الأطراف الليبية.. تقارب في عمان وسباق إلى موسكو

29 يونيو 2016
تتجه مسقط للعب دور الوساطة في الأزمة الليبية(فيسبوك)
+ الخط -

وصل رئيس برلمان طبرق عقيلة صالح، الإثنين، إلى العاصمة العمانية مسقط، بناء على دعوة من السلطنة. ورافق صالح في هذه الزيارة وفد عالي المستوى، يضم رئيس مؤسسة النفط التابعة للبرلمان، إضافة إلى 14 عمدة من عمداء القبائل الموالية للبرلمان في المنطقة الشرقية.

والتقى صالح ومرافقوه لدى وصولهم إلى مسقط، بوزير الخارجية يوسف بن علوي، وعدد من المسؤولين هناك، وبحسب تصريحات مستشار صالح الإعلامي، فتحي المريمي، فإن رئيس البرلمان قدم للمسؤولين في السلطنة شرحاً عن دور القبائل في إحلال السلام في ليبيا، وهو الدور الذي أكّد أهميته المبعوث الأممي لدى ليبيا، مارتن كوبلر الذي التقى رئيس البرلمان في مسقط، مساء أمس الثلاثاء.

وبحسب المريمي، فإن السلطنة ناقشت مع الوفد الليبي، الاختلاف حول الاتفاق السياسي ومخرجاته، وسبل وضع حلول سياسية تتلاءم مع الأزمة، والتأكيد على دور القبائل.

بدوره، وصف كوبلر لقاءه برئيس برلمان طبرق، في تدوينة على صفحته، بـ"البنّاء والصريح"، مشدداً على ضرورة "الاستماع إلى زعماء القبائل، وإشراكهم في وضع حلول سياسية". كما أوضح أنّه اتفق مع صالح على "ضرورة التقدم سياسياً، من أجل تنفيذ الاتفاق السياسي".

ويبدو أن السلطنة التي التزمت مبدأ الحياد حيال الأزمة الليبية، طيلة السنوات الماضية، ساعد موقفها اليوم على أن تكون وجهة لليبيين في أكثر من مرة، إذ استضافت في إبريل/نيسان الماضي، أعضاء هيئة صياغة الدستور للوصول إلى تفاهمات بينهم، بعد سلسلة من الاستقالات شهدتها الهيئة.

إلى ذلك، يرى مراقبون للشأن الليبي، أن تحرك السلطنة من جديد، قد يكشف عن ظهور مؤشرات إيجابية في ثنايا الأزمة، تدفع إلى الوصول  لتسوية للخلافات حول الاتفاق السياسي.

وبحسب المراقبين، فقد تكون سلطنة عمان مدفوعة من أطراف إقليمية ودولية، للعب دور في ليبيا، بناء على مواقفها المحايدة، مما يعزز من إمكانية قبولها كطرف وسيط.

وسبق أن تحدث مسؤولون ليبيون مطلع فبراير/شباط الماضي، عن وساطة عمانية للسعي إلى عقد لقاء بين رئيس البرلمان ورئيس المؤتمر الوطني، نوري أبوسهمين، من أجل إقناعهما بضرورة الموافقة على بنود ومخرجات الاتفاق.

دبلوماسياً أيضاً، تزامنت زيارة عقيلة صالح مع زيارتين إلى موسكو، الأولى قام بها الإثنين اللواء المقاعد خليفة حفتر، أمّا الثانية فكانت، أمس االثلاثاء، لنائب رئيس المجلس الرئاسي، أحمد معيتيق.

وقد أوضح سفير روسيا لدى ليبيا إيفان مولوتكوف، أن حفتر ناقش مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، إمكانية بيع روسيا السلاح للقوات الموالية للبرلمان، بينما اكتفى بالإعلان عن وصول معيتيق إلى موسكو من دون الكشف عن تفاصيل أسباب زيارته.

ورغم الموقف المتصلب للبرلمان تجاه الاتفاق السياسي والمجلس الرئاسي، إلا أن تصريحات حفتر، أخيراً، حول قبوله بالتفاوض مع المجموعات المسلحة في مصراته وطرابلس، أشارت إلى ما يشبه انفراجة في مواقف حفتر وأحلافه السياسيين، والتي ربما قد تفضي إلى تفاهمات تقود إلى تسوية حول الاتفاق السياسي.