أثار الحكم الذي أصدره القضاء العراقي بحبس وزير مسيحي عراقي سابق قلق المكونات العراقية من تكرار حالات الاستهداف والإسقاط السياسي بحق الأقليات بصفتهم الحلقة الأضعف في المجتمع العراقي، بينما وصفت كتلة الرافدين المسيحية في البرلمان العراقي الحكم الصادر بحق وزير البيئة السابق سركون صليوه بـ"الجائر".
ودعا رئيس الكتلة، عماد يوخنا، رئيس مجلس القضاء الأعلى مدحت المحمود إلى إنقاد سمعة القضاء العراقي بنقض الحكم الصادر بحق وزير البيئة السابق، مؤكدا في بيان أن صليوه كان من الوزراء الكفؤين وبشهادة الجميع بعد أن وفر لخزينة الدولة والمال العام مبالغ مالية كبيرة نتيجة لنزاهته وتفانيه وحسن أدائه، ودعا محكمة التمييز الاتحادية إلى نقض هذا الحكم الذي استهدف رمزا سياسيا عراقيا مسيحيا.
وأضاف "القضاء يجب أن يقول كلمته ويحكم بالعدل تجاه شخصية عراقية قدمت الكثير للبلاد"، موضحا أن كتلته تشيد بدور المؤسسة القضائية العراقية واستقلاليتها، مطالبا بتحقيق العدل ومكافحة الفساد الحقيقي من خلال فتح ملفات الفساد للمسؤولين الذين تسببوا بضياع أموال طائلة.
واستنكر عضو الحركة الأشورية العراقية، قاسم شوكت، القوانين والأحكام التي صدرت بحق المسيحيين في العراق خلال الأسابيع الأخيرة، مبديا استغرابه خلال حديثه لـ "العربي الجديد" من تزامن توقيت إصدار الحكم على وزير البيئة السابق مع تصويت البرلمان على قانون البطاقة الوطنية الذي سلب حقوق مسيحيي العراق والمكونات الأخرى.
وأوضح شوكت أن السكوت عن الحكم الصادر بحق صليوه يعني الامتثال لسياسة الظلم والإقصاء والتهميش التي تتبعها السلطات العراقية بحق المسيحيين، مبديا قلقه من تأثير مثل هذه الأحداث على الوجود المسيحي في العراق.
من جهته، قال الوزير السابق سركون صليوه إن الحكم جاء بسبب سكنه في الموقع البديل لمكتب الوزير الواقع في المنطقة الخضراء الحكومية في الطابق العلوي لعدة أشهر بعلم الجهات المختصة، موضحا في تصريح صحفي أن سكنه في هذا المكان كان لتجنيب الدولة تكاليف توفير سكن حكومي خاص به أسوة بزملائه.
وأضاف "كان علي أن أدفع تكاليف إيجار الموقع البديل لمدة لسنتين والحبس سنتين هو بسبب التأخير"، مشددا على أن الصورة لم تكن واضحة أمام القضاء الذي أصدر الحكم.
وسبق لمحكمة جنايات النزاهة في بغداد أن أصدرت في الخامس من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري حكما بالحبس المشدد لمدة سنتين بحق وزير البيئة السابق سركون صليوه بتهم فساد، وألزمت الوزير السابق بدفع مبلغ 338 مليون دينار عراقي (ما يعادل 280 ألف دولار) إلى خزينة الدولة.
وقال رئيس المحكمة القاضي جمعة الساعدي إن الحكم صدر بعد إدانة الوزير السابق بالفساد، وإلزامه بدفع المبلغ المترتب بذمته لخزينة الدولة، مبينا أن الحكم صدر وفقا للمادة 340 من قانون العقوبات العراقي.
وسركون لازار صليوه مهندس وسياسي عراقي ولد عام 1973، وهو قيادي في الحركة الديمقراطية الأشورية، وأصبح عضوا في مجلس محافظة كركوك قبل أن يتولى منصب معاون محافظ كركوك عام 2005، ثم وزيرا للبيئة للفترة (2010 – 2014).
اقرأ أيضا: العراق: مساعٍ سياسية لإنهاء "عسكرة" الشارع البغدادي