الإعلام المصري في محمد محمود... لا وجود للثورة

20 نوفمبر 2014
من الغرافيتي في شوارع محمد محمود (Getty)
+ الخط -
يُمكن القول "شتان بين هذا العام وعام 2012"، حول التعاطي الإعلامي المصري مع ذكرى محمد محمود. حيث تحولت التصريحات والمصطلحات المستخدمة لوصف الحراك الشبابي لإحياء الذكرى الثالثة كُليّاً. فبعد أن كانت التظاهرات بالنسبة للإعلام "مناهضة للقمع وللأجهزة الأمنية"، أصبحت هذا العام "أعمال عنفٍ وشغبٍ من تيّارات وحركات غريبة داعية إلى الفوضى".

تغيرات عدة خيّمت على الصفحات الأولى للصحف المصرية، أمس، وعلى حلقات البرامج التليفزيونية. فعلى سبيل المثال، نشرت صحيفة "اليوم السابع" خبراً عام 2013 في ذكرى أحداث محمد محمود الثانية، قالت فيه: "المجد لشهداء محمد محمود الذين سالت دماؤهم"... فيما نشرت هذا العام خبراً نصّه "القوات الخاصة تفضّ تظاهرةً في محمد محمود"، من دون الإشارة إلى أحداث أو شهداء!
ونشرت صحيفة "الوفد" عام 2013 خبراً تضمّن تصريحاً للمجلس العسكري، قال فيه "ندعو الشعب لتأبين الشهداء في محمد محمود"، فيما اكتفوا هذا العام بنشر التصريحات الأمنية واستعداد الأمن للتصدي لأي فعاليات.

أما قناة ontv التي اتسمت على مدار الأعوام الماضية بانحيازها ودعمها الكامل والواضح للثورة المصرية، وبعد أن كان أغلب ضيوفها من شباب الثورة والمصابين، وبعد استخدام القناة ومذيعيها مصطلحات مثل "الحركات الثورية" و"الأحزاب المعارضة"، و"القمع للحريات"، و"تعنّت الأمن"... نجد الآن أنّ كل هذا قد تلاشى، وحلّ مكانه تعبيرات أكثر عدائيّة مثلما صرّح أحد مذيعي برنامج "صباح أون": "أعمال العنف تسود شارع محمد محمود والأمن يتوعد لهم". مضيفاً، أنّ هناك تيارات مجهولة وشباباً متهوراً يسعى إلى نشر الفوضى وإحداث أعمال شغب منوهاً بكل فخر أنّ هناك خططاً أمنيّة لمجابهة العناصر المتطرفة!
تغييرات الإعلام السياسيّة الواضحة، خلقت حالةً من الاستياء لدى الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.
ودوّن أحدهم: "بقدرة قادر تحولنا من ثوار لمثيري رعب وشغب.. حسبي الله". وأضاف آخر: "إعلام السلطة هيعيش ويموت وهو مش فاهم حاجه ونسيوا إن المتطرفين اللي بيقولوا عليهم هم الأبطال اللي ضحوا بحياتهم علشان أمثالهم تعيش"، فيما قال آخر "نور عيون الجدعان انطفت وراحوا هباءً لشعب بيعبد الإهانه والذل".
المساهمون