الأقصى: توغل أمني إسرائيلي تمهيداً لإحكام السيطرة

19 مايو 2015
الاحتلال يتحكم في كل صغيرة وكبيرة داخل المسجد (Getty)
+ الخط -
أثار تعاظم السيطرة الأمنية الإسرائيلية على المسجد الأقصى، في الآونة الأخيرة، حالة من القلق والخوف الشديدين في الداخل الفلسطيني، خصوصاً بعد محاولات الاحتلال الإسرائيلي فرض واقع جديد في المسجد.

وأوضح مدير التعليم والتأهيل في المسجد الأقصى، ناجح بكيرات، لـ"العربي الجديد"، أن الاحتلال نقل معركة السيطرة على الأقصى من البوابات إلى الساحات، وبات يتحكم فعلياً في كل صغيرة وكبيرة داخل المسجد، إلى درجة أنه بات يتحكم فيها بحركة سدنة وحراس الأقصى وحتى موظفيه.

اقرأ أيضاًإبعاد مسنين عن الأقصى بتهمة التصدي لاقتحامات المستوطنين

ولفت بكيرات، إلى أن الاحتلال ذهب، خلال الأعوام القليلة الماضية، إلى أبعد من ذلك بإصدار مئات أوامر المنع والإبعاد عن المسجد الأقصى، بعدما شرع فيها في عام 2007 بعد هدم تلة المغاربة، وبلغت ذروتها العام الماضي ومطلع العام الجاري.

وبالتزامن مع هذا الواقع الميداني الذي فرضته سلطات الاحتلال داخل ساحات الأقصى، وتمكن المستوطنين من اقتحامه، يومياً، والاعتداء على حراسه والمصلين فيه، فرضت سلطات الاحتلال منظومة مراقبة أمنية مشددة على أبوابه والأسوار المحيطة به من خلال تركيب نحو مئة كاميرا للمراقبة تطل جميعها على ساحات المسجد، إضافة إلى نصب أسلاك شائكة وكشافات إضاءة ضخمة فوق الأسوار وعلى أسطح العقارات والمباني العالية المطلة على المسجدين القبلي والمرواني ومسجد الصخرة المشرفة.

ولم تكتف سلطات الاحتلال بنصب كاميرات مراقبة على ساحات الأقصى، بل زرعت أعمدة حديدية كبيرة وعالية جداً على امتداد سفوح جبل الطور، ما سيمكن من كشف كل مساحات المسجد بشكل دقيق جداً.

وفي ما يعتقد أن الاحتلال افتتح، أخيراً، مركزاً لشرطته داخل باحات المسجد، قال مسؤول الإعلام والعلاقات العامة في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، فراس الدبس، لـ"العربي الجديد"، إن "ضباطاً كباراً في شرطة الاحتلال، قاموا بزيارة مبنى قديم في ساحة الصخرة المشرفة، حولته شرطة الاحتلال مركزاً لعناصرها قبل أكثر من عشرين عاماً، وعقدوا اجتماعاً داخله، لكن لم تجر أية مراسم احتفالية، كما أشاعت الخبر، اليوم الثلاثاء، وسائل إعلامية عدة".

وكان مركز شرطة الاحتلال داخل الأقصى، تعرض في مطلع انتفاضة الأقصى، لهجوم من آلاف المصلين الفلسطينيين الغاضبين، الذين روعتهم مجزرة الاحتلال ضد إخوانهم المصلين في 29 سبتمر/أيلول من عام 2000، بعد الاقتحام العنيف للمسجد من وزير الحرب الإسرائيلي آنذاك أرييل شارون.

وتمكن المصلون، في حينه، من إحراق المركز، وإلحاق أضرار فادحة به، قبل أن يعاد ترميمه وصيانته، وتعود شرطة الاحتلال لمزاولة عملها فيه حتى اليوم.

وبالإضافة إلى مركزها في ساحة الصخرة المشرفة، افتتحت قوات الاحتلال مراكز شرطية عدّة بالقرب من بواباته مع اندلاع انتفاضة الأقصى، من أبرزها: مركز عند مدخل باب الأسباط، ومركز آخر قرب باب السلسلة، ومركزها الضخم في ساحة البراق، بينما يتخذ المئات من عناصر حرس الحدود والوحدات الخاصة من المدرسة التنكزية عند مدخل باب السلسلة مقراً لهم داخل هذه المدرسة.

اقرأ أيضاًدعوات يهودية لاقتحام الأقصى في ذكرى تأسيس دولة الاحتلال