التعاون العراقي ـ الإيراني وصل إلى الإعلام

10 نوفمبر 2014
يأتي التعاون في وقت يعيش الصحافيون أسوأ أيّامهم (GETTY)
+ الخط -

تتسع دائرة التعاون العراقي ــ الإيراني يوماً بعد آخر لتشمل مجالات عدة لها تأثير كبير على الواقع العراقي. وفي خطوة جديدة اتفق البلدان على فتح آفاق تعاون وتنسيق في المجال الإعلامي.
واتفق نقيب الصحافيين العراقيين مؤيد اللامي اليوم، في طهران مع رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني على "إقامة شراكة إعلامية استراتيجية بين العراق وإيران". وتتضمن الشراكة الإعلامية التي تم الاتفاق عليها "تبادل الخبرات الصحافية، وتنسيق المواقف الإعلامية على المستويين الإقليمي والدولي". كما ستتضمن "تبادل الزيارت الميدانية لصحافيي البلدين، للاطلاع على التقنيات المستخدمة في المؤسسات الإعلامية في كل من العراق وإيران وتبادل المعلومات في هذا الميدان"، بحسب بيان نقابة الصحافيين العراقيين.
من جهته، رأى أستاذ الإعلام في جامعة بغداد حميد النعيمي أنّ "العمل الصحافي هو عمل حر، ويجب أن يكون بعيداً عن أي تدخل حكومي أو سياسي وإلّا فإنّه سيفقد هويته ورسالته، وهذا ما يحدث في العراق للأسف". وانتقد النعيمي "الخطوات التي تعمل بها نقابة الصحافيين العراقيين"، مؤكّداً أنّها "تضيّق الخناق على الصحافيين العراقيين، وتفقدهم مهنيتهم، وتفرض عليهم سياسات غير مقبولة لتجعل منهم صحافيين موجهين من قبلها".
وأكّد أنّه "في الفترة الأخيرة واجه الصحافيون العراقيون ضغوطاً كبيرة من قبل النقابة، وأنّها فرضت عليهم العمل ضمن استراتيجية الحكومة لتجعل من المؤسسات والصحافيين مجرد أبواق تحركهم كيفما تشاء".
وتسعى الحكومات العراقية جاهدة، إلى استمالة الصحافيين العراقيين والمؤسسات الإعلامية بشتى الوسائل "المشروعة وغير المشروعة"، بغية تلميع صورتها وصورة الأجهزة الأمنيّة. وقد كثّفت في الآونة الأخيرة لقاءاتها مع الصحافيين، ودفعتهم إلى توقيع "وثيقة عهد" لمساندة القوات الأمنية في حربها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وتضمنت الوثيقة أنّ "صحافيي العراق يعلنون مباركتهم لانتصارات وبطولات جيشنا، ووحدة العراق أمانة في أعناقنا، ومحاربة الإشاعات مسؤوليتنا الوطنية، ولتتضافر الجهود لرفع معاناة النازحين والمهجّرين، ويعاهدون الشعب على نصرة المضحين بأرواحهم من أجل العراق، وتحية لجيشنا وقواتنا الأمنية والحشد الشعبي.
والتقى أخيراً رئيس الوزراء حيدر العبادي عدداً من الخبراء في مجال الإعلام الأمني والعسكري التابع للدولة والأكاديميين، فضلاً عن أساتذة الجامعات وخلية العمليات النفسية، وحثّهم على دحض الشائعات المغرضة، التي يطلقها "داعش". لافتاً إلى أن الحرب 70 في المائة منها إعلامية و30 في المائة منها على الأرض. داعياً إيّاهم إلى القيام بحملات إعلامية واسعة وعقد اجتماعات دورية مع وسائل الإعلام وتوجيههم الوجهة "الصحيحة".
وسخّرت الوكالات والصحف المحلية والقنوات الفضائية العراقية جهدها للحديث يومياً عن "إنجازات وانتصارات" مستمرة للأجهزة الأمنية في مواجهة "الإرهاب". فالآلة الإعلامية الحكومية تسوّغ كل شيء لصالح تلك الأجهزة، متجاوزة الجهود الحقيقية للعشائر العراقية ولقوات البشمركة الكردية. 
وتنسب المؤسسات الإعلامية كل ما تحققه العشائر العراقية التي تواجه تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في المحافظات السنية الست، وإنجازات البشمركة الكردية إلى الأجهزة الأمنيّة العراقية. 

المساهمون