الأخطر من فشل قمة طهران على إدلب

09 سبتمبر 2018
خشية من عملية واسعة بإدلب (عبد القادر أبو صالح/الأناضول)
+ الخط -


عادت المخاوف من عملية عسكرية بقيادة روسيا على محافظة إدلب شمال غربي سورية، وذلك بعد فشل قمة طهران في التوصل إلى اتفاق بين زعماء الدول الثلاث الضامنة اتفاقيات خفض التصعيد في سورية "روسيا وإيران وتركيا"، حول حل سلمي يجنّب المحافظة عملاً عسكرياً، في ظلّ إصرار روسيا على مواجهة التنظيمات المتهمة بالتطرف في المحافظة من خلال عملية عسكرية. ومما عزز مخاوف السكان من تفجر الأوضاع في المحافظة، التصريحات الغربية التي تصبّ جميعها في خانة إعطاء الضوء الأخضر لروسيا والنظام للقيام بعمل عسكري، شرط عدم استخدام السلاح الكيميائي ومحاولة تجنيب المدنيين المزيد من المجازر.

إلا أن التطورات الأخيرة التي حصلت على المستوى السياسي سواء لناحية مخرجات قمة طهران، أو لناحية المواقف الدولية تجاه العملية العسكرية التي صدرت خلال جلسة مجلس الأمن، يوم الجمعة الماضي، كلها وإن كانت توحي بذهاب الأمور نحو التصعيد، إلا أن تنفيذ عملية واسعة في المحافظة، في حال قامت بها روسيا، سيتم تحت وطأة مجموعة من المعطيات التي تضغط على موسكو، كموضوع إعادة إعمار المناطق التي يدمّرها الطيران الروسي وطيران النظام، والذي يحتاج إلى موافقة غربية صريحة عليه، بالإضافة إلى ملف إعادة اللاجئين الذي طرحته روسيا، وموضوع الكلفة الاقتصادية للحرب، التي أثقلت كاهل الروس، وموضوع توريط روسيا في جرائم حرب في سورية، وإمكانية ملاحقتها دولياً من قبل الغرب في هذا الملف، بالإضافة إلى الموضوع الأهم بالنسبة إلى الروس وهو الحفاظ على حالة التوافق مع تركيا على حساب تراجع علاقة الأخيرة مع الولايات المتحدة، والذي من الصعب أن تضحّي به موسكو من أجل عملية في إدلب. لذلك، من المرجح أن يستمر الروس بالضغط على تركيا من أجل حل مشكلة النصرة ومثيلاتها وتفضيلها حلاً سلمياً على العملية العسكرية.

إلا أن الموضوع الأكثر خطورة من كل التصعيد الحاصل على محافظة إدلب هو أداء الفصائل المعتدلة التي انضوت تحت اسم الجبهة الوطنية للتحرير، والتي من المفترض أن تحافظ على ثبات مواقفها من "هيئة تحرير الشام" وعدم السماح بإنجاح مخطط النصرة، الساعي إلى وسم كل فصائل المعارضة بالإرهاب من خلال دعواتها إلى الاندماج معها أو استمالة بعض فصائلها للاشتراك معها بغرفة عمليات مشتركة، حينها فقط ستكون عملية واسعة ضد إدلب أمراً واقعاً لا مفرّ منه.