قناة السويس الأناضول
17 سبتمبر 2020
+ الخط -

كثّفت إسرائيل من تحركاتها للاستفادة من اتفاق التطبيع مع الإمارات للسيطرة على المزيد من الموانئ والملاحة في المنطقة، كما أنها تخطط من أجل تجاوز قناة السويس في ما يخص نقل النفط الخليجي وأنشطة تجارية، ما يعد تهديدا كبيراً لأكبر ممر ملاحي في العالم.
وضمن الخطوات المتسارعة لتعزيز التطبيع بين الجانبين، أعلنت شركتا "موانئ دبي العالمية" الإماراتية و"دوفرتاور" الإسرائيلية، أمس الأربعاء، أنهما وقعتا عدة اتفاقيات للتعاون في أنشطة الشحن والموانئ.
وجاء الإعلان عن الاتفاقيات بعد يوم واحد من حفل اتفاق تطبيع بين أبوظبي وتل أبيب، واتفاق مماثل بين البحرين وإسرائيل، أول من أمس، في واشنطن برعاية دونالد ترامب.
وتوجه إسرائيل اهتماما كبيراً للتعاون في مشاريع طاقة مع الدول الخليجية ستفضي في حال دشنت إلى المس بالعوائد التي تحصل عليها مصر من قناة السويس. فقد ذكرت صحيفة "معاريف"، أمس، أن شركة النفط الإسرائيلية الحكومية "كاتشا" تجري حاليا اتصالات سرية مع دول خليجية بهدف بحث سبل التعاون في مجال الاتجار بالوقود والمشتقات النفطية. 
وأشارت الصحيفة إلى أن أيرز حلفون، رئيس مجلس إدارة الشركة، أرسل في أعقاب الإعلان عن اتفاقات التطبيع مع كل من الإمارات والبحرين رسائل بهذه الخصوص إلى مسؤولي قطاع النفط في دول خليجية للتباحث حول إمكانية أن تساهم هذه الدول في الأنبوب الذي ينقل النفط بين ميناء إيلات على البحر الأحمر إلى مدينة عسقلان التي تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط.

ولفتت الصحيفة إلى أن أنبوب إيلات عسقلان يهدف إلى الحيلولة دون الحاجة إلى مرور الناقلات التي تحمل النفط إلى إسرائيل في قناة السويس، على اعتبار أن كلفة المرور في القناة مرتفعة جدا، حسب التقدير الإسرائيلي.

ويتضح من تقرير الصحيفة أن المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى المس بقناة السويس أكثر طموحا من مجرد السعي إلى دفع الدول الخليجية إلى الاستثمار في توسيع وزيادة فعالية أنبوب إيلات عسقلان، بل إن بعض الأفكار المطروحة تدور حول إمكانية ربط أنابيب البترول والغاز في الدول الخليجية، ولا سيما في السعودية بأنبوب "إيلات عسقلان".
وأوضحت أنه إلى جانب أن حلفون بحث مع نظرائه الخليجيين إمكانية التعاون في مجال الاتجار بالنفط والمشتقات البترولية، فإن بعض الأفكار المقترحة تتعلق بأن تقوم الدول الخليجية بتصدير جزء من نفطها وغازها عبر الأنبوب الإسرائيلي لكي يتم تجاوز قناة السويس.
وأشارت إلى أنه في حال استجابت الدول الخليجية للعروض الإسرائيلية، فإنه يقدّر أن يستحوذ الأنبوب على 12-17% من حجم الغاز والوقود الذي يمر في قناة السويس حاليا.
وعلى الرغم من أن الصحيفة لم توضح طابع الاستثمار الخليجي في "أنبوب إيلات عسقلان"، إلا أنه يرجح أن يكون المقصود هو توظيفها في زياد طاقة النقل عبر الأنبوب من خلال توسيع الأنبوب أو نصب أنابيب جديدة.
وأعادت الصحيفة للأذهان حقيقة أنه حتى عام 1979، كان معظم النفط الذي يمر في "أنبوب إيلات عسقلان" يأتي من إيران، التي كانت ترتبط في ظل حكم الشاه بعلاقات استراتيجية وأمنية واقتصادية وثيقة جدا؛ حيث كان النفط الإيراني يصل إلى إيلات وبعد ذلك يضخ في الأنبوب إلى ميناء عسقلان ومنه إلى العديد من الوجهات في العالم، وذلك بهدف تجاوز قناة السويس.
وبعد إسقاط حكم الشاه، طالبت إيران إسرائيل بدفع مليار دولار قيمة الاستثمار الإيراني في تدشين الأنبوب.
ويشار إلى أن أنبوب إيلات عسقلان يستخدم حاليا في نقل الغاز الذي تستورده إسرائيل من أذربيجان وكازاخستان.
وعلى الرغم من أن التبادل التجاري السري بين إسرائيل ودول خليجية شمل الكثير من المجالات في العقدين الماضيين، إلا أن "معاريف" تشير إلى أن هذه الدول رفضت التعاون مع إسرائيل في المجال النفطي.

وفي السياق نفسه، يسعى الجانبان الإماراتي والإسرائيلي إلى تعزيز العلاقات في مجال الملاحة البحرية، إذ وقعت "دوفرتاور" اتفاقا، أمس، مع "موانئ دبي العالمية" الإماراتية. والشركة الإسرائيلية مملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي شلومي فوجيل، وهو من مالكي شركة "إسرائيل شيبياردز" وميناء إيلات.
وستدرس "إسرائيل شيبياردز" و"موانئ دبي" احتمال التقدم بعرض مشترك لميناء حيفا وهو بصدد الخصخصة، وفق الموقع الإلكتروني لفضائية "العربية" السعودية، التي تبث من دبي.
وقالت "دوفرتاور" إنها ستدخل في شراكة أيضاً مع "موانئ دبي العالمية" لتأسيس خط شحن بحري مباشر بين دبي وإيلات. وستدرس شركة "إسرائيل شيبياردز" الدخول في شراكة لتسويق منتجات في دبي.
وتعمل "موانئ دبي العالمية" في 31 دولة، منها مصر، حيث تعمل في ميناء السخنة على ساحل البحر الأحمر، شرقي مصر، في موقع قريب من المدخل الجنوبي لقناة السويس، ما يجعل لهذا الموقع ميزة استراتيجية للتعامل مع البضائع العابرة من خلال أكثر الممرات المائية التجارية ازدحاماً في العالم، وفق الموقع الإلكتروني لشركة "موانئ دبي السخنة".
وقال مسؤول ملاحي في مصر، لـ"العربي الجديد"، إنّ الاتفاقيات المبرمة بين شركة "موانئ دبي" و"دوفرتاور" الإسرائيلية تستدعي تحركاً حقيقياً، حيث تنشط الشركة الإماراتية في ممرات ملاحية حيوية بالدولة.
وتأتي الشراكة بين "موانئ دبي" والشركة الإسرائيلية، في الوقت الذي بسطت فيه الإمارات أيضاً نفوذها على معظم موانئ اليمن، من خلال وجودها في التحالف العسكري مع السعودية للحرب في البلد الذي يحظى بسواحل وموانئ استراتيجية على البحر الأحمر.

وأكدت مصادر يمنية مطّلعة لـ"العربي الجديد"، أن الإمارات ستسهل دخول المستثمرين والشركات الإسرائيلية للسيطرة على المنافذ والموانئ اليمنية.

المساهمون