الحكومة البريطانية تواجه انتقادات لفشلها في استيعاب اللاجئين السوريين المعوقين

08 اغسطس 2017
صعوبات في الخدمات والرعاية الصحية للاجئين المعوقين (Getty)
+ الخط -



تعرّض البرنامج الحكومي للاجئين في بريطانيا لانتقادات شديدة، جراء فشله في استيعاب اللاجئين من ذوي الاحتياجات الخاصة الفارين من الحرب السورية

وأوردت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية، اليوم الثلاثاء، أنّ 5 بالمائة فقط من اللاجئين السوريين الذين أعيد توطينهم في إطار هذا البرنامج يعانون من إعاقات، مثل عدم القدرة على التنقل أو الاحتياجات التعليمية الخاصّة، على الرّغم من أن الأرقام تشير إلى أن 20 في المائة .من إجمالي اللاجئين السوريين من المعوقين 

وانتقد حزب العمال البريطاني أداء البرنامج، وقال إن معاملة وزارة الداخلية للاجئين تناقض .القيم البريطانية

وأظهرت الأرقام الصادرة عن 251 مجلساً في إطار قوانين حرية المعلومات، أنّ 5.529 لاجئاً سورياً قد أعيد توطينهم في إطار برنامج إعادة توطين الأشخاص المعرضين للخطر بين يناير/ كانون الثاني 2014 وإبريل/ نيسان 2017، من بين هؤلاء 288 أي 5.2 بالمائة فقط تمّ تسجيلهم بوصفهم معوقين.

وبحسب أرقام منظّمة الصحّة العالمية، فإنّ 15 بالمائة من الناس في جميع أنحاء العالم يعانون من إعاقة، لكن النسبة تبقى أعلى بين أولئك الفارين من الصراع، فيما قدرت منظّمة الإعاقة الدولية أنّ ما يقارب 22 بالمائة من اللاجئين السوريين في لبنان والأردن يعانون من إعاقات خطيرة. كذلك وجدت المنظّمة أنّ 80 بالمائة من الإصابات كانت نتيجة الحرب السورية.


ويحذّر خبراء حقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة من أنّ اللاجئين المعوقين في مخيّمات ومدن دول الجوار السوري، كالأردن ولبنان ومصر والعراق وتركيا، يواجهون صعوبة في الحصول على الخدمات الأساسية والرعاية الطبية.

وذكرت "الإندبندت" أن البرنامج الحكومي لإعادة توطين المواطنين المعرضين للخطر، والذي بدأ في فبراير/ شباط 2014، ويفرض على الحكومة استقبال 20 ألف لاجئ حتى 2020، أقيم ليشمل أكثر الفئات عرضة للخطر، خاصّة كبار السن والمعوقين وضحايا العنف الجنسي والتعذيب.

أمّا الكشف عن عدد اللاجئين المعوقين الذين استقبلتهم بريطانيا، فقد جاء بعد أن ذكرت "الأندبندنت"، في فبراير/ شباط الماضي، أنّ الحكومة رفضت استقبال مزيدٍ من الأطفال المعوقين للعجز عن تلبية احتياجاتهم الخاصة.

وأظهرت الأرقام أن الحكومات المحلية التي يسيطر عليها حزب العمال استقبلت لاجئين معوقين أكثر بـ69 في المائة من الحكومات المحافظة، كما استقبلت لاجئين سوريين بشكل عام أكثر من 82 في المائة من الحكومات المحافظة.

بينما استقبلت حكومات الحزب الوطني الاسكتلندي لاجئين من ذوي احتياجات  أكثر بـ5 أضعاف من الحكومات المحافظة.

ووافقت 10 مجالس بلدية فقط على نحو 48 بالمائة من اللاجئين الـ 288 من ذوي الاحتياجات الخاصة، والذين أعيد توطينهم في بريطانيا.

بدورها قالت، لويز كالفي، مديرة برنامج إعادة التوطين في "Refugee Action"، إنّ بعض المجالس البلدية كانت محبطة بسبب المسؤولية الكبيرة التي يحتاجها المعوقون. وأضافت أنّ صعوبات العثور على مساكن للاجئين المعوقين لا تختلف عن الحواجز التي يواجهها الأطفال الذين يعانون من إعاقات جسدية في بريطانيا.

في المقابل، قالت وزارة الداخلية إنّ النتائج "غير دقيقة" لكنّها عجزت عن تقديم أرقام تتناقض مع أرقام الإندبندنت. وأضافت أنّه، نظراً للصعوبات التي واجهها اللاجئون المعاد توطينهم، فإنّهم في الواقع جميعاً عرضة للخطر ولأسباب مختلفة.

وتابعت أنّهم ينظرون بعناية لحالة كل أسرة على حدة بالتعاون مع السلطات المحلية مع مراعاة جميع المعلومات ذات الصلة.

ويعيش اللاجئون المعوقون في البلدان المجاورة لسورية في ظروف سيئة جداً، كونهم يعانون من نقص في الرعاية الصحية وغيرها من أشكال الدعم، وفق ما ذكرت منظّمات حقوق الإنسان. 

المساهمون