الاحتلال ينكّل بالمقدسيين من خلال اقتحام البيوت

16 نوفمبر 2015
اشتباكات بين جنود الاحتلال وشبان الانتفاضة (الأناضول)
+ الخط -
سُجلت، اليوم الأحد، قفزة عددية ونوعية في اقتحام قوات الاحتلال ووحداتها، المستعربة والمقنعة، بيوت عدد من الشهداء المقدسيين في أحياء رأس العمود وجبل المكبر ومخيم شعفاط.

ففي حي رأس العمود تخير جنود الاحتلال ساعات الظهيرة لاقتحام منزل الشهيد، أحمد أبو شعبان، حيث عاثوا في المنزل خراباً، واعتدوا على أحد الأشقاء بالضرب العنيف قبل أن يغادروا المنزل وسط صدمة وذهول عائلة الشهيد، التي لا تزال حتى اللحظة لا تدرك الدافع من وراء عملية الاقتحام.


الشيء ذاته، حدث مع عائلة الأسيرة إسراء جعابيص، وأيضاً مع عائلة شروق دويات من جبل المكبر، حيث نكّل الجنود بعائلتي هاتين الأسيرتين، وسط أجواء من الرعب والترويع الشديدين لأفراد العائلتين. العائلتان لم تخفيا، أيضاً، دهشتهما واستغرابهما من عمليتي الاقتحام التي تمت في ساعات ما قبل الظهر، وهو توقيت فاجأهما، ولم تتلقيا أيَّ تفسير من ضابط القوة المقتحمة سوى الصراخ والعربدة، وتحطيم ما صادفوه في طريقهم، وتمزيق بعض الصور التي علقت على جدران منزلي العائلتين، ومنها صور شهداء ارتقوا، أخيراً، في هبّة القدس.

اقرأ أيضاً: مستوطنون يقتحمون الأقصى واعتقالات في الخليل

قبل ذلك، كان هناك اقتحام لمنزل الشاب الأسير صبحي أبو خليفة من مخيم شعفاط شمالي القدس المحتلة، وهذه المرة اختار جنود الاحتلال ساعات الفجر الأولى، حيث يأخذ مقاومو المخيم من الفتية والشبان استراحة المحارب، كما يقول ثائر الفسفوس الناطق باسم حركة فتح في المخيم.

ويصف ثائر ما قام به الجنود أنه "كان مروعاً للعائلة، تخلله اعتداء بالضرب على النساء، وتمزيق جدران المنزل الداخلية وتحطيمها، خصوصاً جدران الجبص، وكذلك اتلاف المواد التموينية وخلطها بعضها ببعض".


كان أبو خليفة اعتقل، الشهر المنصرم، بعد اتهامه بطعن أحد الجنود، وفي المحاولة الأولى لاقتحام المنزل التي جرت في ساعات الذروة، مني جنود الاحتلال بمن فيهم وحداته الخاصة بخسائر كبيرة في صفوفهم، حيث اعترفت الناطقة باسم شرطة الاحتلال في حينه بإصابة تسعة منهم بجروح وحروق، فيما أكد مقاومو المخيم بجرح اثني عشر جندياً.

يقول الفسفوس عن تلك الواقعة "كان دخولاً لعش الدبابير.. لم يتوقعوا عنف وشراسة المقاومة، فانسحبوا حتى وقع الرصاص والأكواع المتفجرة، ومطر الحجارة الذي انهال عليهم من كل حدب وصوب".

"بعد ذلك، لم يجرؤوا على الدخول، وبدأوا اقتحامات، في الآونة الأخيرة، في ساعات متأخرة جداً من الليل، وبعد أن يتأكدوا من خلو الشوارع من المقاومين والشبان المنتفضين".

اقرأ أيضاً: ندوة المركز العربي: الشباب مستقبل المشروع الوطني الفلسطيني

يرى الناطق باسم فتح في مخيم شعفاط أن "هذه الاقتحامات سواء لأسرى أو منازل شهداء في مواقيت متغيرة، تهدف فقط إلى ترويع الأهالي والثأر من أبنائهم الشهداء والأسرى، وهو شكل من أشكال العقوبة تضاف إلى إغلاق المنازل أو تفجيرها وصب غرفها بالإسمنت الجاهز".

وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية ردت، قبل أيام، التماساً ضد هدم منازل منفذي هجمات استهدفت مستوطنين وجنوداً، فيما تتوقع عائلات خمسة من هؤلاء المنفذين أن الاقتحامات الأخيرة والمستمرة لمنازلهم تأتي لتمهد لإجراءات أكثر صرامة على رأسها: هدم المنازل أو إغلاقها، وحرمانها من حق الإقامة، ومن حقوقها الاجتماعية والاقتصادية.

ووفقاً لناشطين في الحراك الشبابي المقدسي، فإن هذه العقوبات، وهذا الترويع اليومي لعائلات الشهداء والأسرى لن تحد من استمرار مقاومة الاحتلال بكل الوسائل الممكنة، وأن امتداد هبّة القدس إلى الضفة، وبلوغها ذروتها في الخليل، تؤشر إلى أن الشرارة التي انطلقت من القدس ستعود إليها.
المساهمون