28 يونيو 2019
الدراما العراقية.. إلى أين؟
عبد العزيز محمود (العراق)
قد لا نكون الوحيدين في هذا العالم الذين يشكون من حاضرهم، ويتأسفون على ماضيهم، لكن المؤكد أننا في مقدمة الركب، كيف لا ونحن نعيش زمن الانهزام الذاتي في شريعة الغاب، فالكل يريد أن يبرز العضلات الخاوية في جسم نحيل. كل هذا وأكثر، نجده ووجدناه في التسابق الفني الذي تسعى وسعت إليه معظم القنوات والشركات الإنتاجية العراقية، سيما في شهر رمضان المبارك، حيث يكون الشعب في الانتظار كما حال القائمين والمنتجين للأعمال الفنية، من أجل تقديم الأفضل خلال هذه الزيارة الثلاثينية من كل عام.
الدراما العراقية باكورة مأساة العمل الفني، كما وصفها بعض النقاد. ولا شك في أن الحروب والمشكلات التي حلت بالبلاد بعد عام 2003 كان لها الأثر الرجعي في مجالاتٍ كثيرة، سيما الفنية منها. وفي المقابل، هناك انفتاح في الرأي على عكس ما كان في الماضي القريب من ضرورة التقيد بالفكر الواحد والخدمة الواحدة المطلقة، فقد تسابقت القنوات الإعلامية في عروضها الرمضانية. خيبة أمل كبيرة تلقاها المشاهدون في الموسم المرتقب هذا من خلال مشاهدة أعمال فنية ضعيفة في ذروة وقت الإفطار وما بعدها، في حين يقول الواقع ويفرض احترام قدسية هذا الشهر من خلال ما يعرض.
أكثر ما يصيب المشاهد بالملل هو التكرار للأفكار والمواضيع التي عرضت في مواسم سابقة، ما يجعله يترك المتابعة ويتحول، بضغطة زر واحدة، إلى قناة أخرى، وغالبا ما يجذب المشاهد العراقي الدراما السورية أو المصرية أو اللبنانية التي تضم مواضيع أكثر إثارة وجاذبية ومتجددة.
من هذا المنطلق، من الضروري أن تتوجه وزارة الثقافة نحو تبني الدعم الكافي واللازم للبرامج الهادفة والمسلسلات التي تعالج المشكلات المجتمعية بأسلوب حضاري بناء. ولا يخفى على الجميع أن الإعلام سيف ذو حدين، يبني ويهدم بسرعة رهيبة، لأنه يدخل إلى كل بيت وتشاهده معظم الأسر. كما أن على الكتاب والمؤلفين أن يبحثوا عن الجديد بلا تقليد، وعن الفن الهادف بلا خدوش، كي لا تكون آثاره سلبية بعكس المرجو أو المتوقع. وأن تتبنى الجهات المختصة الرقابة الفنية على المنتج، وألا تتدخل الحكومة بفرض إملاءاتها على الكتاب، من أجل ترويج شخصية ما أو حزب معين، وأن تجعله أكثر استقلالية، إلا إذا كان العمل يحوي على عادات وأمور مرتزقة ودخيلة على المجتمع، عندها يتخذ بحقه قرارات التغيير أو منع العرض.
الدراما العراقية السابقة في سبعينيات القرن الماضي وثمانينياته كانت مدرسةً تأخذ من منابرها دول عديدة لما تحويه من مادة مسلية وممتعة للمشاهد. وبات المشاهد يتحسّر عليها، ويتمنى عودتها كي يستطيع أن يعيش لحظاتٍ من المتعة والسرور.
هل كتب علينا الشقاء والعذاب؟ فنحن الشعب الوحيد الذي يتباكى على ماضيه، لأنه، ومن دون شك، أجمل بكثير من حاضره، بكل ما تعنيه الكلمة من جمال، فهل سيكون لنا حظ، ونشاهد ما هو جميل في موسم رمضان المقبل؟
أكثر ما يصيب المشاهد بالملل هو التكرار للأفكار والمواضيع التي عرضت في مواسم سابقة، ما يجعله يترك المتابعة ويتحول، بضغطة زر واحدة، إلى قناة أخرى، وغالبا ما يجذب المشاهد العراقي الدراما السورية أو المصرية أو اللبنانية التي تضم مواضيع أكثر إثارة وجاذبية ومتجددة.
من هذا المنطلق، من الضروري أن تتوجه وزارة الثقافة نحو تبني الدعم الكافي واللازم للبرامج الهادفة والمسلسلات التي تعالج المشكلات المجتمعية بأسلوب حضاري بناء. ولا يخفى على الجميع أن الإعلام سيف ذو حدين، يبني ويهدم بسرعة رهيبة، لأنه يدخل إلى كل بيت وتشاهده معظم الأسر. كما أن على الكتاب والمؤلفين أن يبحثوا عن الجديد بلا تقليد، وعن الفن الهادف بلا خدوش، كي لا تكون آثاره سلبية بعكس المرجو أو المتوقع. وأن تتبنى الجهات المختصة الرقابة الفنية على المنتج، وألا تتدخل الحكومة بفرض إملاءاتها على الكتاب، من أجل ترويج شخصية ما أو حزب معين، وأن تجعله أكثر استقلالية، إلا إذا كان العمل يحوي على عادات وأمور مرتزقة ودخيلة على المجتمع، عندها يتخذ بحقه قرارات التغيير أو منع العرض.
الدراما العراقية السابقة في سبعينيات القرن الماضي وثمانينياته كانت مدرسةً تأخذ من منابرها دول عديدة لما تحويه من مادة مسلية وممتعة للمشاهد. وبات المشاهد يتحسّر عليها، ويتمنى عودتها كي يستطيع أن يعيش لحظاتٍ من المتعة والسرور.
هل كتب علينا الشقاء والعذاب؟ فنحن الشعب الوحيد الذي يتباكى على ماضيه، لأنه، ومن دون شك، أجمل بكثير من حاضره، بكل ما تعنيه الكلمة من جمال، فهل سيكون لنا حظ، ونشاهد ما هو جميل في موسم رمضان المقبل؟
مقالات أخرى
21 يونيو 2019
14 يونيو 2019
01 يونيو 2019