إعلام السعودية والإمارات: جنود خلف خليفة حفتر

08 ابريل 2019
جنود ليبيون يجهزون عتادهم للمعركة مع حفتر(محمود تركيا/فرانس برس)
+ الخط -
لا تخفي وسائل الإعلام السعودية انحيازها التام لقائد عملية الكرامة اللواء خليفة حفتر، في هجومه على طرابلس. ولعل التغطية لهذا الهجوم العسكري في اليومين الماضيين، تعكس بشكل واضح هذا الانحياز، الذي حول بعض التغطيات والمقالات إلى ما يشبه بيانات الترويج العسكري.

ففي صفحة الرأي، أفردت صحيفة "الشرق الأوسط" السعوديّة مساحةً، أمس الأحد، للكاتب عبد الله بن بجاد العتيبي، كي يُثني على الحرب التي أعلنها اللواء الليبي خليفة حفتر على العاصمة طرابلس. في تلك المقالة، قال العتيبي "بعد سنواتٍ من الانقسام والحرب الأهلية الطاحنة وتفشي الإرهاب واستقرار الفوضى في ليبيا، تحرّك الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر باتجاه تمركز الجماعات الأصولية والتنظيمات الإرهابية في طرابلس العاصمة وما حولها، للقضاء عليها وإنهاء سيطرتها على العاصمة، بعدما أخرجها الجيش من قبل من مناطق متعددة من ليبيا".
وأضاف "التحرّر من الجماعات الأصولية التي تختطف الدول ليس أمراً سهلاً، وهي مهمة الجيوش الوطنية مثلما فعل الجيش المصري العظيم حين استعاد الدولة بمساندة كاملة من الشعب، وذلك بإنهاء حكم جماعة الإخوان المسلمين، وها هو الجيش الليبي يسعى لتنفيذ المهمة نفسها وتحقيق الهدف ذاته".

تُلخّص عبارات العتيبي توجّه الإعلام السعودي، بشكلٍ عام، في تغطيته للأحداث الليبية، والذي تكثّف منذ يوم الخميس الماضي، تاريخ إعلان حفتر حربه على العاصمة. إذ تقوم الصحف والقنوات السعودية، بمؤازرة من زميلتها الإماراتية، ببثّ بروباغندا مؤيّدة لحفتر، وتصوّره كسيسي آخر، على أساس أنّ ما قام به الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان "قضاء على الإرهاب". 

وعلى صفحات "الشرق الأوسط" أيضاً، نشرت الصحيفة "بروفايل" عن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز سراج، قائلةً إنّه فشل في المصالحة، مضيفةً "بعد أكثر من ثلاث سنوات من تسلمه رئاسة الحكومة الليبية، يجد فايز السراج نفسه اليوم، بعد فشله في إقرار المصالحة الوطنية، في مواجهة مباشرة مع خصمه الرئيسي المشير خليفة حفتر الذي حرك قواته باتجاه طرابلس العاصمة".


من مقال لعبد الرحمن الراشد في "الشرق الأوسط"


قناة "العربية" تقف في أول صفوف وسائل الإعلام تلك، إذ تصف مليشيا المقاتلين التابعة لحفتر بـ "الجيش الوطني الليبي"، (وكذلك تفعل وسائل الإعلام السعودية والإماراتية الأخرى، في تبنّ تام لخطاب حفتر نفسه)، فتُبرز تصريحات المتحدث باسم قوات حفتر، العميد أحمد المسماري، تحديداً تلك التي يُمكنها توظيفها في مؤامرات سياسية تحريضيّة أخرى، كحديثه عن دولتي قطر وتركيا، مقابل تقليلها من أهمية تصريحات مسؤولي حكومة الوفاق. وتعتمد "العربية" مصطلح "تحرير العاصمة" لتسمية حرب حفتر، فيما تعتبر ردّ الحكومة "هجوماً مضاداً".


المقابلة نشرت على موقع "العربية"

كذلك تفعل قناة "سكاي نيوز - عربية" والتي تنشر، كما "العربية"، مصطلح "طوفان الكرامة" لتعزيز موقفها الداعم لقوات حفتر، وتتحدث عن تفاصيل عملياته العسكرية الطامحة إلى السيطرة على السلطة الشرعية، محتفيةً بتقدّم قواته. وكما زميلتها السعوديّة، استغلّت القناة حديث المسماري كي تصوّب على قطر وتركيا، في تحريضٍ مستمرّ منذ فرض الإمارات والسعودية والبحرين ومصر حصاراً برياً وجوياً وبحرياً على دولة قطر وشعبها قبل حوالي عامين.

بينما تبدو وتيرة النشر في صحيفة "الحياة" أقلّ من زميلاتها السعوديّة، إلا أنّها تصبّ في نفس السياق، فتعتمد في كل تغطياتها تعبير "الجيش الوطني الليبي" في إشارة لمليشيات حفتر، كما تحرص على نشر سلسلة مقالات رأي، عن "حكومة الإخوان" و"حكومة الإرهاب"، و"التدخل القطري ـ التركي الذي دمّر ليبيا".

من تغطية "الحياة"