افتتح صباح اليوم معرض "أختام من جزيرة فيلكا" في مجمع "الأفينور" في الكويت ويتواصل لمدة ثلاثة أيام يُستعاد من خلالها جانب من حضارة دلمون التي عرفتها المنطقة في الألف الثالث قبل الميلاد.
ومن المعروف أن الأختام الدلمونية اكتُشفت في مواقع أثرية على أرض جزيرة فيلكا منذ عام 1958 واستمرت الاكتشافات هذه حتى 2010، حيث عُثر على 700 ختماً، في ثلاث مناطق غنية بالآثار، وهي: "تل سعد" ويُعرف باسم ف 3، و"تل سعيد" ويُعرف باسم ف 5، وموقع ف 6 وفيه آثار قصور والمعبد البرجي.
الأختام المعروضة تكشف عن جوانب من ثقافة "أرض دلمون"، فتتيح التعرّف على المواد الخام المستخدمة وأنواع الدمغات التي تعبر عن هذه الثقافة من جانب طقوسي وديني واجتماعي، إذ تتنوّع أشكال الأختام فنجد دمغات دائرية دلمونية يظهر عليها نقوش مختلفة، وأختام غير مكتملة الصنع، ودمغة أخرى لختم اسطواني، وأختام سوداء صابونية مستطيلة الشكل أو دائرية أو هرمية، ومنها ما هو مصنوع من الحجر الصابوني ذي الوجهين، وثمة أختام من المرمر، أو رمادية مدببة، أو مستديرة من الصدف، إلى جانب ختم من العقيق الاخضر محاط ببرواز من الذهب، وهناك أختام من الحجر الأبيض.
من علماء الآثار من يعتقد أن هذه ليست أختاماً بل تعاويذ وأن في نقوشها قصة ما، يزيد من الغموض حولها أن المادة الخام الأصلية لهذه الأختام لم تكن متوفرة سوى في اليمن، وأن لهذه الاختام مصدراً دينياً كونها قد وجدت في الكثير من المعابد.
وعادة ما يجري ربط الأختام الدائرية بحضارة دلمون والأسطوانية بالحضارات السومرية والبابلية والكاشية والعيلامية، أما الأختام المربعة الشكل فتنسب الى حضارة وادي السند.
ويُجمع علماء الآثاء على وجود ثلاثة أنماط من الأختام الدلمونية، التي قاموا بتصنيفها وفقاً للزمن، فهناك أختام دلمون المبكرة، وأختام دلمون الوسطية أو الانتقالية، وأختام دلمون المتأخرة، وهناك تقسيمات فرعية تندرج تحت تلك التصنيفات الأساسية.
من جهة أخرى، عبّرت النقوش الدلمونية عن أوجه التقارب بين الحضارة المصرية القديمة وحضارة دلمون خاصة في ما يتعلق بالعقائد الدينية والرموز المقدسة وآلهة الطبيعة من الشمس والقمر والثعابين والغزلان والثيران، حيث عرف البلدان حضارتيهما عن طريق التبادل التجاري البحري عبر البحر الأحمر واليمن وحضرموت وعمان الي جانب طرق التجارة البرية عبر القوافل.