الديكوباج... فن الفقراء والأغنياء معاً

21 فبراير 2016
(Getty)
+ الخط -
الديكوباج هو فنّ تزيين بعض الأسطح الصلبة باستخدام الصمغ والأوراق الملونة، ويعود أصله القديم إلى منطقة شرق سيبيريا، منذ القرن الثاني عشر قبل الميلاد، وقد كتب له الرّواج والشهرة في فرنسا في القرن السابع عشر والثامن عشر.

وقد أخذ اسم الفن من الفرنسية (découpage) في إشارة إلى القطع الصغيرة أو تجميع القصاصات، إذ يتم وضعها متراكبة، ثم يتم دهنها بالأصباغ (الورنيش)، لتعطي منظراً بارزاً أو شكلاً ثلاثي الأبعاد.
يصلح الديكوباج للعمل على أسطح الأثاث الخشبي والزجاج والأواني والجدران والقماش والورق المقوّى، حيث يشتغل الديكوباج لوحات الأطفال، وأوراق التغليف الملونة وأغلفة الهدايا المبهجة، وبطاقات الدعوات وغيرها من العناصر.

إقرأ أيضاً: مصريات يعِدن تدوير مخلّفات الورق بالكركديه وقشر البصل


ويختلف فن الديكوباج عن فن الكولاج، بأنَّ الثاني يستخدم تقنية القص واللصق، عبر دمج مجموعات من القطع الخشبية، أو الورقية، أو الصدف أو الأحجار، وغيرها من الخامات، بترتيب معين على أرضية من الورق أو القماش أو الخشب، وحسب ذوق الفنان ورؤيته. وقد اشتهرت مجموعة من أعمال بيكاسو باستخدام هذه التقنية.


وتتداخَل مع الديكوباج فنون أخرى، مثل فن صناعة لوحات الزهور المُجفَّفة والمضغوطة، والذي عرفته اليابان قديماً، واشْتُهِر في العصر الفيكتوري، حيث يتم تجفيف بتلات الزهور والأوراق، ثم ضغطها لتصبح شبه مسطحة، ولتتخلَّص من الرطوبة. وفي مرحلة لاحقة، تلصق الزهور والأوراق المجففة على لوحات خشبية ملوّنة، ثمّ يتمّ طلاء الزهور باستخدام عدة طبقات من الورنيش، لتتحول تلك الأوراق والزهور إلى لوحات فنية زاهية تحاكي الطبيعة.


مؤخراً، أصبح الديكوباج رائجاً تجارياً، في بازارات الصناعات اليدوية والتحف، وأصبحت أعماله حرفةً رائجة نسبياً، بعد أن كانت محصورةً في حيِّز الهوايات المنزليّة والأنشطة المدرسيّة التي تلجأ إلى الاستفادة من بعض المخلّفات بإعادة تدويرها. بل أصبح منتجوها يستخدمون خامات جديدة لضمان الحصول على الأشكال التي يتطلبها السوق.

إقرأ أيضاً: فلسطيني يودع 2014 برسم على رمال بحر غزّة
دلالات
المساهمون