إصدارات.. نظرة أولى

21 اغسطس 2018
جونافياف سيّي/ فرنسا
+ الخط -

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الفلسفة والدراسات الثقافية والفكر والرواية والتاريخ الحديث والسياسة.

■ ■ ■

ضمن سلسلة أعماله الكاملة التي تقدّمها منشورات "التكوين"، صدر مؤخراً كتاب "فصول من الفلسفة الصينية" للمؤرّخ السوري فراس سواح. يقدّم العمل إطلالة على الفكر الصيني القديم من خلال إضاءة أبرز الحكماء والفلاسفة الصينيين مثل كونفوشيوس ومنشيوس ولاو تسو، ويرى المؤلف أن هذه الأسماء تعدّ مداخل أساسية من أجل فهم الحضارة الصينية، وأيضاً لأجل دراسة الفكر الصيني الحديث حيث إن الأفكار القديمة لا تزال فاعلة إلى اليوم رغم التغيّرات الجذرية التي عرفتها الصين على مدى تاريخها. يتضمن العمل أيضاً ترجمات لنصوص أساسية في الفلسفة الصينية.


"ميتافيزيقا الإنترنت" عنوان كتاب جماعي أشرف على تحريره كل من الباحثين الإسبانيين كارلوس أوباندو أرّويافي وخابيير هرنانديز رويز وأصدرته منشورات "أوتشو إي ميديو" مؤخراً. يجمع العمل دراسات من اختصاصات مختلفة (علوم اتصال، فلسفة، علم الاجتماع، علوم سياسية..) تدرس تحوّلات الثقافة بمختلف تجلياتها الفكرية والعقائدية والسياسية والشعبية وغيرها على مستويين؛ الأول هو أثر التكنولوجيا الاتصالية في الحياة العامة وفي الحياة الحميمة للمواطنين، والثاني هو انعكاس قطاعات الحياة في الشبكة مثل الفن والسياسة والتنوّع العرقي والعلوم.


في طبعة مشتركة بين "منشورات ضفاف" و"دار الأمان" و"الاختلاف"، صدر مؤخراً كتاب "أسئلة قلقة في الراهن العربي" للباحث الجزائري في الفلسلفة بشير ربوح. يعود المؤلف إلى أبرز مشاغل الفكر العربي منذ قرابة قرنين، وخصوصاً تلك الإشكاليات الثنائية مثل: الحداثة والتراث، والتخلّف والتقدّم، مبرزاً أنها أسئلة أفرزها الفكر العربي عند اصطدامه بالآخر الغربي، وظنّ أن إجاباتها تمثل الحلول الجذرية لمعضلات المجتمعات العربية. يرى المؤلف أن ذلك أنتج "وعياً تائهاً" يتمثل في الاعتقاد بأننا حين نفكر في هذه الأسئلة نقدّم منجزاً تاريخياً.


بترجمة عن الألمانية أنجزها نبيل حفار، صدرت مؤخراً رواية "نزوة" للكاتب السويسري لوكاس بيرفوس (1971) عن منشورات "أطلس". يسرد العمل، في جو سوريالي، قصة فيليب الذي يبدأ في متابعة امرأة لا يعرفها، ولا يرى حتى وجهها، ومن خلال هذه المتابعة يعلّق على قراراتها ويتخيّل كيف تدير يومها. يُذكر أن هذه الرواية هي آخر إصدارات الكاتب السويسري حيث نشرها في 2017، وقد أصدر قبلها روايات: "الرجال الموتى" (2002)، و"مئة يوم" (2008)، و"كوالا" (2014). كما كتب بيرفوس عدة مسرحيات من بينها: "74 ثانية" و"رحلة أليس إلى سويسرا" و"موت مايننبريغ".


عن منشورات "سوتيميديا"، صدر مؤخراً كتاب "تقريرالحريات الفردية والمساواة.. جدل الفضاء الافتراضي" للباحث التونسي عبد السلام الزبيدي، وهو كتاب يواكب السجالات التي تعيشها تونس منذ فترة بسبب مقترحات تشريعية من ضمنها المساواة في الميراث وإلغاء عقوبة الإعدام. يرصد المؤلف بالخصوص جدالات في مواقع التواصل الاجتماعي بين مثقفين تونسيين من اتجاهات واختصاصات مختلفة مثل الحقوقية بشرى بلحاج حميدة، والكاتب شكري المبخوت، والباحث سامي براهم، وهي حوارات لم يشهد مثلها الفضاء الواقعي الذي اتّسم بقطيعة بين مناهضي المقترحات ومن هم معها.


"تاريخ العالم من 1900 إلى أيامنا" عنوان كتاب للمؤرخين الفرنسيين سارج بيرشتاين وبيير ميلزا عن منشورات "هاتييه". يصدر هذا الكتاب بعد أسابيع من رحيل ميلزا، والذي يشير شريكه في العمل أن ذلك قد أثّر في المشروع المشترك الذي جمعهما منذ سنوات بإنتاج موسوعة تاريخية عن التحوّلات بين القرنين الماضي والجاري وهو ما دعاه إلى التسريع في نشر ما أنجزاه رغم أنه لم يكتمل. ورغم ذلك يضمّ الإصدار كرونولوجيا متكاملة، لكن مع تفاوت في تناول بعد الأحداث وتفسيرها على حساب أخرى، ومن أبرز النقاط التي يضيئها علاقة الأزمة الاقتصادية الأخيرة بأحداث راهنة.


صدر مؤخراً عن منشورات "نينوى" كتاب "الثقافة والمثقف العربي.. قراءة ومراجعات في الراهن الثقافي" وهو عمل جماعي أشرفت عليه الباحث المصري صالح هويدي. يعود المشاركون، وهم أكاديميون من جنسيات عربية مختلفة، إلى أسلئة من قبيل: ما المثقف؟ وأي دور للنخب والمثقفين اليوم؟ وهل يتطابق كل من مفهوم الثقافة والمثقف مع مفهومهما لدى الآخر؟ وذلك من خلال مقاربات متنوّعة في العلوم الإنسانية مثل علوم التربية وعلوم السياسة والدراسات الثقافية. شارك في الكتاب كل من: علي وطفة وصالح هويدي وفهد حسين ومبروك دريدي وليليا بن صويلح.


بعد أن ترجمت السنة الماضية كتاب "الصحراء تشتعل" لـ جايمس بار، تعود ماريا الدويهي، إلى نفس المؤلف حيث صدرت مؤخراً عن "الساقي" ترجمتها لكتاب "خط في الرمال.. بريطانيا وفرنسا والصراع الذي شكّل الشرق الأوسط". العملان يعودان إلى بدايات القرن العشرين والصراعات الدولية حول المنطقة مع سقوط العثمانيين التدريجي واستعداد بلدان مثل فرنسا وبريطانيا لوراثتهم. يضيء بار على الألاعيب الديبلوماسية التي قادت إلى تقسيم المنطقة بدون مراعاة للتركيبات العرقية والمذهبية فيها، وهو ما أنتج لاحقاً الكثير من المعضلات الجيوسياسية التي عاش على وقعها القرن العشرون.

المساهمون