الأطفال أمام التلفزيون..بين المسموح والممنوع

23 فبراير 2016
الطفل يخلط بين الواقع والخيال (GETTY)
+ الخط -
تكثر الدراسات والمقالات المتخصصة التي تتناول مضار التلفزيون على الأطفال على اختلاف أعمارهم، لتعطي الأهل المزيد من التفسيرات التي توضح لهم أسباب تلك المضار، وتخرج بنصائح ترشدهم إلى كيفية الموازنة بين عمر الطفل والوقت المسموح له بقضائه أمام الشاشة.

فالمجلس الأعلى للوسائل السمعية البصرية في فرنسا، الذي نظم حملة للتوعية بخصوص ضبط مشاهدة الأطفال للتلفزيون، الأسبوع الماضي، يعتبر أن "التلفزيون وسيلة غير مناسبة للأطفال دون عمر ثلاث سنوات، لأنه يبطئ تطورهم، بما فيها تلك القنوات المخصصة لهذه الأعمار".


الأطفال دون سن ثلاث سنوات

ويبرر المجلس موقفه بأن الطفل بعمر ثلاث سنوات وما دون ينمو من خلال تفاعله مع العالم من حوله، "ولكي يتاح للطفل تطوير قدراته لا بد له من استخدام حواسه الخمس، وباعتماده بشكل أساسي على العلاقة مع الكبار في تلبية متطلباته واحتياجاته والرد على أسئلته واختبار انفعالاته، ودعمه في المواقف والحالات التي يمر بها ويعيشها لحظة بلحظة". ويشير إلى أن تعرض الطفل للصور المتتابعة على شاشة التلفزيون لا يوفر له هذا النوع من التفاعل، واصفاً الأمر بالتلقي "السلبي".

ويلفت المجلس إلى انجذاب الطفل قبل عمر تسعة أشهر إلى كل ما هو متحرك. وعندما يصبح قادراً على الحركة يؤشر إلى الأشياء ويلمسها. وعندما يتخطى تسعة وأشهر وحتى حدود السنة والنصف يقلد الحركات والأصوات التي يسمعها من دون فهم معناها، ومع بلوغه السنتين يتمكن من ربط الكلمات بالأشياء ويصبح قادراً على فهم العبارات الأساسية.

ويوضح بأن "لدى الناس اعتقادا بأن للتلفزيون تأثير مهدئ على الأطفال الصغار جداً، فعند رؤية عيونهم معلقة بالصور التي تعبر أمامهم، والمترافقة مع الأصوات الصادرة من الجهاز، والتي لا تعني لهم شيئاً، يتولد الوهم عند الكبار بأن طفلهم بعمر الأشهر يتفاعل بهدوء مع التلفزيون"، مضيفاً أن الانفعال والإثارة التي تصدر عن المشاهدين الصغار جداً بعد الهدوء يسيء الكبار فهمها ما يدفعهم إلى إبقاء أطفالهم فترات أطول أمام الشاشات، ما يزيد من التأثيرات الضارة على نموهم وتطورهم".

اقرأ أيضاً: الساعات الطويلة أمام الشاشات تعرّض الصغار للاكتئاب


بين عمر ثلاث وست سنوات

ويعتبر المجلس الفرنسي أن الحلقات التلفزيونية والبرامج المخصصة للأطفال من عمر ثلاث سنوات إلى ست سنوات تحفز قدرات بعضهم، فتنشط ذاكرتهم وتدربهم على معرفة الحروف الأبجدية والأرقام الأولية والألوان، منبهاً إلى أن فترة التركيز الكلي للطفل في هذا العمر لا تتجاوز عشر دقائق، من هنا يحذر من إبقاء الأطفال الأصغر سناً فترات تساوي أو تزيد على تلك المدة.

وينصح بإعطاء الأطفال بين 3 و6 سنوات "استراحات" تبعدهم عن الشاشة كل 10 دقائق، منبهاً إلى ضرورة مراقبة ومجالسة الأطفال أثناء مشاهدة التلفزيون ومحاورتهم بشأن ما يُعرض أمامهم، لأن الصغار بهذه الأعمار لا يميزون بين الحقيقة والخيال، وقد يظنون أن الصور المخيفة والمشاهد الخيالية أمر واقعي، كما لا يجدون الكلمات التي تساعدهم على التعبير عن مشاعرهم حيالها أو تفسيرها.


المسموح للأطفال دون 10 سنوات

ويتكيف الأطفال دون ثماني سنوات مع برامج الرسوم المتحركة والأفلام الخاصة بالأطفال والبرامج التربوية والوثائقية فقط دون غيرها على حد تعبير المجلس، ويطالب الآباء والأمهات بعدم إبقاء أطفالهم أمام الشاشات عند حضور نشرات الأخبار لأنها تتضمن مشاهد عنف حقيقية، والتي تؤثر فيهم أكثر من المشاهد الخيالية المماثلة. ويشدد على إتاحة البرامج الجماهيرية العامة للأطفال بين 8 و10 سنوات وتشجيعهم على متابعتها.

اقرأ أيضاً: مبادرة تعليمية لأطفال اللجوء من "تلفزيون ج" و"أونروا"
المساهمون