معاذ نقل إلى أحد مستشفيات الخليل بعد إصابته، ثم نقل بعد ذلك إلى مستشفى هداسا عين كارم في القدس، بعد ساعات من مماطلة الاحتلال بزعم المنع الأمني لمعاذ، وأجريت له سلسلة عمليات، لكن استئصال عينه ما زال تهديدا قائما يُخشى منه.
ويوضح أسيد عمارنة، ابن عم الصحافي معاذ، لـ"العربي الجديد"، أن "عين معاذ تضررت بعد إصابته، كان من المفترض أن تجرى له عملية وخلالها يتم استئصال عينه اليسرى ويتم تنظيف شظايا الرصاصة، لكن بقيت شظية قرب أنسجة دماغه يخشى أن تؤثر عليه ويحدث نزيف له إن تمت إزالتها فأوقف الأطباء العملية، ثم أجريت لمعاذ اليوم، عملية تنظير للعين وهو لا يزال تحت تأثير المخدر، ننتظر تقييم الأطباء للعملية بهدف فحص إمكانية إزالة الشظية واستئصال العين دون آثار جانبية او حدوث نزيف".
التضامن مع معاذ شهد حراكاً ميدانياً على مستوى الصحافيين وطلبة الإعلام، أمس الأحد واليوم الاثنين، إذ شهدت عدة مناطق من الضفة الغربية، يوم أمس، فعاليات تضامنية على نقاط التماس وفي مراكز المدن، وقمعت قوات الاحتلال مسيرات الصحافيين التضامنية، بينما شهدت جامعات ومدن في الضفة وقفات تضامنية مع معاذ مطالبين بتوفير الحماية للصحافيين.
وإلى الشمال من رام الله وسط الضفة، نفذ طلبة الإعلام في جامعة بيرزيت وقفة تضامنية مع معاذ ورفعوا لافتات تساند معاذ وتدعو إلى حماية الصحافيين ورفعوا صور معاذ وغطوا أعينهم تضامناً معه.
وقالت طالبة الإعلام في جامعة بيرزيت، إسراء الزير، لـ"العربي الجديد": "إن طلبة الإعلام تأذوا نفسياً مما جرى مع معاذ كصحافي يعمل في الميدان، والأصل أن يكون الصحافيون والطواقم الطبية حياديين يمنع استهدافهم، اليوم، تم استهداف معاذ وربما أكون أنا في المستقبل، لذا نطالب بوقف ممارسات الاحتلال بحق الصحافيين".
لكن الطالب في كلية الإعلام في جامعة بيرزيت، أمجد القواسمة، نحا في حديثه مع "العربي الجديد"، باتجاه آخر، وقال: "إن استهداف معاذ والانتهاكات الاحتلالية بحق الصحافيين ستزيد طلبة الإعلام والصحافيين إصراراً على النزول إلى الميدان وتغطية جرائم الاحتلال، فالصحافة ليست جريمة"، داعياً إلى وجود حماية دولية وإيجاد نوع من محاسبة الاحتلال على جرائمه المرتكبة بحق الصحافيين.
أما أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت، محمد أبو الرب، فأكد لـ"العربي الجديد"، أن الحملة التضامينة مع معاذ عمارنة، التي أخذت صدى من خلال متضامنين صحافيين أجانب ونشطاء دوليين داعمين للقضية الفلسطينية، لا بد أن يكون حافزاً للصحافيين الفلسطينيين بتكثيف البعد الإنساني وتوجيهه نحو العالم، ومخاطبة العالم بكل لغاته، علاوة على ضرورة أن تتوجه الجهات المختصة بقضايا قانونية، واستغلال لحظات التعاطف العالمية في الدفاع عن الصحافيين أمام الجهات الدولية.
في هذه الأثناء، نظم طلبة إعلام في الكلية العصرية برام الله، وقفة أمام مبنى الكلية تضامناً مع معاذ، وهم يحملون صوره وأغطية على عيونهم، ورفعوا لافتات وهتفوا بهتافات تدعو لحماية الصحافيين ومحاسبة إسرائيل على جرائمها.
وطالب رئيس مجلس إدارة الكلية العصرية، ناصر الشيوخي، في حديث لـ"العربي الجديد"، طلبة الإعلام بنقل الحقيقة كما هي، وضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته بحماية الصحافي الفلسطيني من أي نوع بطش احتلالي.
وشهدت مدينتي أريحا والخليل وقفات تضامنية اليوم، مع الصحافي عمارنة، حيث رفع المشاركون في الوقفتين صور معاذ وغطوا أعينهم تضامناً معه.
التضامن مع معاذ اتسع من دائرة الصحافيين ليشمل فئات مختلفة من الفلسطينيين، إذ اكتظت مواقع التواصل الاجتماعي، بصور لطلبة مدارس وجامعات وأهال وأسرى محررين، وناشطين، وهم يغطون أعينهم اليسرى تضامناً مع معاذ لتبقى عينه عين الحقيقة.
وتجاوز التضامن حدود التضامن الشعبي، ليصل إلى شخصيات رسمية، فصائلية كتضامن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي التي غطت عينها تضامنا مع عمارنة، وحكومية كتضامن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، في مستهل الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء في مدينة رام الله، اليوم، الذي غطى عينه تضامناً مع الصحافي، معاذ عمارنة، متمنياً شفاءه، وقال "سنبقى نرى الحقيقة بكل مفاصلها".
التضامن أيضاً شمل الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، والذي هاتف الصحافي عمارنة الليلة الماضية، مطمئناً على صحته، وتمنى له الشفاء العاجل، وأبلغه أنه وجه كل الجهات المختصة، بما فيها وزيرة الصحة لتقديم كل ما من شأنه توفير العلاج المناسب والمطلوب له، فيما أدان عباس الاعتداء الذي تعرض له الصحافي عمارنة من قبل قوات الاحتلال، معلناً وقوفه إلى جانبه.
في حين، هاتف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، الصحافي عمارنة، مطمئناً على صحته، ومتمنياً له الشفاء وأن يقدم رسالته الصحافية، وقال "إن الاحتلال حاول أن يصيب الحقيقة"، متمنياً أن يبقى الصحافيون الفلسطينيون من أجل إيصال الرسالة الإعلامية بمهنية وأن يدافعوا عن الشعب الفلسطيني وحقوقه.
وتخطى التضامن حدود فلسطين ليصل إلى ناشطين وصحافيين عرب وأجانب، بل إلى فنانين عرب مشاهير، حيث أعلن الفنان الفلسطيني محمد عساف عن تضامنه، إضافة إلى عدد من إعلاميي قناة الجزيرة مثل الإعلامية غادة عويس، والإعلامي اللبناني نيشان.