تواصل تمدد تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام"، "داعش"، وهدد مؤخراً الأيزيديين الذين يمثلون أقلية سكانية بعد سيطرة التنظيم على مناطقهم في سنجار في الموصل التي باتت خالية من سكانها بعد هربهم إلى إقليم كردستان.
والأيزيدية مجموعة دينية نشأت في الشرق الأوسط يبلغ تعدادها نحو 500000 نسمة ، وهي متوزعة في دول العالم لكن أغلب منتسبيها يعيشون في الموصل ومنطقة جبال سنجار في شمال العراق، وينتمون عرقياً إلى أصول كردية ذات جذور هندو أوروبية، لكن ثقافتهم تعتبر خليطا من ثقافات عربية أشورية وسريانية، ويتحدثون اللغة الكردية التي تعد لغتهم الأم بالإضافة إلى العربية.
وعرفت الطائفة الأيزيدية كباقي المكونات الصغيرة في العراق بأنها مسالمة ولا تتدخل في شؤون غيرها، ونزح غالبيتها من مناطقهم نحو كردستان بعد اندلاع المواجهات بين عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" وقوات البشمركة الكردية التي كانت تسيطر على أمن سنجار التي تسكنها الطائفة الأيزيدية في الموصل.
وبرر رئيس إقليم كردستان، مسعود برزاني، خروج سنجار عن سيطرة قواته بعد انهزامها من قبل عناصر تنظيم "داعش" إلى الإمكانات المتواضعة التي تمتلكها قواته لمحاربة التنظيم.
وأكد في بيان له "وجود حراك مع الأطراف العراقية والدولية لإيجاد معالجة سريعة لأوضاع الأيزيديين النازحين في إقليم كردستان والمحاصرين في جبل سنجار"، مضيفاً "أننا مصرون على حماية الأيزيديين واستعادة كافة مناطقهم ولن يستطيع أحد إبادتهم".
من جانبها دعت ممثلة الطائفة الأيزيدية في البرلمان العراقي، النائبة فيان دخيل، المجتمع الدولي إلى التدخل لانقاذ الأيزيديين على وجه السرعة من جرائم تنظيم "داعش" الذي سيطر على قضاء سنجار.
وقالت في مؤتمر صحفي في مدينة أربيل، إن "الأيزيديين يتعرضون إلى كارثة حقيقية في قضاء سنجار، وقد قام تنظيم (داعش) الإرهابي بقتل الرجال واختطاف النساء"، مشيرة إلى أن "الأيزيديين يتعرضون لإبادة جماعية".
وأكدت أن "آلاف النساء والأطفال يقبعون في الجبال في ظل ظروف معيشية صعبة بدون طعام أو ماء وتحاصرهم جماعات (داعش) المسلحة".
وفي هذا الصدد، أعربت الأمم المتحدة، عن قلقها إزاء ما يلاقيه المحاصرون في جبال سنجار، وجاء ذلك في بيان للمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، نيكولاي ميلادنوف، الذي أكد أن "مأساة إنسانية تحدث في مدينة سنجار بعد سيطرة مسلحي (الدولة الاسلامية) عليها".
ولفت ميلادنوف، إلى أن "التقارير تشير إلى أن الناس الذين أجبرهم تنظيم (الدولة الاسلامية) على الفرار يصل عددهم إلى 200 ألف نسمة".
من جانبه، قال الناشط في مجال حقوق الإنسان، منذر سعيد، لـ "العربي الجديد"، إن "حراكاً كبيراً انتهجه ناشطون ومنظمات المجتمع المدني في بغداد وإقليم كردستان شمل محورين داخلي وخارجي"، موضحاً أن "الحراك الداخلي يشمل توحيد الجهود المحلية لتقديم المساعدة للنازحين من قرى سنجار، والخارجي من خلال الاتصال بالمنظمات العالمية سعياً إلى كسب التأييد العالمي لكبح جماح تنظيم (داعش)".
وأكد سردار قاسو، أحد الأيزيديين النازحين لـ "العربي الجديد"، "ارتكاب تنظيم (داعش) مجازر بحق الأيزيديين"، مضيفاً أن "العائلات التي لم تهرب من منازلها في سنجار تعيش كارثة لا توصف".
وأوضح أن "عناصر تنظيم (داعش) قتلوا الكثير من الرجال واعتدوا جنسياً على النساء، لافتاً إلى أن "النازحين يتعرضون لظروف قاسية بسبب عدم توفر الغذاء والماء والدواء"، مشدداً على أن "ما يصلنا من ماء ومواد غذائية لا يسد حاجة جميع النازحين وعلى الحكومة العراقية وحكومة كردستان التعاون لأجل إنقاذنا".