صرّح رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، فولكان بوزكير، لـ"العربي الجديد" في نيويورك، قائلاً إنّ "الشعب الفلسطيني عانى ولعقود، وإن كل ما يتطلّع إليه هو العيش بأمن على أرضه وضمن دولة ذات سيادة".
وجاءت تصريحات رئيس الجمعية العامة الجديد في أول يوم له في منصبه كرئيس للجمعية العامة في دورتها الـ 75، والتي افتتحت، الثلاثاء، في نيويورك على أن يبدأ عقد الاجتماعات رفيعة المستوى الثلاثاء المقبل.
وقال بوزكير رداً على سؤال حول ما إذا كان توقيع كل من الإمارات والبحرين لصفقات مع إسرائيل يشجع الأخيرة على الاستمرار في احتلال الشعب الفلسطيني ومصادرة أراضيه دون أية عواقب: "كرئيس للجمعية العامة، ما يمكنني قوله في ما يخص توقيع الاتفاق بين الإمارات والبحرين وإسرائيل هو أن هذا قرار سيادي لكل من تلك الدول، ولا يمكنني التعليق عليه بصفتي رئيساً للجمعية العامة. ما هو مؤكد أن تحقيق السلام في الشرق الأوسط كان دائماً على أجندة الأمم المتحدة منذ تأسيسها. وتحقيق ذلك يعتمد على عدد من الأمور، بما فيها تحقيق سلام عادل وشامل ودائم. وهذا محل مفاوضات ثنائية بين الطرفين على أساس حل الدولتين، اللتين تعيشان جنباً إلى جنب ضمن حدود آمنة ومعترف بها من الطرفين، وضمن إطار قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. باعتقادي لقد عانى الفلسطينيون ولعقود. وكل ما يريدونه هو العيش بسلام على أرضهم وضمن دولة ذات سيادة. أعتقد أنه لا يوجد أي بديل عن الحوار بين الدولتين. ومن هذه الزاوية أنظر إلى الموضوع، وأعتقد أن هذه هي كذلك وجهة نظر الأمم المتحدة".
وتحدث الدبلوماسي التركي، خلال المؤتمر الصحافي عن عدد من القضايا، بما فيها التعددية الدولية، وانتشار فيروس كورونا، ومنظمة الصحة العالمية.
وحول أزمة فيروس كورونا، قال إنّ "الفيروس أظهر الثغرات الاقتصادية والصحية واللامساواة حول العالم، ليس فقط بين الدول الفقيرة والغنية بل كذلك داخل الدولة الواحدة، وحتى في الدول الغنية نفسها".
وحثّ المجتمع الدولي على "استغلال تلك الثغرات لتحقيق تقدم أفضل، وفرصة للتخطيط لسياسات جديدة تضمن عالماً أكثر مساواة. وأكد ضرورة أن تركز أولويات المجتمع الدولي على الدول والمجتمعات الأكثر حاجة وهشاشة".
وشدد على ضرورة تنسيق الجهود الدولية من أجل مواجهة فيروس كورونا، وأكد في هذا السياق أن قمة خاصة ستعقد في نيويورك حول كورونا، ورجح أن تكون على مستوى قادة الدول بداية شهر نوفمبر/تشرين الثاني.
وحول ما إذا كانت تلك القمة ستعقد بشكل شخصي أو عن بعد، قال: "لا أعتقد أنه يمكننا معرفة تلك التفاصيل الآن، وهذا سيتعلق بالأوضاع الصحية المتعلقة بانتشار الفيروس حول العالم، وفي البلد المضيف أي الولايات المتحدة ومدينة نيويورك، ولذلك قد تؤخذ القرارات بهذا الصدد عند اقتراب الموعد".
أكد بوزكير أهمية تحقيق سلام عادل وشامل ودائم، على أساس حل الدولتين، وضمن إطار قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة
وأكد أن هناك اقتراحات بعقد القمة في بداية ديسمبر/كانون الأول، ورجّح أن يؤخذ القرار النهائي حول ذلك خلال الأسابيع المقبلة.
ولفت الانتباه إلى الدور الحيوي الذي تلعبه منظمة الصحة العالمية، ثم وجّه انتقادات مبطنة للإدارة الأميركية وموقفها من المنظمة، دون أن يسميها بالاسم قائلاً: "قد يعتقد بعضهم أن منظمة الصحة العالمية لم تستجب كما يجب لمحاربة الفيروس، مهما تكن صحة ذلك الاعتقاد أو عدمها، ما هو مؤكد أن منظمة الصحة العالمية تلعب دوراً رئيسياً حول العالم، وحيوياً لا غنى عنه. وإذا كانت هناك أي إشكاليات في أدائها فيمكن إصلاحها".
وشدد كذلك على ضرورة توحيد الجهود الدولية من أجل إيجاد لقاح ضد الفيروس، مؤكداً في الوقت ذاته ضرورة أن يكون ذلك متاحاً للجميع ولكل الدول.
وتحدث بوزكير عن ضرورة مجابهة الأمم المتحدة للتحديات المالية، وخاصة عندما يتعلق الأمر بتمويل مؤسساتها، وتحدث عن ضرورة إيجاد حل دائم، وخاصة في ما يتعلق بمساهمات الدول المالية.
وبدأت الجمعية العامة للأمم المتحدة بمزاولة اجتماعاتها بقاعتها الرئيسية، وبحضور ممثلين عن كل الدول وبشكل شخصي، الأسبوع الماضي، وذلك للمرة الأولى منذ شهر مارس/ آذار الماضي. وتعقد تلك الاجتماعات تحت قواعد صارمة في ما يخص عدد الأشخاص المسموح بوجودهم في القاعة، وضمن الوفد الواحد داخلها.
كما تبدأ الثلاثاء المقبل المداولات رفيعة المستوى للدورة الـ75 للجمعية العامة. وفي العادة، يحضر وزراء الخارجية وقادة الدول إلى نيويورك، ويصل تعداد الوفود من جميع أنحاء العالم إلى الآلاف، ولكن بسبب انتشار فيروس كورونا ستكتفي الأغلبية الساحقة من الدول بتسجيل قادتها لرسائل فيديو تعرض خلال الاجتماع. وعلى الرغم من ذلك، من المرجح أن يحضر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنفسه إلى نيويورك لإلقاء كلمة الولايات المتحدة.
وأكد بوزكير أن قرابة عشرة من قادة الدول عبروا عن رغبتهم بالقدوم إلى نيويورك بأنفسهم، ولم يفصح عن أي اسم باستثناء الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان. وختم بالقول إنّ "القواعد التي تفرضها نيويورك على الجميع بمن فيهم الدبلوماسيون هي العزل 14 يوماً، ولذلك لا أدري إذا كان أي من هؤلاء المعنيين سيأتي فعلاً إلى نيويورك".