إيران ترفض التهديد ومنع وصول مساعداتها لليمن

أبدى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، اليوم الأربعاء، عدم موافقته على تزامن التفاوض النووي مع استمرار وجود شبح التهديدات العسكرية لإيران، مؤكداً أنّ بلاده لا يمكن أن ترضى بهذا الأسلوب، موجّها كلامه للقيادة الأميركية، ومعتبراً أن ضرب إيران سيكون خطأ فادحاً.

وخلال اجتماعٍ مع عدد من المعلمين والمسؤولين في وزارة التربية الإيرانية، وجّه خامنئي كلامه لأعضاء الوفد النووي المفاوض، داعياً إياهم إلى مراعاة الخطوط الحمر، وعدم تقديم تنازلات مصيرية، مضيفاً "لا بأس من توقيع اتفاق مع مراعاة هذه الشروط، ولكن يجب إيقاف التهديد المستمر لإيران، وحفظ عزة وكرامة البلاد".

ورأى خامنئي أنّ التصريحات الدولية التي تفيد بأنّه تم جر طهران لطاولة الحوار بعد الضغط عليها غير صحيحة، قائلاً إن أعداء إيران يصرون على شيطنتها وعزلها دوليا.

كذلك اعتبر المرشد أنّ الأميركيين بحاجة للمفاوضات النووية مع إيران بشكل كبير، مشيراً إلى أن حاجتهم لها أكثر من الحاجة الإيرانية، وإن لم تكن كذلك فهي بكل الأحوال ليست أقل من حاجة إيران، معلنأً أنه لا يقف ضد التوصل لنتيجة في المحادثات التي يجب أن تنتهي بإلغاء العقوبات المفروضة على البلاد.

وأكد خامنئي أنّ بلاده قادرة على تخطي مشكلاتها الاقتصادية باتباع طرق وخطط معينة، حتى وإن لم يلغ الحظر الغربي المفروض عليها، مضيفاً أن إلغاء العقوبات أمر يسهّل حل المشكلات الاقتصادية لكنه لا ينهيها.

وفي الشأن اليمني، استمرّ خامنئي بتوجيه الانتقادات للقيادة الأميركية، قائلاً إن واشنطن تدعم الرياض في خطوتها في ضرب اليمن عسكرياً، كما تدعم الاتهامات الموجهة لطهران بتزويد اليمنيين بالسلاح، معتبراً أن الشعب اليمني ليس بحاجة للسلاح، كون الثوار يسيطرون على القواعد العسكرية حسب قوله، وإنما هم بحاجة للمساعدات الإنسانية والغذائية، لافتاً إلى أن بلاده ترسل هذه المساعدات ولكنها تتهم بالمقابل بتزويد اليمن بالسلاح.

اقرأ أيضاً:إيران تندد بتصريحات المسؤولين في القمة العربية

وفي سياقٍ متصل، قالت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، اليوم الأربعاء، إن بلادها تنتظر تحركاً حقيقياً من قبل المجتمع الدولي للوقوف بوجه الضربات السعودية الجوية، منعاً لقتل المزيد من اليمنيين الأبرياء على حد تعبيرها، قائلة إن الحصار المفروض على اليمنيين، ومنع وصول المساعدات الإنسانية والغذائية إليهم، يزيد الأمور تعقيدا هناك.

وأضافت أفخم في مؤتمرها الصحافي الأسبوعي، أنّ إيران ترفض منعها من إيصال المساعدات، وذكرت أن بلادها تتواصل مع الصليب الأحمر الدولي لحل هذا الأمر، كما تتواصل مع أطراف إقليمية ودولية أخرى لتطبيق المبادرة الإيرانية ذات البنود الأربعة، والتي تنص أساساً على وقف إطلاق النار في اليمن، مؤكدةً أن موقف طهران واضح من السعودية، وقالت أيضا إن رحلات المعتمرين الإيرانيين ستبقى معلقة إلى حين اتخاذ قرار بشأن حرس مطار جدة، الذين اعتدوا على شابين إيرانيين الشهر الفائت، حسب قولها.

في سياقٍ آخر، أكّدت أفخم  مشاركة بلادها في مؤتمر جنيف المتعلق بالأزمة السورية، مشيرةً إلى أنه لن يكون على شكل مؤتمر دولي، بل سيعقد على شكل حوارات واجتماعات ثنائية، كما أكدت أيضاً مشاركة بلادها في الحوار.

اقرأ أيضاً خامنئي يرد على أميركا: سنواجه أي تهديد ضدنا