدف، لكنه أبعد".



ولم تكن تغطية صحيفة "لوموند" مختلفة كثيرًا من حيث رؤيتها لما حصل من النتائج المتقاربة، فقالت: "مبارزة منتظَرَة في انتخابات غير مسبوقة". ووصفت إنجاز ماكرون بأنه "صعود مجنون لمبتدئ في السياسة"، كما أن انتخابه إلى جانب لوبان يدخل فرنسا في "تصدع مزدوج". وتناولت الصحيفة استطلاعات الرأي، فكتبت أنها "هذه المرة، حسّنت من صورتها"، بسبب القرب الشديد للنتائج من تنبؤاتها.


صحيفة "ويست فرانس" اعتبرت أن مناضلي حزب "الجمهوريون": "أصيبوا بخيبة الأمل، لكنهم لم يُفاجَأوا بالنتيجة"، فقد كانت استطلاعات الرأي هذه المرة على حق. كما كتبت أن "كل شيء يبدأ، اليوم، بالنسبة لحركة ماكرون"، كما رأت أن هامون "سارَعَ إلى الإعلان عن موت الحزب الاشتراكي"، حين قالت عن النتيجة إنها "عقاب تاريخي، شرعي"، في حين أن "الخاسر جان لوك ميلانشون سيذهب لممارسة الصيد، بين الدورتين الانتخابيتين".


كما غطى موقع "ميديا بارت" الإخباري المستقل بصفة مستفيضة ما حدث، تحت عنوان كبير: "زلزال يهز الجمهورية الخامسة". وقال في الملف: "إعادة بناء كل شيء، أخيراً"، و"ماكرون: لقد غيَّرنا وجه السياسة (الفرنسية)"، و"مارين لوبان: الحزب الأول في فرنسا، ينتهي ثانيا"، و"فيون: إعادة تكوين اليمين أصبح مفتوحا". و"ميلانشون: هزيمةٌ في صورة انتصار".


موقع "أتلانتيكو" الإخباري اليميني، كرس موضوعه الرئيس لما سمّاه: "اليمين يتمزق بعد إقصاء فرانسوا فيون"، و"مورانو تطالب برحيل فيون"، ومانويل فالس يعترف: "إننا لا نجني سوى ما زرعناه"، وكأنه يعترف ببعض المسؤولية عما وقع لحزبه الاشتراكي الذي يوجد في أسوأ حالاته التاريخية.

وتساءل الموقع بخصوص إنجاز ميلانشون "إن كان سيساعده على الاستيلاء على اليسار الفرنسي أن الأمر يتعلق بنتيجة لا غد لها". كما رأى الموقع في مبارزة ماكرون - لوبان أنّ "فرنسا عصيّة على الحكم".​




ذات صلة

الصورة
معرض يورونيفال في فرنسا، 27 أكتوبر 2008 (Getty)

سياسة

بعد منع فرنسا مشاركة الشركات الإسرائيلية في معرض الأسلحة يوروساتوري، ها هي تمنع الآن أيضاً مشاركة إسرائيل في معرض يورونافال.
الصورة
امرأة في منطقة الصحراء، 3 فبراير 2017 (Getty)

سياسة

دخلت العلاقات بين فرنسا والجزائر في أزمة بعد إعلان فرنسا دعمها مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب بشأن الصحراء وهو ما قد لا يساعد في حل القضية.
الصورة
ماكرون يلقي خطابًا متلفزًا يعلن فيه حل البرلمان، 9 يونيو 2024 (فرانس برس)

سياسة

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الأحد، حلّ الجمعية الوطنية وتنظيم انتخابات تشريعية جديدة، بعد فوز اليمين المتطرف الفرنسي في الانتخابات الأوروبية.
الصورة
تنظيم داعش/فرنسا

سياسة

رفعت فرنسا، أول من أمس الأحد، مستوى التأهب الأمني إلى الدرجة القصوى، وذلك في أعقاب هجوم موسكو الدموي الذي تبناه تنظيم "داعش"، مستعيدة تهديدات عدة للتنظيم.