أصاب الارتباك سوق السياحة الدولية عقب الإعلان عن انهيار شركة "توماس كوك" البريطانية العملاقة، وتحركت حكومات عدة لإنقاذ مسافريها العالقين في المطارات الدولية.
فقد تضرر نحو 6500 شخص من إلغاء الرحلات الجوية من مقاصد العطلات في دول شمال أوروبا وإليها. وأصابت المقاصد السياحية حالة شلل، عقب إعلان شركة السياحة والسفر أنها تقدمت بطلب لتصفية الشركة.
وجرى تعليق جميع الرحلات الجوية التابعة لطيران "توماس كوك إيرلاينز إسكندنافيا"، مما أضر بالمسافرين من الدنمارك وفنلندا والنرويج والسويد، وإليها، وفقاً لما ذكرته شركة "فينج" التابعة لمجموعة "توماس كوك".
وقالت شركة "برافو تورز" الدنماركية للسياحة إنها ستسعى لمساعدة السائحين العالقين وتقديم "المقاعد المتاحة لديها"، وفقاً لما قاله المتحدث باسم الشركة، ستيج الينج، لوكالة الأنباء الدنماركية "ريتزاو".
وفي تركيا، أعلنت وزارة الثقافة والسياحة أنها سوف تقدم "دعماً ائتمانياً" للشركات المتضررة من انهيار شركة توماس كوك البريطانية للسياحة.
وقالت الوزارة إنه سوف يبدأ تقديم الدعم في أقرب وقت ممكن بالتنسيق مع وزارة الخزانة والمالية. وأشارت الوزارة إلى أن 21033 سائحاً تابعين لمجموعة توماس كوك يقضون عطلاتهم في تركيا حالياً.
وقال رئيس اتحاد الفنادق التركية، اليوم، إن انهيار "توماس كوك"، التي تعد أكبر شركة سياحية في العالم، قد يعني حرمان تركيا من نحو 700 ألف سائح يزورونها سنويا.
ويشكل هذا الرقم نحو 1.6% من إجمالي السياح الذين استقبلتهم تركيا في 2018، ووفقا للبيانات فقد زار تركيا العام الماضي ما يقارب 46 مليون سائح.
وفي اليونان، أعلنت وزارة السياحة اليونانية الإثنين، أنه يتم إعداد أول دفعة من الرحلات الجوية لنقل السائحين العالقين في البلاد، وقالت الوزارة إن أول 15 رحلة جوية سوف تنقل السائحين من جزر كوس وكورفو وزاكينثوس. وتنص الخطة على نقل نحو 22 ألف سائح من اليونان على مدار الأيام الثلاثة المقبلة. وتقطعت السبل بنحو 50 ألف سائح في اليونان.
وبحسب الوزارة اليونانية، فإن "الانهيار المالي لتوماس كوك تطور مؤسف للسياحة الأوروبية بأكملها، كما أنه يؤثر على السوق اليوناني".
وتعمل السلطات اليونانية مع جميع الأطراف للتوصل لحل، كما أنه تمت إقامة مركز أزمة لمساعدة السائحين. ومن المقرر أن تلتقي وزارة المالية اليونانية بالشركات السياحية اليونانية المتضررة من انهيار توماس كوك.
وفي بروكسل، أعلن فرع شركة "توماس كوك" البريطانية في بلجيكا، أنه يواصل حجوزاته ورحلاته بشكل طبيعي في محاولة "للحدّ من تأثير" إفلاس الشركة.
وقالت شركة توماس كوك بلجيكا في بيان، الإثنين، إنها تجني أرباحاً مع استخدام 700 ألف سائح لخدماتها كل عام، بحسب ما نقلته صحيفة "ذا صن" البريطانية. وذكرت أنها "تبحث حاليًاً خيارات للحدّ من تأثير إفلاس المجموعة على موظّفيها وعملائها".
وأضافت الشركة أن العملاء الذين أجروا حجوزاتهم عبر توماس كوك بلجيكا أو شريكها المحلي "نيكرمان Neckermann" لن تكون لديهم مشكلة، لأنهم مشمولون بصندوق ضمان السفر الذي يغطي أي تكاليف في حالات الطوارئ.
وذكرت مجموعة بلو سكاي، التي تعد وكيلا لـ "توماس كوك"، في بيان اليوم، أن الحجوزات الملغاة، تمتد حتى إبريل/نيسان 2020.
ومن المتوقع أن يعلن العديد من الشركات السياحية حول العالم عن إلغاء حجوزات للسياح تعود للمجموعة العالمية العاملة في 16 بلدا.
وقد وصفت مصادر قريبة الصلة بالشركة في مصر إعلان توماس كوك إفلاسها بالمربك لحركة الحجوزات فى أسواق دول غرب أوروبا لمصر على الأقل لمدة شهرين، لحين دخول شركات جديدة محلها والتسويق مجدداً للمقصد المصري.
وأضافت: "توماس كوك لا يتوقف نشاطها على عمليات التفويج لمصر، إذ إن الشركة تسوق وتدير، ولديها شراكات مع مستثمرين مصريين لإقامة فنادق فى الفترة الأخيرة بمنطقة البحر الأحمر".
وقدرت المصادر حصة الشركة من السياحة الوافدة لمصر سنوياً بين 7 و%10، وكانت تجرى محاولات لزيادتها إلى %15 وزيادة التدفقات من بريطانيا خاصة إلى مناطق البحر الأحمر.
وفي تونس، قال وزير السياحة التونسي روني الطرابلسي، الإثنين، إنه سيعقد اجتماع أزمة اليوم مع السفارة البريطانية وأصحاب الفنادق لمناقشة كيفية تسديد الديون، مشيرا إلى أن توماس كوك تدين للفنادق التونسية بمبلغ 60 مليون يورو (65.9 مليون دولار) عن إقامة سياح في يوليو/ تموز وأغسطس آب، مضيفا أن 4500 عميل من الشركة ما زالوا في البلاد يقضون عطلاتهم.