فيما تتسارع وتيرة انتشار فيروس كورونا في إيران، ومعها ترتفع أعداد الوفيات والمصابين، توجه السلطات الإيرانية اتهاماً إلى الولايات المتحدة بشنّ "حرب بيولوجية" عليها، مشيرةً إلى اكتشاف نوع من فيروس كورونا في البلاد "يختلف عن الفيروس الذي انتشر من مدينة ووهان الصينية".
وعلى صعيد الاتهامات لواشنطن بشنّ "هجوم بيولوجي"، قال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية البرلمانية، شهروز برزجر، نقلاً عن وزير الصحة الإيراني سعيد نمكي، خلال لقائه مع أعضاء لجنة الصحة البرلمانية، اليوم الاثنين، إن "نوعاً من فيروس كورونا المكتشفة في محافظتي جيلان وقم يختلف عن الفيروس نفسه في مدينة ووهان الصينية"، مشيراً إلى وجود نوعين من فيروس كورونا في إيران من مصدرين مختلفين، وفقاً لما أورده موقع "اعتماد أونلاين" الإصلاحي.
وأكد وزير الصحة الإيراني، وفقاً لتصريحات برزجر، أن "مصدر الفيروس الثاني مجهول"، معتبراً أن "ثمة احتمالاً بأن الفيروس الآخر ناتج من إرهاب بيولوجي لأميركا".
في غضون ذلك، تحدث المتحدث باسم مقر مكافحة كورونا في الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، العميد حسن عراقي زادة، اليوم الاثنين، عن "احتمال تعرض إيران لهجوم بيولوجي"، قائلاً إن "ثمة مؤشرات واحتمالات بهذا الشأن".
وأضاف عراقي زادة، وفقاً لوكالة "إيسنا"، أن المتخصصين في بلاده "يدرسون احتمال وجود هجوم بيولوجي، وإذا توصلنا إلى نتيجة قطعية سنعلنها"، متهماً الولايات المتحدة بتأسيس "مختبرات في عدة دول لإجراء اختبارات بيولوجية على مختلف الفيروسات".
فضلاً عن هذه الاتهامات الإيرانية، أشعل كورونا جدالاً واسعاً بين طهران وواشنطن، خلال الأسبوعين الماضيين، بعد إعلان السلطات الإيرانية اكتشاف أولى حالات الإصابة بالفيروس في التاسع عشر من الشهر الماضي، حيث بعده بأيام أطلق وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، والمبعوث الأميركي الخاص بشأن إيران، اتهامات للحكومة الإيرانية بـ"التستر على حقيقة أعداد الضحايا والمصابين"، و"سوء الإدارة" في مواجهة كورونا.
وفي المقابل، رفضت طهران هذه الاتهامات، وردّ الرئيس الإيراني حسن روحاني عليها باتهام الإدارة الأميركية بإخفاء المعلومات عن عدد ضحايا الإنفلوانزا في الولايات المتحدة، قائلاً إن عدد ضحايا هذا الفيروس "بلغ 16 ألف شخص".
وفي السياق نفسه، عندما أعلن وزير الخارجية الأميركي، خلال الشهر الماضي، أن بلاده اقترحت على إيران إرسال مساعداتها "التقنية والطبية" من أجل مكافحة انتشار فيروس كورونا، ردت عليه الخارجية الإيرانية بوصف تصريحاته بأنها "استعراضية ومنافقة"، مشيرة إلى أن "لها أهدافاً سياسية لمخادعة الرأي العام العالمي".
وأكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في تغريدات متعددة، أن العقوبات الأميركية على إيران تعرقل جهود مكافحة كورونا.
والسبت الماضي، اتهم ظريف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتحجيم قدرات بلاده في مواجهة انتشار فيروس كورونا من خلال "تشديد العقوبات غير القانونية"، قائلاً إن الرئيس الأميركي يستهدف تصفير إيرادات إيران "التي هي بحاجة إليها لمواجهة كورونا".
انتقادات لشمخاني
وعلى صعيد متصل بفيروس كورونا، لقيت تصريحات أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، في لقائه مع مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض في بغداد، مساء أمس، بشأن استعداد طهران لمساعدة بغداد في مواجهة انتشار كورونا، انتقادات في أوساط برلمانية إيرانية.
وخاطب غلامعلي جعفرزادة أيمن أبادي، النائب عن مدينة رشت شمالي إيران، في تغريدة على "تويتر"، شمخاني قائلاً: "السيد شمخاني، حضرتكم أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، فلتنقذ إيران!".
وأضاف أيمن أبادي أن "الأوضاع في محافظة جيلان تخطت الوضعية الحمراء بسبب انتشار فيروس كورونا، وليس لدينا أسرّة في المستشفيات، ونفتقر إلى طواقم طبية جديدة، والكمامات والألبسة الواقية والأدوية! أستحلفك بالله اهتم بإيران والإيرانيين!".
ومن جهته، نشر النائب عن مدينة شيراز في البرلمان الإيراني، بهرام بارسايي، تغريدة حول تصريحات شمخاني، مخاطباً إياه بالقول: "السيد شمخاني إذا تريدون وتستطيعون تقديم مساعدات في مكافحة كورونا، فقبل العراق، أنقذوا المدن الشمالية الإيرانية، حيث لم تعد تستوعب المشافي، وأفراد الطواقم الطبية يفقدون أرواحهم مظلومين لنقص المستلزمات الطبية".