إلينا بونياتوسكا.. تودّع ماركيز وتتسلّم سرفانتس

25 ابريل 2014
خلال حفل تسلّمها الجائزة
+ الخط -
بثوب الـ"ويبيل" المكسيكي التّقليدي المُحاك بأيدي نساء مدينتي خوتشيتان وواخاكا؛ تنضم إلينا بونياتوسكا إلى عُصبة أهم كتّاب الأدب الإسباني، جنباً إلى جنب مع بورخيس، وماريّا سامبرانو، وأوكتافيو باث، وخوسيه إيميليو باتشيكو، وغيرهم.

في جامعة دي ألكالا دي إِنارس، حيثُ تُمنح الجائزة كلَّ عام، تلقّت بونياتوسكا ميداليّة ومنحونةً من عمل الإسباني خوليو لوبيس، ومكافأة ماديَّة لفوزها بإحدى أهم الجوائز الأدبيَّة الرّفيعة، جائزة سرفانتس للآداب. وقد وصفتها لجنة التَّحكيم بأنّها واحدة من أقوى أصوات الأدب الإسباني. وسلّمها الجائزة الملك الإسباني خوان كارلوس الذي حضر الاحتفال برفقة زوجته الملكة صوفيا وعدد من أعضاء الحكومة.

المُختلِف في حفل تسليم الجائزة لهذا العام(مساء الأربعاء الماضي) هو الفرصة التي أتيحت لبونياتوسكا بأن تكون الأديبة الأولى التي تُلقي خطاباً تاريخيّاً حال استلامها الجائزة.

وبصوت هادئ، واثق، تحدّثت الروائية المكسيكية عن مخاوفها وقلقها، مشاهداتها وأحلامها عبر حياتها الممتدة على اثنين وثمانين عاما. عن طفولتها، ودهشتها أمام الرَّحلات، واكتشافها اللغات والبلاد الجديدة. عن الآلام واليأس، الجوع، والظلم، والعنصرية، والعنف في المكسيك، حيث يُقال إنّ تحت كلِّ حجرٍ ثمة إله.

إلَّا أنَّ كلماتها الأولى كانت عفوية ومهداة لروح صديقها الراحل مؤخَّراً غابرييل غارسيا ماركيز، الذي تُوفي أثناء تهيُّئها للسفر إلى مدريد.

"أريد أن أتذكّر غابو العزيز. فقد كنا قبل ذلك "مُحاكَمين في الأرض". وهو مصطلح صاغهُ فرانز فانون عن دول العالم الثَّالث. لكن "مئة عام من العزلة" منحت أميركا اللاتينيَّة أجنحة. وهذه الرّحلة العظيمة أقامتنا وجعلت الزّهور تنمو على رؤوسنا".

وكونها رابع امرأة تحصل على الجائزة، تحدّثت بونياتوسكا عن الكاتبات الثّلاثة اللواتي سبقنها في الحصول على الجائزة، مقابل 36 كاتباً منذ بدء الجائزة عام 1976.

ولم تغفل بونياتوسكا الحديث عن ذكرياتها في المكسيك حين قالت: "المرّة الأولى التي سمعتُ بها كلمة "شكراً" في هذه البلاد الواسِعة والمفزعة، والغامضة، المُسمّاة بالمكسيك. تمدّد شخصٌ أسمر حافي القدمين أمامنا أنا وأختي وقال متحدّياً: اكتشفاني. كانت اللغة مفتاحاً للدخول إلى عالم الهنود الحمر. نفس العالم الذي تحدَّث عنه أوكتافيو باث هنا في ألكالا دي إنارس عام 1981، حين قال إنه دون عالم الهنود الحمر فلن نكون ما نحن".

وتحدَّثت أيضاً عن العنف في المكسيك بصوت الذين لا صوت لهم كالنساء اللواتي قُتِلن في أبريل بمدينة خواريس. (موجة من القتل بدأت في التسعينات وطالت مئات النساء على خلفية جرائم الشرف وحرب المخدرات).

ثم أكّدت الكاتبة أن الفضل في اكتشاف المكسيك يعود إلى المكسيكيِّين الذين يمشون حُفاة في الشوارع، قبل أن تعتقد الولايات المتَّحدة أنها ابتلعت القارَّة. وأنّ المُقاومة الهنديّة (السكان الأصليين) رفعت دروع الذّهب وريش طيور الكيتسال عالياً جداً حين أعلنت نساء تشياباس (ولاية مكسيكية) اللواتي عشن الإذلال والتهميش عام 1994، أنَّهنَّ يردن اختيار رجالهن، والنّظر في عيونهم، وانجاب الأبناء الذين يرغبن بهم، والحصول على نفس حقوق الرجل".

دلالات
المساهمون