وبحسب ما أعلنت اللجنة العسكرية العليا، فإنّ الاجتماع يأتي لبحث تفعيل القيادة العسكرية الموحدة التي تم إقرار إنشائها في القمة الخليجية الرابعة والثلاثين في الكويت عام 2013، ودراسة إنشاء الأكاديمية الخليجية للدراسات الاستراتيجية والأمنية، وتفعيل مشروع الاتصالات المؤمنة داخل دول مجلس التعاون الخليجي.
وفي أثناء الاجتماع المفتوح الذي دام لمدة 20 دقيقة، وسمح لوسائل الإعلام بحضوره، قال رئيس الأركان العامة للجيش الكويتي ورئيس الجلسة الفريق ركن محمد الخضر، إنّ "ما تمر به المنطقة من تحديات وأحداث متسارعة، يحتم الحفاظ على الروابط الخليجية، ورصّ الصفوف وتضافر الجهود من أجل المحافظة على الكيان والنأي عما يعكّر الوحدة الخليجية"، في إشارة منه إلى الأزمة الخليجية وحرب اليمن، فضلاً عن الاضطرابات في العراق وإيران، بعد العقوبات الأميركية المفروضة عليها أخيراً.
وكان مساعدو رؤساء الأركان قد اجتمعوا، يوم السبت الماضي، للتحضير لهذه القمة، لكن اجتماعهم لم يخرج بنتيجة حقيقية أو قرارات واتفاقيات.
ورغم أنّ الاجتماعات بدت متعلّقة بمحاولة إعادة الكويت، الوسيط المكلّف بحل الأزمة الخليجية، إلى لجان عمل مجلس التعاون الخليجي المشتركة، وبث الروح فيها من جديد، بعد أن توقفت عن الاجتماع بكافة أقسامها منذ الأزمة الخليجية، إلا أنّ هذا الاجتماع يحمل أهدافاً أخرى؛ وهي التحضير للقاء يجمع القيادة العسكرية الأميركية ومسؤولين عسكريين من مصر والأردن بقادة الجيوش الخليجية، لبحث "سبل التعاون المشترك".
وقالت مصادر في وزارة الدفاع الكويتية، إنّ مسؤولين أميركيين ومصريين وأردنيين سيزورون الكويت، يوم الأربعاء المقبل، للقاء رؤساء أركان الجيوش الخليجية، وبحث تطورات مشروع تشكيل تحالف عربي لمواجهة إيران، حيث سبق لرؤساء أركان الجيوش الخليجية أن اجتمعوا في الرياض تحت مظلة القيادة المركزية الأميركية، في منتصف إبريل/نيسان الماضي، بحضور قطر ومصر والأردن.
وكان نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار لله قد صرح، في يوليو/تموز الماضي، بأنّ الكويت تدرس مقترحاً أميركياً لإقامة تحالف استراتيجي في المنطقة، ومواجهة النفوذ الإيراني.
وطلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أثناء زيارته البيت الأبيض، استخدام نفوذه ووساطته في المنطقة، للتحضير لهذا التحالف، وبحث سبل التنسيق بين الجيوش الخليجية ومصر والأردن، رغم فشل التوصل إلى حل نهائي للأزمة الخليجية، في ظل تعنت دول الحصار، واضطرار أمير الكويت والرئيس ترامب تأجيل القمة الخليجية – الأميركية، حتى ديسمبر/كانون الأول المقبل.
ولم تتضح بعد أبعاد هذا التحالف المشترك، لكن الهدف النهائي قد يكون بناء منظومة عسكرية كاملة بين الجيوش الخليجية ومصر والأردن، شبيهة بتحالف شمال الأطلسي "ناتو" برعاية أميركية لمواجهة الخطر الإيراني في المنطقة.
ويخوض الجيشان السعودي والإماراتي، حرباً في اليمن، ضد مليشيات الحوثيين، منذ ثلاث سنوات، وسط فشل ذريع في محاولات التقدم والسيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء، وسوء في الأوضاع الإنسانية داخل المناطق المحررة وغير المحررة.