الاعتقاد بوجود الأقزام في أيسلندا.. أساطير وحكايات

25 ديسمبر 2018
نسبة كبيرة في أيسلندا تعتقد بالأقزام (Getty)
+ الخط -
تعتقد المغنية وكاتبة الأغاني الأيسلندية، جوفريكور أكادوتير، بأنها تعرضت للعقاب من قبل الأقزام عندما كانت تبلغ تسع سنوات.

وفي تقرير نشرته "بي بي سي" قالت المغنية إنها كانت تلعب مع أطفال آخرين في الساحة بين البيوت، وكانت هناك صخرة أكبر من الأخريات، "كنا متأكدين أنها صخرة لقزم، ولا يجب أن تزعج الأقزام، لقد كانت الصخرة ضعف حجمي، وتمكّنت مع بعض العناء من تسلقها، أصدقائي حذروني من أنها فكرة سيئة، لكن بمجرد أن علوت الصخرة، قفزت من فوقها، لكني جرحت فمي من الداخل، وبدأت الدماء تسيل، ركضت وأنا أبكي، ولم أقترب من تلك الصخرة مرة أخرى أبداً".

هذه القصة ليست فريدة من نوعها في أيسلندا، فذلك البلد يحفل بكثير من الحكايات والألغاز حول الأقزام، وهي كائنات شبيهة بالإنسان مع آذان مدببة وحجم صغيرة، ويعيشون مختبئين، ويُعتقد أنها مخلوقات سلمية، تتعايش مع البشر جنباً إلى جنب، وتنغمس في الأنشطة اليومية نفسها، بما في ذلك صيد الأسماك، والزراعة، والتزاوج، وتقول الأساطير إنها أحياناً تقدم يد العون للإنسان الذي قد يموت من دون تدخلها.

وبحسب دراسة أجرتها جامعة أيسلندا عام 2007، فإن حوالي 62 في المائة من السكان يؤمنون بوجود الأقزام، وأنهم ليسوا من نسج الخيال، وشمل الإحصاء كلاً ممن يؤمنون فعلاً بالأقزام، والآخرين الذين يميلون لفكرة "لم لا؟" بخصوص وجودهم.

ماغنوس سكارفينسون يدير مدرسة Skarphéðinsson التي تختص بنظريات حول الأقزام، وهي امتداد لمؤسسة Paranormal، التي تقدم للسياح موضوعات حول تلك المخلوقات السحرية في أيسلندا.

ويعتبر سكارفينسون أن الأمر أقرب إلى منتدى للحوار حول السحر والفولكلور، ويعترف بأنه لم يسبق له أن قابل قزماً من قبل بشكل شخصي، لكنه قابل أكثر من 900 شخص في أيسلندا يزعمون ذلك.

ويتضمّن ذلك الرقم 75 شخصاً زعموا أنهم أقاموا علاقة صداقة من أقزام، و35 شخصاً آخر قالوا إنه تمت دعوتهم إلى بيوت الأقزام.



ويقول سكارفينسون إن أيسلندا منفتحة بشكل فريد على الأفكار غير التقليدية، ما يجعلها مكاناً آمناً بالنسبة للأقزام حتى يظهروا.

ويعتبر أن الأيسلنديين يعتقدون بالأقزام لأن بلادهم كانت منعزلة ولم يبدأ فيها التنوير إلا متأخراً في عام 1941، وأن "هذا التنوير كان له ثمن رهيب، وهو قتل الإيمان، فالإيمان برأيه بمثابة غراء لتثبيت الحضارة، ليس الإيمان فقط، وإنما قتل الأسطورة أيضاً"، ومع بدء التنوير، باجتياح الجيش الأميركي لأيسلندا، بدأ مسح أساطير الأقزام.

ويشار إلى أن هذا التراث من المعتقدات بالأقزام أصبح جزءاً من الترويج السياحي للبلاد.




دلالات
المساهمون