الدولار يكسب الرهان دائما امام المنافسين

18 فبراير 2014
+ الخط -

  فيما يتواصل الرهان  في اسواق المال ووسط خبراء النقد والاقتصاد حول سقوط الدولار كـ"عملة احتياط دولية" يواصل " الدولار أو الاخضر" كما يحلو للبعض تسميته، كسب الرهان ويخسر المراهنون دائماً وتزداد حصته من  نصيب الارصدة العالمية بالعملة الصعبة. والسبب حقيقة في خسارة المراهنين، ليس لأنهم لا يفهمون مجريات عالم النقد والمال، ولكن الثقة المتوفرة في العملة الاميركية وسط الرمال المتحركة في عالم النقد. فالدولار حتى الآن أقوى الضعفاء.

فحينما ظهرت عملة اليورو، راهن عديدون على أن اليورو سيصبح عملة دولية وستحل بعد عقد أوأ كثر مكان العملة الخضراء في بنوك العالم.

ولكن سرعان ما أحتاج اليورو نفسه الى انقاذ الدولار، حينما حلت كارثة الديون الاوروبية بمنطقة اليورو وشارفت العديد من البنوك التجارية في عواصم المال الاوروبية على الانهيار لولا الخط الساخن وضخ السيولة المباشر الذي نفذه مصرف الاحتياط الفدرالي "البنك المركزي الاميركي" لانقاذ النظام المصرفي الاوروبي من الانهيار .

وحينما حدثت أزمة المال العالمية  في العام 2008 راهن المستثمرون على سقوط الدولار وصعود اليوان ، لأن الصين أصبحت صاحبة الثقل الاكبر في التجارة الدولية ولكن ما أن أنجلى غبار الازمة حتى وجدوا أن الصين نفسها صاحبة اليوان، أصبحت  أكبر مستثمر في الدولار ووضعت أكثر من 3 تريليونات من رصيدها الاجنبي في العملة الاميركية . ورغم ذلك يتواصل الرهان.

في بداية الشهر الجاري أعلن البنك المركزي النيجيري أنه سيحول 10% من احتياطاته البالغة 43 مليار دولار من الدولار الى العملة الصينية "اليوان " .

وقال نائب محافظ البنك النيجيري إن اليوان سيصبح تلقائياً عملة دولية حرة في المستقبل،  لأن مركز الاقتصاد العالمي يتحول بسرعة من الغرب الى الشرق، وتحديداً من أميركا وأوروبا الى الصين.

وفي هذا الصدد وقبيل اسبوع قال كبير اقتصاديي البنك الدولي سابقاً جيستن يوفو لين في تعليقات خطيرة" إن هيمنة الدولار هي السبب الرئيسي وراء أزمات المال العالمية ".

ودعا لين الى استبدال الدولار بعملة دولية مكونة من سلة عملات حتى يتمكن النظام المالي من أداء دوره  من دون هزات خطيرة .

وفي نيويورك صدر حديثاً كتاب الفه البروفسور اسوار براساد  تحت عنوان" فخ الدولار " حول مستقبل الدولار كعملة احتياط دولية .

وبراساد استاذ شهير في علم الاقتصاد بجامعة كورنيل الاميركية العريقة وعضو محترم في معهد بروكينز للدراسات في واشنطن، قال فيه إن النظام المالي العالمي أصبح رهينة للدولار.

وربما يكون هذا صحيحاً ولكن في الواقع فإن الدولار هو العملة التي يثق فيها العالم حتى الان ،لأنه الاكثر استيفاءً لوظائف النقد مقارنة بالعملات المنافسة الاخرى. فهو العملة الاضمن كـ " خزين لقيمة الموجودات" وهو الأوفر في تسديد  الحسابات. ولذلك تواصل البنوك المركزية العالمية زيادة نصيب احتياطاتها منه رغم الشكوك.

وحسب احصائيات صندوق النقد الدولي الاخيرة  المنشورة في ( 31 ديسمبر/كانون الأول 2013)، فإن اجمالي احتياطات البنوك المركزية العالمية  من العملات الصعبة بلغت في نهاية  الربع الثالث من العام الماضي 11.434 تريليون دولار من بينها 6.1 تريليون دولار بالعملات الصعبة .

وتتشكل عملات الاحتياط الرئيسية في البنوك المركزية حتى الآن ، حسب الاهمية ، من الدولار واليورو ثم الاسترليني والين اليابني والفرنك السويسري ثم الدولار الكندي والدولار الاسترالي.

ووفقاً لاحصائيات الصندوق فإن  نصيب الدولار من احتياطي  البنوك المركزية  بلغ بنهاية العام الماضي 2013  حوالى  3.8 تريليون دولار وبنسبة تفوق 61% ،فيما كانت حصة  اليورو في المرتبة الثانية بحصة 1.149  تريليون دولار ثم الجنيه الاسترليني بحصة بلغت 242.9  مليار دولار ثم الين الياباني بحصة 239.17 مليار دولار ثم الفرنك السويسري15.9 مليار دولار.

 

المساهمون