الجزائريون تائهون في تخمة من الإشاعات والأخبار المزيفة

31 مارس 2019
تسبب الأخبار الزائفة ضغطاً على المواطن (العربي الجديد)
+ الخط -

يتخبط الجزائريون في خضم الحراك الشعبي وتداعياته والظرف الحساس الذي تعيشه البلاد، مع موجة من الأخبار المتواترة والمتسارعة في الساحة السياسية التي تتداولها وسائل الإعلام، وخصوصاً المنقولة في الفضاء الافتراضي، والتي باتت محل اتهام بتزييف الأخبار وعدم التثبت منها قبل بثها.

وعاش الجزائريون الليلة الماضية ليلة قلقة عقب خبر بثته القناة المحلية "الشروق نيوز" موسوم بـ"العاجل"، والذي يفيد بـ"انتشار مكثف لقوات الدرك الوطني في العاصمة الجزائرية"، وهو الجهاز التابع للجيش الجزائري، وهو ما أثار حفيظة المواطنين الذي تبادلوا الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي ما أحدث "هلعاً وخوفاً في وسط العائلات".
وقال فاروق نعيمي الذي يقطن في منطقة القبة لـ"العربي الجديد" إنه عاش لحظات قلق حول طبيعة هذا الخبر، ما دفعه ومجموعة من رفاقه إلى المبادرة بالنزول إلى وسط العاصمة الجزائرية، للتثبت وقام بإجراء نقل مباشر لطمأنة المواطنين وإبراز أنه لا وجود لا للدرك ولا شرطة في الشوارع.

ما زاد من حالة القلق بشأن خبر زائف كهذا، أنه تلا مباشرة البيان الذي نشرته وزارة الدفاع الجزائرية التي اتهمت "فريق الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة من شخصيات أمنية وشقيقه في اجتماع يهدف لضرب استقرار الجزائر"، وهو ما زاد من تخويف الجزائريين من حدوث شيء ما، مثلما تصفه السيدة نورية بلعواري لـ"العربي الجديد" قائلة إن "الجزائر تعيش على وقع حراك شعبي مرده رفض الشارع الجزائري لرموز الفساد، ولكن مثل هذه الأخبار تسهم في ضرب الحراك وتعزز فرضية تدخل الجيش".

وترجع الأخبار المزيفة أيضاً للخبر الذي نقلته وكالة "رويترز" أول من أمس الجمعة ومفاده استعمال الأمن الجزائري الرصاص المطاطي بهدف تفريق المتظاهرين في الساحات، وهو الخبر الذي نفته مديرية الأمن الجزائري، واعتبرته "عارياً من الصحة" كما نفت أيضاً خبر "تظاهر مليون شخص في العاصمة الجزائرية من طرف الوكالة أيضاً وهو رقم ضئيل مقارنة بالأعداد الهائلة التي تدفقت إلى الساحات يوم الجمعة".

وقالت الأستاذة شهرزاد لمجد، المختصة في علوم الإعلام والاتصال بجامعة العفرون بالجزائر، إننا نواجه "صعوبة في التمييز الأخبار الحقيقية من الزائفة في زمن الميديا الرقمية والسوشيال ميديا التي تنشر الأخبار العابرة للحدود كالنار في الهشيم، وخصوصاً في ظروف الأزمات".
وأكدت في تصريح لـ" العربي الجديد" أن ما يحدث الآن في القنوات الجزائرية حمال أوجه واحتمالات يمكن قراءتها بأنها وسيلة للتعبئة أو الاختبار أو استهداف خصم، إضافة إلى أنه يمكن أن يكون نشر مثل هذه الأخبار يستهدف "صرف انتباه الرأي العام عن الجوهر في الحراك الشعبي وتحويله نحو الأحاديث الجانبية والهامشية".

ويتم تداول الأخبار من هنا وهناك حول فحوى اجتماعات وقرارات ومعلومات التي لا يمكن التثبت منها، ويعتقد الأستاذ في علم الاجتماع الإعلامي محمد تريعة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "هذا النوع من الأخبار يمكن تصنيفه في خانة "الأخبار الزائفة"، في غياب ما يثبت مصدرها الحقيقي"، موضحاً أنه في ظروف كهذه "تكثر الإشاعات والانفلات والقنوات والصحف لم تستفد شيئاً بعدما كتشف الجمهور ضعفها الشديد، إذ لا وجود لمؤسسة إعلامية تحترم نفسها توقع نفسها في أخبار مزيفة".

وفي خضم الحراك الشعبي بادر عدد من الإعلاميين للدعوة إلى ضرورة الانضباط الإعلامي والمهني في ظروف كهذه، تفادياً لـ"ترهيب الجزائريين"، واستشعار المخاطر الحقيقية التي يمكن أن يتسبب فيها بث أخبار زائفة في وضع حساس وخطير كالذي تعيشه الجزائر.

المساهمون