الريال ومانشستر.. من عراك الصفقات إلى عراك الملاعب

26 يوليو 2017
(كأس اندية انترناشيونال 2017، تصوير: ماثيو أشتون - أما)
+ الخط -


"أستطيع أن أخبرك بوضوح أن انتقال موراتا لـ تشيلسي لم يكن بدافع شخصي".

كان هذا تعليقًا من جوزيه مورينيو المدير الفنّي لنادي مانشستر يونايتد الإنكليزي تعليقًا على انتقال الأسباني ألفارو موراتا من ريال مدريد إلى تشيلسي مقابل 80 مليون يورو. ليكون بذلك أغلى لاعب إسباني في التاريخ.

جاء هذا الانتقال بعد سلسلة غير ناجحة من المفاوضات، بين مانشستر يونايتد وريال مدريد من أجل الحصول على خدمات اللاعب، الذي طالما تباهى مورينيو أنه أوّل من أعطاه الفرصة للمشاركة أثناء فترة قيادته لريال مدريد، مدافعًا به عن اتهامات عدم اعتماده على الشباب والتركيز على الصفقات الضخمة فقط.

اعترف مورينيو برغبته تلك رغم إتمامه التعاقد مع البلجيكي روميلو لوكاكو، "نعم، كنا نرغب في التعاقد مع موراتا والكل يعلم ذلك. لكن في النهاية لم نصل إلى اتفاق مع ريال مدريد. والكل يعرف ذلك أيضًا". وأردف المتحدّث قائلًا: "لا أنتقد ريال مدريد ولا أنتقد إدارة يونايتد بكل تأكيد أيضًا. يونايتد قدّم عرضًا للاعب وحاولنا الوصول إلى اتفاق وفي النهاية لم يحدث ذلك، يحقّ لريال مدريد أن يطلب ما يُريد في أي لاعب في صفوفه. لسنا نحن من يُحدّد أسعارهم".

البداية كانت مع طلب ريال مدريد الحصول على 100 مليون يورو واللاعب نفسه طلب من إدارة ناديه السماح له بالرحيل والانتقال إلى يونايتد. وعلى الرغم من عدم حاجة ريال مدريد لبيع اللاعب إلا أنه وافق على طلب موراتا وليتمّ الأمر رسميًا كان على الناديين الاتفاق على تفاصيل الصفقة.

بعد ذلك وافق ريال مدريد على الحصول على 80 مليون يورو مع 10 ملايين أخرى كإضافات. أثناء المفاوضات بين الناديين نشرت صحيفة "ماركا" الإسبانية تقريرًا ذكرت فيه بأن يونايتد قدّم عرضًا لريال مدريد مقابل 75 مليون يورو لضم اللاعب الإسباني، وهو مبلغ أقل مما طلبه الفريق الملكي بخمسة ملايين فقط. وظل مورينيو على اتصال دائم بموراتا خلال الفترة الأخيرة وقام بكل ما لديه من أجل ضمه ليونايتد، لكن القرار النهائي لم يكن بيده ولكن بيد إدارة الفريقين.


ذكرى دي خيا
ليس منطقيًا أن تتوقّف صفقة لمانشستر يونايتد بسبب خمسة ملايين يورو فقط. وهو النادي الذي أبرم العام الماضي أغلى صفقة للاعب كرة قدم في التاريخ، حين تعاقد مع الفرنسي بول بوغبا. لكن يبدو أن ثمّة تعنّتا حدث من إدارتي الناديين. تعنّت تلوح فيه ذكرى فشل انتقال الحارس الإسباني ديفيد دي خيا من مانشستر يونايتد إلى ريال مدريد في اللحظات الأخيرة من سوق الانتقالات العام قبل الماضي. الأمر الذي فسّرته إدارة ريال مدريد بأن أوراق انتقال اللاعب تعطلت وقت إرسالها بالفاكس. وهو الأمر الذي أثر على العلاقة بين الناديين إذ بدا في هذا الموقف أن مانشستر يونايتد كان يأخذ خطوات البيع على مضض، ونجح في محاولة إفشالها في اللحظات الأخيرة.

نهاية العام الرياضي المنصرم ظهرت تقارير عن رغبة رئيس ريال مدريد فلورينتينو بيريز في استعادة دي خيا، لكنه أعلنها بعد نهائي دوري الأبطال، "حين أردت دي خيا لم أكن أعرف كيلور (نافاس). الآن أن أريد كيلور". تعليق كان بمثابة إعطاء المزيد من الثقّة للحارس الذي أنقذ ريال مدريد في عدّة مواقف معقّدة هذا الموسم.

مورينيو أيضًا علّق خلال فترة الإعداد للموسم الجديد، وقبل المباراة الودية التي جمعته بريال مدريد على قضية انتقال دي خيا قائلًا: "خلال وقت طويل كان الباب مغلقًا ولكننا فتحناه، فليس من الجيّد أن نحتفظ بلاعبين يرغبون في الرحيل، فتحنا الباب وبعدها هم (في إشارة للريال) من أغلقوا الباب، لا أعتقد أن الشعور الذي وصله جيّد للغاية".

وتابع مورينو: "أضمن لكم أنه لن يرحل هذا الموسم، سيكون رحيله صعبًا، فهو شاب صادق جدًا ومستقيم، اتصلت به عدة أندية لفترة طويلة، دائما أتعاطف مع رغبة أي لاعب في الرحيل، لا أرغب في الوقوف أمام رغباتهم".

وأكمل: "تقبلنا الموضوع وبعدها قرّرنا إغلاق المسألة، أراه سعيدًا وفي كامل تركيزه، ويعمل بشكل أفضل من السابق، سيبقى بنسبة 100% معنا".


كأس السوبر الأوروبي.. عراك آخر
عراك صفقات لن يهدأ سريعًا، لكنه سينتقل لشكل آخر حين يلتقي الفريقان بمباراة كأس السوبر الأوروبي التي تُقام بين بطل دوري الأبطال ريال مدريد، وبطل الدوري الأوروبي مانشستر يونايتد، في الثامن من الشهر القادم. المباراة التي لن تكون هذه المرّة بين إدارتي الناديين. بل بين مدّربين يعرف كلاهما الآخر جيدًا. بعد أن عملا معًا حين كان مورينيو مدرّبًا لريال مدريد، وزيدان منسقًا للصفقات والانتقالات.

المساهمون