واصل المعلمون في المدارس الحكومية الأردنية اليوم الاثنين، إضرابهم المفتوح لليوم الثاني على التوالي، استجابة لقرار نقابة المعلمين، وبعد فشل الوساطة التي يبذلها مجلس النواب للوصول إلى تفاهمات مع الحكومة.
وخلت المدارس الحكومية من الطلبة إلا من أعداد قليلة منهم، ما لبثوا أن عادوا لمنازلهم بعد انتهاء الطابور الصباحي، في حين التزم المعلمون والمعلمات بالدوام في المدارس دون التوجه للغرف الصفية.
ويعم الإضراب العام كافة المدارس الحكومية الأردنية بعد إعلان نقابة المعلمين السبت الماضي عن انطلاق الإضراب المفتوح حتى تحقيق المطالب، وهي تحسين الأحوال المعيشية للمعلمين عبر صرف علاوة قدرها 50 في المائة على الراتب الأساسي، إضافة إلى اعتذار الحكومة عن "إهانة كرامة المعلمين" إثر تعرض رجال الأمن لهم في اعتصامهم يوم الخميس الماضي.
وفي سياق متصل، كشف مصدر نيابي عن لقاء رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة اليوم الاثنين، مع نقيب المعلمين ناصر النواصرة في دار مجلس النواب. وبحسب المصدر، أكد الطراونة خلال اللقاء أهمية تغليب لغة الحوار، باعتباره السبيل الأفضل لحل مختلف العقبات.
وأشار إلى ما جاء في لقاء العاهل الأردني عبد الله الثاني أمس، مع شخصيات سياسية واقتصادية وإعلامية بأن يكون الهدف دائما الحفاظ على مصلحة الطلبة من خلال الحوار المسؤول.
ووصف المصدر اللقاء بـ"الإيجابي"، مستدركا أن رئيس مجلس النواب لم يحمل أي دور وساطة بقدر ما كان يسعى إلى تقريب وجهات النظر، والتعامل مع الملف من جوانبه كافة، بخاصة المالية منها، موضحا أن موازنة السنة المالية الحالية مُقرة، والمجلس تنتظره استحقاقات موازنة بعد أشهر.
من جهته، قال الناطق الإعلامي باسم نقابة المعلمين نور الدين نديم، أن لقاء رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة مع النقيب النواصرة في مجلس النواب، لبحث آخر المستجدات انتهى بدون نتائج أو حلول.
وأعلن نديم في تصريحات سابقة اليوم، أن النقابة تثمن الرسالة الملكية، مشيراً إلى استعداد النقابة للجلوس على أي طاولة حوار حقيقية من دون شروط. وبيّن نديم أن "هنالك ميدان محتقن وناس يشعرون بأن هيبتهم وكرامتهم مُست"، مضيفا "الحكومة لم تقدم اعتذاراً للمعلمين لتهدئة الأجواء". وطالب بتهدئة "الإعلام الرسمي والمنابر الإعلامية الرسمية".
وقال "التجييش من جميع الأطراف يمس بالسلم الأهلي ويجب أن نتحمل مسؤولياتنا الوطنية، فالمرحلة حساسه وخطيرة، وموضوع خلاف مهني آني لحظي يتحول لمسألة وطنية كبيرة ومسألة دولية وعالمية".
وأضاف نديم "نحن نريد تطويق الأزمة بكل بساطة ولا يمكن تطويقها إلا بالحوار كما أمر الملك، ونحن جاهزون للحوار". وتساءل "هل هنالك داع لوساطة تجذب المعلم والوزارة لطاولة الحوار، مع تثمين وساطة النواب وجهود رئيس لجنة التربية في مجلس النواب مشكورة".
وجددت وزارة التربية والتعليم دعوتها للحوار مع نقابة المعلمين الأردنيين، اليوم الاثنين. وقال الناطق باسم وزارة التربية والتعليم وليد الجلاد، أن طاولة الحوار هي أساس التفاهم والاتفاق.