وأُطلق سراح مانينغ (29 عاماً) من سجن في فورت ليفينورث بولاية كانساس، في نحو الساعة الثانية صباحاً (بتوقيت أميركا)، وفقاً لبيان مقتضب نقلته وكالة "رويترز" عن الجيش الأميركي.
وكان الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، قد أصدر أمراً بتخفيف الحكم الصادر ضدها على أن يُطلق سراحها في مايو/ أيار الحالي. إذ ناشدت في نوفمبر/ تشرين الثاني أوباما تخفيف عقوبتها بدل العفو، وهو ما استجاب له قبل ثلاثة أيام فقط من انتهاء ولايته.
فمن هي تشيلسي مانينغ التي تعتبر من أشهر المسربين في التاريخ الحديث؟ هنا نبذة سريعة عنها كان "العربي الجديد" قد نشرها بعد إصدار قرار تخفيف الحكم الصادر بحقها:
ولدت تشيلسي مانينغ في ولاية أوكلاهوما عام 1987، كذكر باسم برادلي مانينغ. وانتقلت إلى مدينة ويلز بعد طلاق والديها، عندما كانت في سن المراهقة.
وبعد تخرجها من المدرسة الثانوية انضمت إلى الجيش الأميركي عام 2007.
تسريب الوثائق
في عام 2009، أرسلت مانينغ إلى العراق كمحللة استخباراتية، ما مكنّها من الوصول إلى ملفات عسكرية ودبلوماسية حساسة. فسربت أكثر من 700 ألف وثيقة وفيديو وبرقيات دبلوماسية إلى موقع "ويكيليكس"، ونشر العديد منها في وكالات إخبارية عدة، بينها صحيفة "ذا غارديان" البريطانية وصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
وتصدّرت الوثائق المسربة اهتمامات الصحافيين حول العالم، إذ استعانوا بها في الكشف عن معلومات مهمة حول حربي العراق وأفغانستان.
وبرز ضمن التسريبات فيديو مهمّ، أطلق عليه "ويكيليكس" اسم "الجريمة المضمونة"، وظهرت فيه غارة جوية في بغداد يوم 12 يوليو/ تموز عام 2007. وكان هذا الهجوم على "متمردين عراقيين" قد تسبّب في مقتل أكثر من عشرة أشخاص، بينهم مصور صحافي ومساعده. وقال حينها المتحدث باسم الجيش الأميركي إنهم "ظنوا الكاميرا قاذفة صواريخ".
كذلك ظهر ضمن التسريبات فيديو آخر لغارة جوية أميركية على قرية أفغانية، أسفرت عن مقتل مائة من المدنيين، في مايو/ أيار عام 2009.
اعتقال مانينغ
اعتقلت مانينغ في مايو/ أيار عام 2010، وبدأت محاكمتها في يونيو/ حزيران عام 2013. ووُجهت إليها 22 تهمة، أقرت بعشر منها، بينها "إساءة استخدام مواد سرية". ووجد القاضي العسكري الكولونيل، دينيس ليند، مانينغ مذنبة بـ20 من هذه الاتهامات، ولكن تمت تبرئتها من تهمة مساعدة العدو.
وشملت الأدلة خلال محاكمتها سجلات التراسل في حاسوبها الشخصي، والتواصل مع مؤسس موقع "ويكيليكس"، جوليان أسانج.
وفي أغسطس/ آب عام 2013 حُكم على مانينغ بالسجن لمدة 35 عاماً، مع فرصة لإطلاق سراح مشروط بعد سبع سنوات. كذلك سُرّحت من الجيش، وخُفضت رتبتها إلى الرتبة الأدنى في الجيش.
وتعدّ هذه العقوبة الأطول في قضية تتضمّن تسريب وثائق حكومية أميركية، وإتاحتها للعامة.
هويتها الجنسية
غيرت مانينغ اسمها من برادلي إلى تشيلسي بعد إدانتها، كذلك سمح لها الجيش بإجراء عملية تحويل جنسي العام الماضي، بعد إضرابها عن الطعام.
(العربي الجديد)