مشروع 2025.. برنامج للمحافظين لإحداث تغيير جذري في الولايات المتحدة

17 يوليو 2024
ملصقات في ميلووكي تندد بمشروع 2025، 13 يوليو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تبنّى الحزب الجمهوري برنامجه للانتخابات الرئاسية، مع التركيز على "مشروع 2025" الذي أعده مقربون من ترامب، ويشمل إصلاحات جذرية وتعيين محافظين متشددين.
- يثير المشروع استهجان معارضي ترامب بسبب سياساته السلطوية واليمينية المتطرفة، مثل مراقبة الإجهاض وإنهاء برامج الطاقة النظيفة.
- نأى ترامب بنفسه عن المشروع، لكن الديمقراطيين يتهمونه بمحاولة إخفاء صلاته به، وجعل جو بايدن من المشروع عنصراً أساسياً في حملته الانتخابية.

تبنّى الحزب الجمهوري مطلع الأسبوع برنامجه للانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، إلا أن خريطة طريق أخرى غير رسمية وأكثر راديكالية أعدها مقربون من المرشح دونالد ترامب، هي التي يتركز عليها كل الاهتمام. وأطلق على هذا البرنامج مشروع 2025 ويقع في 887 صفحة وأعدته مؤسسة هيريتيدغ وهي مؤسسة فكرية محافظة مؤثرة في الولايات المتحدة.

تنص الخطة خصوصا على إصلاح وضع الموظف الحكومي الفيدرالي الذي كان حتى الآن محميا الى حد كبير من التناوب في السلطة السياسية، ما قد يتيح لترامب، في حال عودته إلى البيت الأبيض في 2025، تعيين محافظين متشددين موالين له في مناصب أساسية. ويقترح النص أيضا إعادة هيكلة الوكالات الفيدرالية من أجل تركيز السلطة التنفيذية في أيدي البيت الأبيض وبالتالي إفساح المجال أمام تطبيق سياسة محافظة جدا بشأن مواضيع تراوح بين الهجرة والإجهاض.

ويثير هذا البرنامج استهجان معارضي الرئيس الجمهوري السابق الذين يرون فيه مجموعة من الأفكار السلطوية واليمينية المتطرفة. ومن بين الإجراءات التي تلاقي أشد الانتقادات من اليسار، تلك الهادفة إلى إنشاء "مراقبة للإجهاض" على مستوى الولايات وحظر حبوب الإجهاض المستخدمة في غالبية حالات الإجهاض والحد من استخدام حبوب منع الحمل الطارئة. ومن هذه الإجراءات أيضا، تلك الهادفة إلى إنهاء كل برامج الطاقة النظيفة وتشجيع استغلال أوسع للوقود الأحفوري.

تقارير دولية
التحديثات الحية

ترامب ينأى بنفسه عن مشروع 2025

وقال كيفن روبرتس رئيس مؤسسة هيريتيدغ في مطلع يوليو/ تموز: "نحن نتجه إلى ثورة أميركية ثانية تحصل بدون إراقة دماء، إذا لم يتصد لها اليسار"، وذلك في تعليقه على قرار المحكمة العليا الأخير الذي اعترف بحصانة واسعة النطاق للرئيس السابق. وهي تصريحات ندد بها قسم كبير من الطبقة السياسية.

في مواجهة الجدل المحيط حول مشروع 2025، نأى ترامب بنفسه عن النص قائلا على شبكته للتواصل الاجتماعي تروث سوشال: "لم أره، وليست لدي أي فكرة عمن يقف وراءه" معلناً أن البرنامج المدعوم من الحزب الجمهوري "لا علاقة له" بذلك الذي أعده مركز الأبحاث هذا. وفي 2022، وخلال عشاء نظمته هذه المؤسسة، أعلن الملياردير الأميركي أن العمل الذي نفذته هذه المنظمة آنذاك يطرح الأسس "لما ستفعله حركتنا" خلال ولاية ثانية.

وبحسب وكالة فرانس برس، فإنه إذا "كانت خريطة الطريق التي أقرت خلال مؤتمر الحزب الجمهوري في ميلووكي تعرض مواقف أكثر اعتدالا لا سيما بشأن الإجهاض، فإن مشروع 2025 يتناول الكثير من الأفكار التي طرحها دونالد ترامب. على سبيل المثال، الطموح المتمثل بتفكيك وزارة التعليم وإصلاح الحكومة الفيدرالية التي يقال إنها تستغل لمحاربة المحافظين، أو حتى تنفيذ اعتقالات أو عمليات ترحيل جماعية لمهاجرين في أوضاع غير نظامية".

ولم يتوان منافسه الديمقراطي جو بايدن في جعل خريطة الطريق هذه عنصرا أساسيا في حملته، متهما دونالد ترامب بمحاولة إخفاء صلاته بهذا المشروع الذي، بحسب قوله، يتضمن ما "يخيف" جميع الناخبين. يذكر الديمقراطيون الكثير من أعضاء الدائرة المقربة من قطب العقارات الجمهوري، كانوا على ارتباط أو شاركوا في صياغة مشروع 2025 من بين هؤلاء ستيفن ميلر المستشار الرئيسي السابق لدونالد ترامب وبن كارسون وكريستوفر ميلر، العضوان السابقان في إدارته.

في ميلووكي حيث يعقد حاليا المؤتمر العام للحزب الجمهوري، علق الحزب الديمقراطي حوالى عشرة ملصقات تندد بـ"البرنامج الرهيب لمشروع 2025" الذي يطرحه دونالد ترامب ومرشحه لمنصب نائب الرئيس جاي دي فانس. وقال متحدثون باسم مؤسسة هيريتيدغ في ميلووكي الاثنين إن تعليقات الديمقراطيين ترقى الى مستوى "تضليل إعلامي". واعتبر هؤلاء أن اليسار الأميركي يدعم "الدولة العميقة" - وهي كيان غامض يعمل بحسب رأي مؤيدي نظريات المؤامرة في كواليس الحكومة، وهذا هو بالضبط ما "يستهدفونه" من خلال هذا البرنامج.

(فرانس برس)