الرقة بيد "قسد"... وصراع مستمر على ريف دير الزور

23 سبتمبر 2017
تشهد مدينة الرقة هدوءاً نسبياً (دليل سيلمان/فرانس برس)
+ الخط -

لا يزال الغموض يلف مصير من تبقى من عناصر تنظيم "داعش" في مدينة الرقة، بعد أنباء عن عقد صفقة بين التنظيم ومليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، تقضي بنقل العناصر إلى مناطق التنظيم في ريف دير الزور الشرقي، في الوقت الذي يسعى فيه النظام السوري، مدعوماً بالطيران الروسي، إلى تحقيق المزيد من التقدم في شمال وغرب دير الزور.

وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إن مدينة الرقة، تشهد، على غير العادة، هدوءاً نسبياً لم تعرفه منذ السادس من يونيو/حزيران الماضي، عندما بدأت عملية "قوات سورية الديمقراطية"، اقتحام المدينة، بدعم من التحالف الدولي ضد "داعش". وترجح المصادر أن تكون "قوات سورية الديمقراطية" سيطرت بشكل كامل على مدينة الرقة، إلا أنها تتكتم على الأمر، ريثما تقوم بإتمام عملية تمشيط المدينة من الألغام، بعد إخراج عناصر التنظيم، متوقعة أن يتم إعلان السيطرة على المدينة إثر الانتخابات التي تقوم بها "الإدارة الذاتية"، التي يديرها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، المتهم بالسعي للانفصال عن سورية.

وأكد العضو في حملة "الرقة تذبح بصمت"، الناشط حسام عيسى، في حديث مع "العربي الجديد"، أنّ "قسد" سيطرت على مدينة الرقة بشكل كامل، موضحاً أن عناصر التنظيم اختفوا تماماً من المدينة، أول من أمس. وكانت تلك القوات، المدعومة من طيران التحالف الدولي، والتي يتشكل معظمها من "وحدات حماية الشعب"، الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، سيطرت على الفرقة 17 والأجزاء الشمالية من المدينة، الأمر الذي يرجح أن يكون التنظيم قد قبل بصفقة مع "قوات سورية الديمقراطية"، يتم خلالها نقل من تبقى من عناصره من المدينة إلى منطقة ما في ريف دير الزور لم يتم الكشف عنها. وتقول مصادر إن عملية مشابهة تمت بين الطرفين إبان سيطرة المليشيات على مدينة الطبقة وسد الطبقة. كما تم تنفيذ اتفاق مشابه إبان سيطرة "قسد" على بلدتي هنيدة والمنصورة في ريف الرقة الجنوبي، قبل شهرين.



وفي موازاة ذلك، واصلت قوات النظام السوري عملياتها العسكرية ضد تنظيم "داعش" في ريف دير الزور الغربي، وسيطرت على بلدة التبني ومحيطها، واقتربت من الوصول إلى الحدود الإدارية مع ريف الرقة الشرقي، إذ تحاصر عناصر "داعش" في بلدة معدان ومحيطها، وهي آخر بلدة يسيطر عليها التنظيم في ريف الرقة الشرقي. وقالت مصادر محلية إن قوات النظام قتلت العديد من المدنيين خلال محاولتهم الفرار من بلدة التبني، وذلك إثر هجوم معاكس شنه التنظيم بهدف استعادة البلدة الواقعة على الضفة الجنوبية من نهر الفرات، بينما تسيطر مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" على الضفة الشمالية. وفي غضون ذلك، استمرت المواجهات بين قوات النظام وتنظيم "داعش" في بلدتي مراط وخشام على الضفة الشمالية من نهر الفرات شمال شرق مدينة دير الزور، وذلك بالتزامن مع تقدم "قوات سورية الديمقراطية" في المحور الشمالي من ريف دير الزور. وذكرت شبكة "فرات بوست"، المعنية بتوثيق الانتهاكات في دير الزور، أن المعارك لا تزال مستمرة بين قوات النظام وتنظيم "داعش" في قرية مظلوم شمال دير الزور، بالتزامن مع غارات للطيران الحربي الروسي استهدفت بلدتي خشام ومراط، في حين وصل، خلال الأيام القليلة الماضية، نحو 14 ألف نازح من أبناء دير الزور، أغلبهم نساء وأطفال، إلى مخيم عين عيسى بريف الرقة الشمالي، في أكبر موجة نزوح على الإطلاق تشهدها محافظة دير الزور منذ بداية الحرب، وفق ما ذكرته الشبكة. وأوضحت "فرات بوست" أن معظم النازحين يقطنون في العراء، ويعانون من ظروف إنسانية مأساوية، نتيجة غياب المنظمات الدولية وتقاعسها عن تقديم المساعدات لهم، فيما شرع مجلس الرقة المدني، التابع إلى "قوات سورية الديمقراطية"، بإنشاء مخيم جديد لا يتسع لتلك الأعداد الكبيرة.

ويشهد ريف دير الزور الشمالي الشرقي سباقاً بين قوات النظام ومليشيات "قوات سورية الديمقراطية" بهدف الوصول إلى حقول الغاز في المنطقة، التي تعد أغنى مناطق سورية بالثروات النفطية. وذكر "المركز الإعلامي لقوات سورية الديمقراطية" أن الأخيرة حاصرت مقاتلي تنظيم "داعش" في شركتي "العزبة" و"كونيكو" اللتين تعتبران من أكبر شركات الغاز في سورية، وذلك ضمن حملة "عاصفة الجزيرة" التي بدأتها "قسد" في 9 سبتمبر/أيلول الحالي. وفي ظل استمرار المعارك في دير الزور بين قوات النظام وتنظيم "داعش"، وردت أنباء تفيد بعقد اتفاق بين الطرفين في ريف حماة الشرقي، يتم بموجبه إخلاء تنظيم "داعش" لما تبقى من المناطق التي يسيطر عليها هناك، ونقل عناصره إلى ريف دير الزور. لكن مصادر موالية للنظام قالت إنه تم وقف العمل بالاتفاق الذي تم مع "داعش" في ريف حماة الشرقي، إذ عاود الطيران الحربي استهداف مواقع في ناحية عقيربات وشرقي ناحية السلمية قابلها "داعش" باستهداف مدينة السلمية، ما أسفر عن مقتل امرأة، في حين سيطرت قوات النظام على منطقة المشيرفة الشمالية، ومواقع في محيط الدويبة والصالحية في ريف حمص الشرقي بعد معارك مع التنظيم.